ولد الهدى (الحلقة السابعة)، كيف كانت معاملة رسول الله لأصحابه؟
في شهر ربيع الأول، أشرقت الدنيا بنور النبوة، ووُلد خير من وطئ الثرى، سيدنا محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وآله وسلم. ذلك الميلاد الذي لم يكن حدثًا عابرًا، بل كان بداية لفجر جديد أضاء ظلمات الجاهلية، وأعاد للإنسانية رشدها، وأرشدها إلى صراط الله المستقيم.
في هذه السلسلة المباركة، نتفيأ ظلال السيرة العطرة، ونستعرض بعضًا من مناقب الحبيب المصطفى، وصفاته الخُلُقية والخَلقية، وشمائله التي مدحها رب العالمين، وأثنى عليها السابقون واللاحقون من أهل الإيمان.
سيدنا رسول الله مع أصحابه
كان سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، يعامل أصحابه، من المهاجرين والأنصار، بمنتهى الاحترام، والعدالة، والحب، والإيثار؛ فقد كان، صلوات ربي وتسليماته عليه، مثالا لحُسن الخُلُق، والرفعة والسموّ.
وفي ذلك قال الله تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ" (آل عمران: 159).
التواضع معهم
وفي معاملاته اليومية مع أصحابه، رضي الله عنهم، كان صلى الله عليه وآلله وسلم، يتواضع معهم، ويجيب دعوتهم، ويزور مرضاهم، ويشهد جنائزهم، ويدعو لهم ولأبنائهم، ويمازحهم ويداعبهم، ويشفق عليهم ويقضي حوائجهم، ويؤلفهم ولا ينفِّرهم، ويعطى كلَّ مَنْ جالسه نصيبه من العناية والاهتمام، حتى يظن جليسه أنه ليس أحدٌ أكرم منه، وكان لا يواجه أحدًا منهم بما يكره.
عن أنس بن مالك، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أوسع الناس صدرًا، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشيرة، وكان يمازح أصحابه، ويخالطهم ويحادثهم، ويداعب صبيانهم، ويجلسهم في حجره، ويجيب دعوة الحرّ والعبد، والأمة والمسكين، ويعود المرضى في أقصى المدينة".
وعنه أنس أيضًا قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزور الأنصار، فيسلم على صبيانهم، ويمسح برؤوسهم، ويدعو لهم".
ورُري عن سهل بن حنيف رضي الله عنه، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ضعفاء المسلمين ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم".
أكثر الناس تبسُّما
وعن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه، قال: "ما رأيت أكثر تبسّما من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: "جالستُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة مرّة، فكان أصحابه يتناشدون الشعر، ويتذاكرون أشياء من أمر الجاهليّة، وهو ساكت وربّما تبسّم معهم".
وعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إني لا أقول إلا حقًا"، قال بعض أصحابه: فإنك تداعبنا يا رسول الله؟!، فقال: "إني لا أقول إلا حقا".
وكان، صلوات الله وتسليماته عليه، يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، وآمالهم وآلامهم، فعن أنس رضي الله عنه، قال: "خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلما رأى ما بهم من النَصَب والجوع قال: "اللهم إن العيش عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة". فقالوا مجيبين له: نحن الذين بايعوا محمدًا على الجهاد ما بقينا أبدا".
الأسوة الحسنة
وقال قرة بن إياس، رضي الله عنه: "كان نبي الله، صلى الله عليه وسلم، إذا جلس يجلس إليه نفرٌ من أصحابه، وفيهم رجل له ابنٌ صغيرٌ، يأتيه من خلف ظهره، فيُقعده بين يديه، فمات، فامتنع الرجل أن يحضر الحلقة، لذكر ابنه، فحزن عليه، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما لي لا أرى فلانا؟"، قالوا: يا رسول الله! بُنيَّه الذي رأيته مات، فلقيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فسأله عن بنيه، فأخبره أنه مات، فعزاه عليه، ثم قال: "يا فلان! أيما كان أحبَّ إليك: أن تمتع به عمرك، أو لا تأتي غدًا إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك؟"، قال: يا نبي الله! بل يسبقني إلى باب الجنة، فيفتحها لي لهو أحب إليَّ، قال: "فذاك لك"، فقالوا: يا رسول الله! أله خاصة، أم لكلنا؟ قال: "بل لكلكم".
كان سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، النموذج الأعلى في حسن عشرته ومعاملته لأهله وأصحابه، والناس أجمعين. قال الله تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَاليَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا" (الأحزاب: 21).
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا


