رئيس التحرير
عصام كامل

حاولوا قتله على طريقة الأميرة ديانا وصدام حسين، فرج فودة الذي دفع حياته ثمنًا لأفكاره

الكاتب الراحل فرج
الكاتب الراحل فرج فودة
18 حجم الخط

المفكر فرج فودة،  الكاتب والمفكر والناقد الجريء، ناصر حرية الفكر والإنسان، هو رمز للمثقف الشجاع، اهتم فى كتاباته بالإسلام السياسى معتمدا على فهم النصوص الدينية فى سياقها التاريخى، تأثر بالحداثة الأوروبية فى أفكاره، أثارت كتاباته جدلا واسعا بين المثقفين ورجال الدين والسياسة والمنتمين إلى الجماعات الإسلامية في مصر، واختلفت الآراء حولها وبلغ الاختلاف حد العنف إلى حد إهدار دمه واغتياله بالرغم من أنه كان يدعو إلى فصل الدين عن الدولة، ورحل شهيدا عام 1992.


ولد فى مثل هذا اليوم 20 أغسطس عام 1946 الكاتب المفكر فرج فودة  فى مدينة الزرقا محافظة الدقهلية، تخرج من كلية الزراعة جامعة عين شمس، وحصل على دكتوراة الفلسفة فى الاقتصاد الزراعى، إلا أنه كان مهتما بالكتابة والفكر ونقد الفكر الدينى المتشدد، مطالبا طوال مشواره بفصل الدين عن السياسة.

مواجهة جماعة الإخوان المسلمين 


تصدت كتابات المفكر فرج فودة للتيارات الإسلامية المتشددة، التى انتشرت وزاد نفوذها خلال ثمانينات وتسعينات القرن الماضى، وارتكزت كتاباته ايضا على انتقاد جماعة الإخوان المسلمين وجماعات الجهاد، محذرا من التطرف والتعصب الشديد مما وضعه فى مواجهة خطيرة مع المتشددين فى ظل تصاعد العنف فى المجتمع.

الحقيقة الغائبة فى مواجهة الفريضة الغائبة 


كان كتاب "الحقيقة الغائبة" من أخطر كتب فرج فودة فى الهجوم على المتشددين من التيار الإسلامى حيث نقد فيه كتاب "الفريضة الغائبة"، الذي يُعد الأساس الفكري الأول لتنظيم الجهاد الذى وضعه المهندس محمد عبد السلام فرج الذي أعدم عام 1982 في قضية اغتيال السادات، كما اتهم فودة فيه الجماعات الإسلامية باستخدام الدين كغطاء لتحقيق مشروع سياسي وأهداف سلطوية تحد من الحرية فى المجتمع، حذر فودة فى الحقيقة الغائبة من الاستبداد الفكري الذي يراه لا يقل خطرًا عن الاستبداد السياسي الذى يقتل العقل.

الكاتب المستنير فرج فودة 
الكاتب المستنير فرج فودة 

تعرض الكاتب والمفكر فرج فودة لعدة محاولات لاغتياله ففى مارس ١٩٨٨، اصطدمت سيارة نقل ضخمة بسيارة فودة فور مغادرته لها، ودفعتها عدة أمتار لتصطدم بشجرة ضخمة وتتهشم تماما وهي طريقة أشبه بمقتل الأميرة ديانا ودودي الفايد. 

وشهد بعض المواطنين الحادث، وقالوا إن الطريق كان خاليا تماما أمام سائق سيارة النقل، ولم يكن هناك مبرر لأن يصطدم بسيارة فرج فودة، وسلم المفكر الكبير من المحاولة لعدم وجوده بالسيارة، وبعد أسابيع قليلة من الحادث، ألقت الأجهزة الأمنية القبض على ثلاثة من الشباب كانوا يراقبون سيارة الكاتب الراحل عدة أيام، ووقعت مشادة كلامية بينهم وبين رجال الأمن، المتواجدين حول منزل فرج فودة آنذاك للحراسة.

عندما صادق فودة القاتل 


إلا أن أغرب محاولة اغتيال كاد يتعرض لها المفكرفرج فودة كانت من شاب كلف باغتياله لديه أفكار ضلالية، وأرسل إليه خطابا يقول له "سأذبحك على العيد" وهي نفس الطريقة التي تخلص بها الأمريكان من الرئيس العراقي صدام حسين، فلم يبال فودة بالتهديد، وفى الخطاب الثانى أرسل الشاب نفس العبارة ومعه اسمه وعنوانه قائلا له "سأقتلك بيدى"، فرد عليه فودة على عنوانه بخطاب قال فيه: أنت مسلم وأنا مسلم إلا إذا تيقنت أنى كافر، وبما أنك لم تناقشنى لتتيقن بكفرى فلابد أن تناقشنى أولا، وحضر القاتل إلى فرج فودة فى مكتبه وتناقش معه فى قضايا عديدة، وبدأ الشاب يستمع إلى المفكر فرج فودة، تحول بعدها إلى واحد من أنصاره. 

الغزالى وفرج فودة وحرب انتهت بإهدار دم فودة 
الغزالى وفرج فودة وحرب انتهت بإهدار دم فودة 


في يناير 1992 ضمن ندوات معرض القاهرة الدولي للكتاب، حدثت واحدة من أبرز لحظات المواجهة الفكرية في مصر الحديثة، حين تحدى فرج فودة التيار الإسلامي متمثلا فى الشيخ الغزالى ونائب المرشد مأمون الهضيبى والدكتور محمد عمارة ليس فقط بنقده المكتوب، بل بوقوفه وجهًا لوجه ومعه محمد خلف الله من حزب التجمع أمام مناظريه.

اتهامات متبادلة بين الإسلاميين وفودة 


كانت تلك المناظرة بمثابة شرارة اشتعلت في الساحة الفكرية، حيث تصدى المفكر فودة لأفكار كان يروج لها الإسلاميون بكل حدة، وتطورت المناظرة إلى اتهامات متبادلة، حيث واجه فودة اتهامات من الإسلاميين بأنه يشوه صورة الإسلام، بينما أكد هو أن نقده يستهدف الاستغلال السياسي للدين وليس الدين نفسه.


استمرت المناظرة 3 ساعات متواصلة، وحضرها أكثر من 30 ألف شخص أغلبهم من أتباع تيارات الإسلام السياسي، وانقسم المحاضرون في المناظرة إلى فريقين، وكتبت المناظرة النهاية لحياة الكاتب المفكر فرج فودة لتنتهى بجريمة اغتياله بعد أشهر قليلة منها بعد أن أهدر الإسلاميون دمه.

الاعمال الكاملة للدكتور فرج فودة 
الأعمال الكاملة للدكتور فرج فودة 


مؤخرا قامت الوثائقية المصرية بإعداد فيلم وثائقي عن رحلة المفكر فرج فودة  بداية من نشأته في مسقط رأسه بمدينة الزرقا وصولا إلى لحظة استشهاده في يونيو من عام 1992، بعد استهدافه على يد اثنين من العناصر الإرهابية بطلقات نارية، يناقش الفيلم أفكار فرج فودة وآراءه في مواجهة ادعاءات جماعات التأسلم السياسي والمتطرفين، ودوره في تفكيك الخطاب الظلامي لتلك الجماعات، والتحذير مبكرا من خطورتها على حياة الناس، واستقرار أوطانهم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية