رئيس التحرير
عصام كامل

يحدث من مستشفى إمبابة العام مع الحاجة سهير!

18 حجم الخط

السيدة سهير.. تقترب من السبعين من عمرها، وتعاني -للأسف- من جملة أمراض يُصرف لها علاجها على نفقة الدولة.. قبل أيام، لجأت إلى اللجنة الطبية التابعة لمنظومة الشكاوى الحكومية التابعة لمجلس الوزراء بسبب طارئ داهمها.. 

هذا الطارئ داهمها منذ فترة طويلة، لكنها صبرت واحتملت آلامها حتى أخبرها الأطباء أن الجراحة أمر لا مفر منه، بل والاستعجال فيها ضروري!

على الفور، أرسلت اللجنة الطبية الموقرة إلى وزارة الصحة، وفي أقل من يومين كانت السيدة الجليلة قد حصلت على قرار العلاج على نفقة الدولة.. لكن ظل القرار في أدراج مستشفى إمبابة العام. وبينما مندوب اللجنة بمجلس الوزراء يتابع حالتها هاتفيًا، كان عليهم الحصول على رقم القرار لاستكمال باقي الإجراءات وتحديد موعد العملية.. لذا، تحاملت على نفسها وذهبت إلى المستشفى للحصول على صورة القرار أو رقمه.. فرفضوا!

أبلغتهم أنها لا تريده لشيء إلا لإبلاغ منظومة مجلس الوزراء به.. فرفضوا! أبلغتهم أنها جاءت إلى المستشفى بصعوبة وبمعاناة شديدة، وأنها وحيدة لا يساعدها أحد.. فرفضوا!

عادت السيدة سهير بكل خيبات الأمل وبكل الأسى الممكن.. وفي اليوم التالي، عاود مسؤول منظومة مجلس الوزراء الاتصال ليسألها عن الرقم، لكنها لم ترد، خشية أن تكون -وفق فهمها- قد قصّرت في شيء أو ارتكبت ما تُعاقب أو تُلام عليه!

تسبب ذلك في ضياع عدة أيام على العملية التي من المفترض أن تتم بأسرع وقت.. وفي اليوم الثالث أو الرابع، ردت على مندوب المنظومة الذي يتابع حالتها بكل اهتمام حتى يطمئن إلى إجراء الجراحة وإنجاز مهمته المكلّف بها من إدارته.. 

وهو من المؤكد يتابع غيرها في منظومة كبيرة تتعامل مع آلاف الحالات. فشرحت له الموقف، فطلب منها التحامل على نفسها وإحضار الرقم لحجز العملية بناءً على القرار المذكور.. وافقت، وذهبت في اليوم التالي إلى مستشفى إمبابة العام، فرفض الموظف المسؤول منحها لا صورة من القرار ولا رقمه! عادت السيدة حزينة، تحمل بؤس الدنيا كله!

السؤال الآن، ومنه تتفرع أسئلة كثيرة: من هذا المسؤول الذي يحكم ويتحكم في مصائر الناس هكذا؟! هل هو مدير المستشفى؟ نائبه؟ المدير الإداري؟ موظف؟! وما هي سلطاته التي تمنحه سلطة تعذيب الناس؟! فما بالنا بسيدة مسنة، مريضة، من المؤكد تعاني من أمراضها، ولكن ربما تعاني من توفير المال الذي تنتقل به من بيتها إلى المستشفى والعكس!

ما حقيقة ذلك؟! وإن كان صحيحًا كله -وأغلب الظن أنه صحيح- فلماذا كل ذلك؟! وماذا استفاد هذا المسؤول؟! وما هي الأسرار الخطيرة التي يمكن أن تكون في رقم قرار علاج على نفقة الدولة ويُخشى من تسربها؟!

وهل يُفعل هذا مع كل الناس؟! أم يُستقوى على الضعيف منهم؟! وكيف يمكن تعريض الناس للخطر هكذا؟! وكيف يفسد موظف صغير عمل نبيل كبير؟!

إننا نحمّل هذا المسؤول -وهو ظالم- مسؤولية حياة هذه السيدة، وسوف نعرفه ونعرف إسمه ووظيفته. وبعد نشر هذه السطور، نحمّل معه -طبعًا- مدير المستشفى ذات المسؤوليات.

مثل هذه الظواهر التي تحتاج إلى تفسير نفساني يجب أن تختفي، ومثل هذه البيروقراطية الغبية يجب أن تنتهي.. لكن ذلك لن يحدث إلا بمواجهة المجتمع كله لأمثال هؤلاء، وهم في كل مكان موجودون.. والمعركة معهم يجب ألا تتوقف أبدًا! ولن نوقفها أبدًا!!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية