رئيس التحرير
عصام كامل

36 عامًا على رحيل سوزان طه حسين.. الصدفة جمعتها بعميد الأدب العربي.. وأسرتها عارضت زواجها منه لهذه الأسباب

سوزان زوجة الدكتور
سوزان زوجة الدكتور طه حسين
18 حجم الخط

سوزان طه حسين ، زوجة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، كانت عينه التى يرى بها خلال مشواره العلمى والأدبى، حتى إنه قال عنها "منذ سمعت صوتها لم يعرف قلبى الألم"، وقال: "بدونك أشعر أننى أعمى". رافقته في مشوار نجاحاته ورحلت فى مثل هذا اليوم 26 يوليو عام 1989.

ولدت سوزان طه حسين عام 1895، وهي فرنسية كاثوليكية، عملت بالتدريس فى بداية حياتها، لتتسبب أحداث الحرب العالمية الأولى فى تهجيرها مع عائلتها إلى مدينة مونبلييه جنوبى فرنسا. وقتها تعرفت على طه حسين الشاب المصري طالب الدراسات العليا مكفوف البصر، الذى كان فى حاجة لمن يقرأ له الكتب والمراجع الدراسية.

لقاء فى مونبلييه 

التقت السيدة سوزان بالدكتور طه حسين فى مونبلييه بفرنسا بعدما أوفدته الجامعة المصرية عام 1914 لدراسة الدكتوراه بفرنسا لتكون عونا له فمهدت له الطريق للتعرف على ثقافة حضارة الغرب فكانت سنده وعينه، أحبت السيدة الفرنسية المصرى القادم من جنوب مصر منذ لقائه للمرة الأولى، وأحبها حبا كبيرا وتزوجته رغم معارضة أهلها، حيث وصفوه بالأجنبى المسلم الأعمى، لكنها تمسكت به وصار يرى من خلالها الدنيا.

الدكتوراه عن ابن خلدون 

ويرسل طه حسين إلى الجامعة المصرية يستأذن فى زواجه من سوزان ـ حيث كانت القوانين لا تسمح للمبعوث الزواج من أجنبية ـ واجتمع مجلس الجامعة وانقسمت الآراء لكن الحظ ابتسم لـ طه ويوافق المجلس ليقتون طه حسين بسوزان فى أغسطس عام 1917، ويحصل طه على الدكتوراه من السوربون فى رسالته عن ابن خلدون.

صورة لاسرة سوزان مع الدكتور طه حسين 
صورة لأسرة سوزان مع الدكتور طه حسين 

ويعود طه حسين برفقة سوزان إلى مصر مع ثورة 1919 ويقيمان فى منزله الذى سمى فيما بعد رامتان أى الواحة وأثمر الزواج الذى استمر 60 عاما عن ابنين: أمينة ومؤنس. عاشت معه راضية يقترن اسمها باسم عميد الأدب العربى. 

ذكريات اليوم الأول لسوزان 

عن أول لقاء لـ سوزان مع طه حسين تقول سوزان: أول مرة التقينا فى 12 مايو 1915، فى مونبيلييه جنوب فرنسا، ومنذ زواجنا كنا نحتفظ لهذا اليوم بوضع خاص، لم يكن ثمة شىء فى ذلك اليوم ينبئنى بأن مصيرى كان يتقرر، ولم يكن بوسع أمى التى كانت بصحبتى أن تتصور أمرا مماثلا، وكنت على شىء من الحيرة، إذ لم يسبق لى فى حياتى أن كلمت أعمى.

سوزان وطه حسين ومشوار 60 عاما 
سوزان وطه حسين ومشوار 60 عاما 

كان للسيدة سوزان طه حسين اثر كبير فى حياة عميد الادب العربى فقامت بدور القارئ له وساعدته فى دراسته ثم امدته بالكتب الأدبية المكتوبة بطريقة برايل ليعتمد على نفسه فى دراسة الأدب، مهدت له طريق العلم فكانت الزوجة المحبة المعاونة على الحياة حتى قال الدكتور طه مقولته المأثورة “ما ندمت على أننى أعمى قدر ما ندمت على هذه اللحظة التى عرفت فيها سوزان، كأنها نور الشمس التى سطعت فى يوم مزهر بالربيع، فأجلت عن سماء المدينة كل ما علق بها من برد وغيوم وسحب كادت تركب بعضها إلى سموات سبع وكأنها العصا السحرية التى لمست الأفق فهربت العاصفة وسكت الرعد والبرق وظلت الطيور تغرد الملونة لى”.


يقول طه حسين عن زوجته سوزان فى كتابه الأيام: “أنا مدين لها أن تعلمت الفرنسية، وأن عمقت معرفتى بالأدب الفرنسى، وأنا مدين لها أن تعلمت اللاتينية ونجحت فى نيل إجازة الآداب، وأنا مدين لها أخيرا أن تعلمت اليونانية واستطعت أن أقرأ أفلاطون فى نصوصه الأصلية”.

كل منهما يكمل الآخر 

أما سوزان فقالت عن زوجها الدكتور طه حسين: كان ذكيا رقيقا ذكيا بغير ضجيج لماحا لما حوله فى رأسه جهازا دقيقا يقيس به كل ما يدور حوله، كانت لقاءاتنا حول مجلدات الأدب اليونانى الذى يحبه وكنت أنا أيضا أعشقه، كان كل منا يكمل الآخر فسارت الأمور بيننا دون تكلف وعناء.

الدكتور طه حسين وحرمه 
الدكتور طه حسين وحرمه 


تقول عقب وفاة الزوج والحبيب الدكتور طه حسين: "ذراعى التى تمسك بذراعك لا فائدة منها، ويدى بدونك تبدو بلا جدوى"، ولم تطل حياتها بعده، حيث رحلت سوزان طه حسين فى مثل هذا اليوم 26 يوليو 1989 بعد سنوات قليلة من وفاة الزوج بعد أن أصدرت كتابا بعنوان "معك" الصادر بالعربية والفرنسية عام 1977 بعد رحيل الزوج بأربع سنوات،عن مكتبة دار المعارف، دونت من خلاله مذكراتها مع الدكتور طه حسين طيلة 60 عاما افتتحته بعبارة كان يقولها طه دائما "إننا لا نحيا لنكون سعداء" وتعلق على هذه المقولة بقولها: عندما قلت لى هذه الكلمات عام 1934 أصابنى الذهول، لكننى أدرك الآن ماذا كنت تعنى، وأعرف أنه عندما يكون شأن المرء شأن طه، فإنه لا يعيش ليكون سعيدا، وإنما لأداء ما طلب منه.  

شخصية لن تتكرر 

وقالت عن علاقتها بـ طه حسين: كان حبا من أول همسة، وزواجا متينا لم تفتر فيه المحبة، ولم يتوقف أحد الزوجين فيه عن مساندة ودعم الآخر، وكما تحديا عقبات عديدة ليتزوجا، فقد تغلبا معا على مصاعب الحياة في رحلتهما الطويلة غير التقليدية، وهو الكاتب والمترجم والأكاديمى والمنشغل بالشأن العام، وهو الظاهرة الأدبية والثقافية المصرية والعربية الفريدة، والشخصية التى لن تتكرر فى تاريخ الأدب العربى.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية