رئيس التحرير
عصام كامل

بعد سقوط 3600 شهيد ومصاب في غزة بسبب "عسكرة الإغاثة"، نداء عاجل لوقف الإبادة والتجويع والتهجير والتدمير، الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والتعاون الإسلامي: ٱلية توزيع المساعدات تحولت إلى ساحات إعدام

حرب التجويع في غزة،
حرب التجويع في غزة، فيتو
18 حجم الخط

أرقام مرعبة كشفتها جهات بحثية فلسطينية حول مصائد الموت، المسماة "آلية توزيع المساعدات الإنسانية" في غزة.

الهيئة الدولية “حشد” ورقتها الحقوقية بعنوان: “عـسكرة الإغـاثة الإنسانية: ما بين البلطجة والمجاعة”، إعداد الباحثة لبنى ديب، والتي تسلط الضوء على الجريمة المركّبة التي تُمارَس اليوم بحق المدنيين في قطاع غزة تحت غطاء “توزيع المساعدات”.

على سبيل المثال، وصفت ورقة بحثية أعدتها الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، “خطة توزيع المساعدات الأمريكية – الإسرائيلية” بأنها “مخطط مُمنهج لتأصيل البلطجة وتوطين الكتل المسلحة وحرمان المدنيين من الحق في الانتفاع، والمساس بالكرامة الإنسانية”، مؤكدة أن ما يجري منذ 27 مايو 2025 في ثلاث نقاط رئيسية، هي: (ميراج، البركسات بتل السلطان، نيتساريم)، يُدار تحت إشراف مباشر من ضباط مخابرات إسرائيليين سابقين، وتنفيذ ميداني لشركات أُدرجت في تقارير حقوقية سابقة ضمن لائحة “المنخرطين في جرائم ضد المدنيين”.

<strong>غزة، فيتو</strong>
غزة، فيتو

اختفاء قسري في محيط نقاط التوزيع

وتشير الأرقام إلى سقوط أكثر من 3600 شهيد ومصاب خلال محاولات الحصول على المساعدات، وهناك 7 حالات اختفاء قسري موثقة في محيط نقاط التوزيع.
وذكرت الورقة أن الفلسطيني يقطع 7 كيلومترات في المتوسط للحصول على “كرتونة غذائية”.. ولهذا حدثت 300 حالة إغماء على الأقل نتيجة المشقة وسوء ظروف التوزيع، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه المحتوى الغذائي 1750 سعرا حراريا أسبوعيًا للفرد، ولا تغطي المساعدات سوى 5% من إجمالي الاحتياجات.
المثير أن أكثر من 94% من هذه المساعدات تُحتكر وتُباع بأسعار تزيد بنسبة 205%.. مع العلم بأنه لا تُقدم أي مساعدات طبية أو لوجستية أو مأوى، أيضا يُجبر المستفيدون على إدخال بياناتهم والخضوع لتفتيش دقيق داخل ممرات تُعرف بـ”الحلابات”.

وفي السياق، أطلقت المنظمات الاقليمية الثلاث: جامعة الدول العربية، والاتحاد الافريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي، مشروع نداء إنساني طارئ مشترك، بشأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.
حمل عنوان "نداء عاجل لوقف جرائم الإبادة والتجويع والحصار والتهجير والتدمير، وتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة".

 

الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة

جاء في النداء، أنه انطلاقًا من مسؤولياتها السياسية والقانونية والإنسانية والأخلاقية، عقدت الأمانة العامة لكل من جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي (الآلية الثلاثية لدعم القضية الفلسطينية) اجتماعا تشاوريا مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بشأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، جمهورية مصر العربية، وأصدرت هذا النداء الانساني الطارئ المشترك.

<strong>غزة، فيتو</strong>
غزة، فيتو


أعربت المنظمات الثلاث عن قلقها العميق إزاء تفاقم المعاناة الإنسانية الخطرة وغير المسبوقة في قطاع غزة، نتيجة استمرار جرائم الإبادة الجماعية والتجويع والحصار الشامل والتهجير القسري والتدمير الممنهج التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، منذ أكتوبر 2023، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وأوامر محكمة العدل الدولية.
وأكدت المنظمات الثلاث رفضها المطلق وإدانتها بأشد العبارات استخدام الاحتلال الإسرائيلي التجويع والحصار كأدوات حرب ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة. 

وطالبت بفتح كافة المعابر البرية والبحرية على نحو فوري ودائم، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام ودون عوائق، بما في ذلك المواد الغذائية، والمياه الصالحة للشرب، والوقود، والأدوية والمستلزمات الطبية، ومراكز الإيواء.

 

تحذير من تحويل غزة لمنطقة غير قابلة للحياة

وحذرت من تداعيات ذلك على جعل قطاع غزة منطقة غير قابلة للحياة، وانتشار المجاعة وسوء التغذية.
وشددت المنظمات الثلاث على أن إغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة حق إنساني أساسي غير قابل للمساومة، معربة عن رفضها آلية توزيع المساعدات الإنسانية التي تحولت إلى ساحات إعدام ميدانية، يتعرض خلالها المدنيون الجوعى والعاملون في المجال الإنساني للاستهداف والقتل المباشر أثناء انتظارهم.
وأكدت أن هذه الآلية تشكل تهديدًا مُمنهجًا للحياة وتعزز استخدام الغذاء والمساعدات الإنسانية كأسلحة حرب وأدوات لفرض السيطرة العسكرية والتغيير الديموغرافي.

غزة، فيتو
غزة، فيتو


وأعلنت المنظمات الثلاث إدانة التدمير الممنهج والشامل للبنية التحتية المدنية والحياة في قطاع غزة، بما يشمل المستشفيات والمدارس والجامعات، وطواقم توزيع المساعدات ومخازن الأونروا، ومراكز الإيواء الآمنة، وشبكات المياه والصرف الصحي، ومحطات توليد الكهرباء. وكذلك الاستهداف المتعمد للمرضى والجرحى والطواقم الطبية والإنسانية والصحفيين، مما يحرم السكان من أبسط سبل البقاء على قيد الحياة ويجعل مهمة المنظمات الإغاثية مستحيلة.
وشددت المنظمات الثلاث على ضرورة تمكين وكالة "الأونروا" من ممارسة دورها الحيوي في هذه الظروف الاستثنائية في قطاع غزة، خاصة في ظل خطورة الوضع المالي الحالي لوكالة الأونروا.

 

المطالبة بالسماح لـ"أونروا" بالعمل بحرية

وطالبت المجتمع الدولي بالضغط الفعال والمستمر على إسرائيل، قوة الاحتلال، للسماح لوكالة "الأونروا" وشركائها الأمميين والمحليين بالعمل بحرية وأمان ودون عوائق. 

 

طالع للمزيد: أسوشيتد برس: حراس مراكز المساعدات في غزة يطلقون الذخائر الحية على الفلسطينيين


كما أعلنت رفضها أي محاولة لتقويض دور "الأونروا" ونقل مهامها الأساسية إلى أي جهة أخرى، ودعت إلى توفير الدعم السياسي والمالي والقانوني لهذه الوكالة الأممية والحفاظ على تفويضها القائم بموجب قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وأدانت المنظمات الثلاث وحذرت بشدة من خطورة استمرار سياسات الاحتلال الإسرائيلي غير القانونية في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية من خلال الاستيطان الاستعماري والاعتقال التعسفي والضم وفرض السيادة الإسرائيلية المزعومة عليها، واقتحام المدن والقرى والمخيمات وتدمير المنازل والبنى التحتية فيها وتهجير أهلها، ومحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم للأماكن المقدسة، وخاصة المسجد الأقصى المبارك.

ودعت المنظمات الثلاث الى ضرورة ضمان الامتثال الفوري وغير المشروط لأوامر محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ولا سيما فيما يتعلق بمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتدفق المساعدات الإنسانية الأساسية. 

 

تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة

كما طالبت بتنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي بما فيها القرار 2735 الداعية لوقف إطلاق النار الإنساني الدائم، وفتح المعابر، وضمان دخول المساعدات دون عوائق.
وأكدت المنظمات الثلاث على حتمية تحقيق العدالة والمساءلة، داعية المجتمع الدولي لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية والدبلوماسية لضمان إنهاء حالة الإفلات من العقاب، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة ومحايدة على وجه السرعة للتحقيق في جميع الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي المرتكبة في قطاع غزة، بما في ذلك جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية، وتحديد المسؤوليات الفردية والجماعية. 
ودعت المنظمات الثلاث الى توفير الحماية الدولية للمدنيين بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني والطبي والصحفيين، فضلا عن النساء والأطفال وكبار السن الذين يتحملون العبء الأكبر لهذه الحرب ويشكلون الغالبية العظمى من الضحايا. وتؤكد على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لضمان سلامتهم الجسدية والنفسية وإنقاذ حياتهم.

غزة، فيتو
غزة، فيتو


وشددت المنظمات الثلاث على رفضها القاطع لأي خطط تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه، باعتبار ذلك انتهاكًا جسميا لأحكام القانون الدولي، كما تؤكد دعم الخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة.

 

حكايات مأساوية من قلب مصائد الموت

وللتاريخ، يتناقل الفلسطينيون في كل مكان، حكايات مأساوية من قلب ما أسموه "مصائد الموت"، وهي نقاط توزيع المساعدات الإنسانية، والتي فرضتها الولايات المتحدة، والكيان المحتل لإلغاء دور وكالة "أونروا".

من بين تلك المآسي؛ حكاية الشاب أحمد، الذي لم يتجاوز عمره ١٩عامًا.. خرج 3 مرات إلى مركز توزيع المساعدات بـ"الشاكوش" شمال غرب رفح.. في المرة الأولى عاد خالي اليدين، وفي الثانية أصيب أحد أصدقائه، وفي الثالثة حاول والداه إقناعه فعجزت دموعهما بين مطرقة الجوع وسندان المجاعة.
أصر أحمد على الذهاب لإحضار ما يقتات به أمه وأبوه، كبيرا السن.. ظفر بمراده، وقام بتحميل أكياس الدقيق على سيارة صغيرة، لكن الاحتلال الغاشم استهدفها.. احترق كل شيء إلا صورة وجه أحمد التي حملتها أمه باكية.

حكاية نجلاء أبو عيادة، ٣٦ عامًا، أكثر حزنا.. فقد احتارت أمام بكاء أبنائها ورضيعها الجائع في ظل عجزها عن إرضاعه بسبب سوء التغذية.. اضطرت المسكينة للذهاب إلى نقاط مراكز توزيع المساعدات.. لم يكن خيارًا بل اضطرارا فلا شيء بالخيام سوى صحن فارغ ونظرات شاحبة.


تسلحت نجلاء بعزيمتها، وغطت وجهها بوشاح قديم، ودفنت كرامتها تحت عبء الحاجة، ومشت في الطرقات التي تمطر موتًا، تاركة أطفالها نائمين ليس لأنهم شبعوا بل لأن الجوع أنهكهم حتى الغفوة، لم تنظر خلفها، كانت تعلم أن الطريق محفوف بالخطر، حتى جاءت لحظة السقوط، حيث أوقفتها رصاصة بالقلب، لم تمهلها لتأخذ نفسًا، لم تسألها إن كانت جائعة أو خائفة أو ترضع صغيرًا، نجلاء لم تكن تحمل سلاحًا بل كانت تحمل كيسًا فارغًا.. سقطت بهدوء كما تسقط أوراق الشجر اليابسة، وبقيت صورتها الدامية تلطخ جبين العالم!!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية