رئيس التحرير
عصام كامل

31 عاما مضت على عودة عرفات إلى غزة.. قبَّل أرض الوطن بعد قضاء 27 سنة في المنفى بتونس.. الحلم الفلسطيني صار كابوسا والقطاع تحول إلى أطلال.. والاحتلال يهدم 330 منزلا خلال 21 شهرا من العدوان

الحلم الفلسطيني تحول
الحلم الفلسطيني تحول إلى كابوس، فيتو
18 حجم الخط

31 عاما مضت على عودة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية آنذاك، ياسر عرفات "أبو عمار" إلى أرض الوطن، واليوم تحول قطاع غزة إلى أطلال بفعل الاحتلال الإسرائيلي.
في مثل هذا اليوم الأول من  يوليو عام 1994، وبالتحديد في الثالثة من بعد ظهر ذلك اليوم، قبّل عرفات أرض الوطن على الجانب الآخر من الحدود، وأدّى الصلاة شكرا وحمدا لله على عودته بعد 27 عاما من الغياب القسري في المنفى "تونس".

اتفاق "أوسلو"

كانت تلك هي المرة الأولى التي يعود فيها عرفات، ليس كفدائي يحاول الاختفاء عن الأعين، بل أمام عيون الملايين في العالم الذين تابعوا عبر الشاشات مشاهد عودته، وذلك في إطار اتفاق "أوسلو"، الذي وقعته منظمة التحرير عام 1993.

 

الآلاف استقبلوا ياسر عرفات في غزة، فيتو
الآلاف استقبلوا ياسر عرفات في غزة، فيتو


عشرات الآلاف احتشدوا في ساحة الجندي المجهول بمدينة غزة، لاستقباله، قبل ان ينتقل إلى مخيم جباليا الذي انطلقت منه الانتفاضة، وقال هناك: "لنتحدث بصراحة، قد لا تكون هذه الاتفاقية ملبية لتطلعات البعض منكم، ولكنها كانت أفضل ما أمكننا الحصول عليه من تسوية في ظل الظروف الدولية والعربية الراهنة".

عبر الرئيس الراحل "أبو عمار"، في اليوم التالي، قطاع غزة بسيارته، متوقفًا من حين لآخر لـمصافحة الناس، الذين احتشدوا بالآلاف لتحيته، وهم يهتفون: "بالروح بالدم نفديك يا أبو عمار"، فرفع يده وطالبهم بالسكوت، وقال: "اهتفوا فقط لفلسطين".

ياسر عرفات، فيتو
ياسر عرفات، فيتو

ثم انتقل عرفات من غزة إلى أريحا على متن طائرة مروحية، وخرج المواطنون لاستقباله بحماسة أعادت إلى الأذهان مشاهد استقباله في قطاع غزة، وهتف عرفات مع أبناء شعبه بـ"الروح بالدم نفديك يا فلسطين".

في مدينة أريحا، حيث الـمقر الجديد للسلطة الوطنية الفلسطينية، أدت الحكومة الأولى اليمين الدستورية، وردد عرفات، ومن ورائه 12 وزيرا: "أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا لوطني، ولقيمه الـمقدسة ولترابه الوطني، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أعمل لـمصلحة الشعب الفلسطيني، وأن أقوم بواجبي بإخلاص. والله شاهد على ذلك".

الحلم تحول إلى كابوس

كان "أبو عمار"، ومئات الآلاف من الفلسطينيين، يعتقدون أنهم سيبنون دولة مستقلة، يعيشون فيها أحرارا، يتمتعون بكافة حقوق الإنسان التي أقرتها مواثيق الأمم المتحدة، ووقعت عليها إسرائيل.
واليوم، وبعد مرور 31 عاما على ميلاد الحلم الفلسطيني، تحول الحلم إلى كابوس، وبات قطاع غزة بأسره عبارة عن أطلال، واضطر نحو 1,9 مليون من سكانه إلى النزوح القسري، بعد أن دمر العدوان الغاشم أكثر من 330 من المنازل. 
الاحتلال لم يفِ بوعوده، ولم يحترم اتفاقية "أوسلو"، فاغتال عرفات نفسه، ودخل العدوان الذي تتعرض له غزة شهره الـ21.

21 شهرا من العدوان المستمر

وكشفت الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني "حشد، في ورقة حقائق مفصلة أعدّتها الباحثة رنا ماجد هديب، أن ما تعرّض له قطاع غزة طوال 21 شهرًا من القصف المكثّف لم يكن مجرد "أضرار جانبية" كما يروّج الاحتلال، بل سياسة تدمير ممنهج تستهدف كل مقومات الحياة المدنية: المنازل، المدارس، المستشفيات، دور العبادة، الطرق، المرافق العامة، البنية التحتية، والمنشآت الاقتصادية والخدمية، وهو ما يشكل جرائم حرب وجريمة ضد الإنسانية وفقًا لنظام روما الأساسي.

وحسب ما ورد في الورقة، تم تدمير أكثر من 330,500 منزل في القطاع، بينها 104,000 دُمرت كليًا، ما أدى إلى نزوح جماعي غير مسبوق، حيث أصبح نحو 85–90% من السكان بلا مأوى، أي ما يزيد عن 1,9 مليون نازح، بعضهم نزح ما يزيد عن 12 مرة منذ بدء العدوان. فيما تعيش مئات الآلاف من العائلات في مراكز إيواء مؤقتة، في ظل غياب الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة.

غزة تحولت إلى أطلال، فيتو
غزة تحولت إلى أطلال، فيتو


كما رصدت الورقة استهداف 38 مستشفى و59 مركزًا صحيًا، مما أدى إلى خروج 22 مستشفى بالكامل عن الخدمة، وسط نقص حاد في الإمدادات الطبية والوقود، مما تسبب بوفاة مئات الجرحى والمرضى. كما استشهد أكثر من 1,411 من الكوادر الطبية، في واحدة من أفظع جرائم الحرب بحق العاملين في المجال الإنساني.

10 آلاف مريض مهددون بالموت

ويواجه القطاع الصحي أزمة حادة بسبب نقص بنسبة 90% في الأدوية والمستلزمات، وتوقفت خدمات مثل غسيل الكلى والعلاج الكيميائي، مما يهدد حياة أكثر من 10,000 مريض مزمن، من بينهم مرضى السرطان والقلب والكلى.
وكشفت الإحصائيات تدمير أكثر من 143 مدرسة وجامعة كليًا، وتضرر 366 منشأة تعليمية أخرى، بما فيها 4 جامعات كبرى مثل الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر. كما استُهدفت 125 مدرسة تابعة للأونروا، رغم استخدامها كمراكز إيواء. وأسفر القصف عن استشهاد أكثر من 6,300 طالب وطالبة، ونحو 800 من الكوادر التعليمية.

تدمير 1000 مسجد

وسجلت الهيئة تدمير أكثر من 1000 مسجد كليًا أو جزئيًا، إضافة إلى تضرر 3 كنائس من بينها كنيسة القديس بورفيريوس الأرثوذكسية التي قُصف محيطها ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء. كما تم تخريب ونبش 19 مقبرة، في انتهاك فاضح لكرامة الموتى وحرمة أماكن الدفن.

كما رصدت الورقة تدمير 6,000 منشأة اقتصادية تشمل مصانع ومخازن ومحال ومراكز توزيع مواد غذائية، إضافة إلى تدمير 93% من البنوك و88% من مؤسسات الصرافة، ما أدى إلى شلل شبه كامل للنشاط الاقتصادي وانخفاض الناتج المحلي بنسبة 83%، مع خسائر مباشرة تقدّر بأكثر من 12 مليار دولار.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية