بعد 12 يوما من الحرب، 400 مليون دولار يوميًا خسائر لإسرائيل، وإيران تفقد قادتها العسكريين و9 علماء ذرة، تدمير منشآت نووية إيرانية، وضرب الموساد وقواعد الاحتلال الجوية

كشفت حصيلة 12 يوما من الحرب الإسرائيلية- الإيرانية عن خسائر فادحة مادية وعسكرية وبشرية بين الجانبين، ففي حين ترى إيران أن خسائر إسرائيل فادحة، حيث نقلت إيران الحرب إلى قلب تل أبيب، وهذا الأمر لم يحدث قبل ذلك، لكن إسرائيل ترى أنها كبدت إيران خسارة كبيرة بتدمير برنامجها النووي، وقتل العديد من القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين. 

خسائر إيران في حرب إسرائيل

تشير تقارير من منظمة نشطاء حقوق الإنسان في إيران إلى مقتل أكثر من 450 إيرانيًا في الحرب، بينهم حوالي 224 مدنيا و100 عنصر من القوات المسلحة الإيرانية، فضلًا عن إصابة أكثر من 2000 إيراني.

كما تشير مصادر أخرى مثل وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان في إيران "هرانا" والسلطات الصحية الإيرانية إلى أن الخسائر البشرية تتراوح ما بين 639 إلى 865 قتيلًا وما بين 1300 إلى 2500 جريح حتى 22 يونيو الجاري. 
وأشارت الحكومة الإيرانية في بيان رسمي لها، إلى أن حصيلة قتلى الحرب بلغت 224 قتيلًا و1,277 جريحًا حتى منتصف يونيو الجاري.
وتشير الإحصائات الإيرانية إلى أن حصيلة الخسائر البشرية في إيران في 12 يومًا من الحرب، تراوحت من 318 إلى 865 قتيلًا، بما في ذلك المدنيين والعسكريين، وأما الجرحى فتراوح عددهم من 1300 إلى 2500 جريح، والتكلفة الأكبر على طهران أتت عبر خسائرها البشرية، حيث قتل نحو 650 شخصًا وأصيب الآلاف.

حتى الآن، اعترفت الحكومة الإيرانية رسميًا فقط بحصيلة محدودة من القتلى في الحرب مع إسرائيل منذ 13 يونيو 2025، وهي نحو 263 قتيلًا مدنيًا، بحسب بيانات وزارة الصحة الإيرانية. 

مقتل 865 إيرانيا في الحرب منهم قادة عسكريون 

والبيانات متكررة من السلطات الإيرانية تؤكد أن العدد الإجمالي للقتلى، بما في ذلك المدنيين والعسكريين، لا يتجاوز هذه الحصيلة الرسمية، المصادر غير الحكومية تذكر حصيلة أعلى بكثير؛ من 657 إلى 865 قتيلًا إجماليًا، لكن تلك الأرقام غير معترف بها رسميًا من قبل إيران.

ووفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية، السبت الماضي، فقد أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 430 شخصا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، معظمهم مدنيون.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام لا تشمل الخسائر المزعومة (مثل القادة العسكريين والعلماء النوويين)، وهي قائمة ضمنيًا أو موثوقة فقط عبر تقديرات جهات مستقلة وليس عبر تصريحات الحكومة الرسمية، فالحكومة الإيرانية لم تُصرّح بعدد القتلى من القادة العسكريين، ولا توجد بيانات رسمية للعسكرين أو القادة ضمن العدد الرسمي.
وجاء على رأس القادة العسكريين الإيرانيين التى اغتالتهم إسرائيل في الحرب رئيس الأركان محمد حسين باقري، وقائد الحرس الثوري حسين سلامي، فضلا عن قائد مقر "خاتم الأنبياء" علي شادماني بعد أيام قليلة على تعيينه، وغيرهم العشرات.

مقتل 9 علماء ذرة إيرانيين في الحرب

وأشار القائم بأعمال محافظ قصر شيرين، غرب إيران، إلى مقتل 5 عناصر من الجيش وإصابة 9 آخرين في هجوم إسرائيلي على المدينة.
وبلغ عدد العلماء النوويين الذي اغتالتهم إسرائيل في الحرب 9 علماء، وأكدت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء على مقتل العالم النووي إيثار طبطبائي وزوجته في هجوم إسرائيلي على منزله، وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني عن مقتل ثلاثة علماء نوويين السبت الماضي، بالإضافة إلى 6 آخرين منذ بداية الحرب، ليرتفع العدد إلى 9 من العلماء نووين إيرانيين قام إسرائيل باغتيالهم خلال الحرب.

كما لحق ضرر بالمنشآت النووية لاسيما في أصفهان ونطنز وفوردو، بعد قصفها من قبل الولايات المتحدة، السبت الماضي، بحسب وسائل إعلام غربية، لكن إيران أكدن أن الضربة لم تؤثر على المنشأت بشكل كبير، وأنها نقلت اليورانيوم المنصب وأجهزة الطرد المركزية الخاصة بمفاعلاتها إلى أماكن غير معروفة قبل الضربة الأمريكية.
في حين أشارت الصحف الغربية والعبرية أن جهد سنوات طويلة لإنشاء هذه المواقع النووية كلف طهران المليارات، ولا شك أن إعادة بنائها "إذا حصل" سيكلفها باهظًا، وسيأخذ أعادتها مرة أخرى سنوات.

إطلاق 400 صاروخ بالستي بتكلفة 400 مليون دولار

أما خسائر إيران المالية والصاروخية، فقد بلغ عدد الصواريخ الإيرانية التي أطلقت على تل أبيب وحيفا وعدد من المدن الإسرائيلية، بلغت أكثر من 400 صاروخ باليستي، بالإضافة إلى طائرات مسيرة وصواريخ كروز، وصواريخ فرط صوتية "خيبر شكن وسجيل". 

تكلفة كل صاروخ باليستي تُقدر بنحو 1 مليون دولار، وتكلفة الطائرات المسيرة  تتراوح ما بين 20 ألفا إلى 50 ألف دولار، إجمالي تكلفة الهجوم الإيراني بعدد 400 صاروخ وكاميرات، فالتقدير تتراوح من 200 مليون دولار إلى 400 مليون دولار.
لكن ميزة إيران تتمثل في أن الهجوم باهظ الثمن، لكن أقل من تكلفة إسرائيل للدفاع؛ تكلفة الصاروخ الباليستي (1 مليون دولار) أقل نسبيًا من تكلفة اعتراضه.
لكن هناك دعما غربيا ملموسا لإيران، فمعظم دفاع إسرائيل (مثل Arrow وDavid’s Sling وIron Dome) ممولة جزئيا من الولايات المتحدة وشركائها، ما يخفف الضغط المالي عليها، رغم الجهود لحماية الاحتياطيات. 
ومعضلة الهندسة المالية تكمن في القدرة على الاستمرار، التي تعتمد على توفير موارد مالية ضخمة بشكل مستمر، بما في ذلك دعم دولي.

أستهداف قواعد عسكرية إيرانية

وعن خسائر إيران التي تعرضت لها من خلال الأهداف العسكرية الإيرانية  المستهدفة من إسرائيل، فقد استهدف القصف الإسرائيلي مواقع الصواريخ الباليستية وقواعد IRGC، وقاعدة مغدام المجيدة عند طهران، استهدفت في 15 يونيو، وتعرضت لأضرار كبيرة حسب صور الأقمار الصناعية 
كما استهدفت إسرائيل قاعدة أماند قرب تبريز، تم قصفها في 14 يونيو، وكانت تحتوي على صواريخ متوسطة المدى من طراز Ghadr، بالإضافة لضربات متعددة استهدفت مواقع إطلاق وتخزين صواريخ " Shahab وQiam" في محافظات كرمنشاه وتبريز وأصفهان وطهران.

واستهدف القصف الإسرائيلي القواعد الجوية الإيرانية، ومنها قاعدة أصفهان، استهدفها الضرب الجوي الإسرائيلي في 17 يونيو؛ وتم إتلاف العديد من طائرات F‑14 وF‑7/FT‑7N وPC‑7 
كما استهدفت قواعد في تبريز، وهمدان، وبوشهر، ونهّاد، حيث تعرضت لضربات مركّزة في موجات جوية متنوعة 
وفي الفترة من 22 إلى 23 يونيو، استُهدفت ستة مطارات في غرب ووسط إيران  منها تبريز، خرم آباد، أصفهان، كرج، ودُمرت 15 طائرة حربية ومروحيات، وتم ضرب منشآت مرتبطة بالبرنامج النووي "منشآت نطنز، وتعرضت لتدمير في أبنية طاقة، وتم تدمير مداخل موقع فردو، ضربات مِن قِبل الولايات المتحدة بتنسيق مع إسرائيل، على نطنز وفردو وأصفهان بـ"قنابل ضخمة" أحدثت أضرارًا كبيرة.

وتم ضرب مقرات الضباط والقيادة العسكرية، مقرات IRGC وقيادة "القدس" و"البسيج" في طهران تعرّضت لضربات مباشرة في قلب العاصمة، وتم استهداف سجن إيفين رغم كونه موقعًا مدنيًا، استهدفته إسرائيل على أنه رمزي ومهم سياسيًا. 
كما تم استهداف منشآت تصنيع طائرات ومروحيات مثل شركة PANHA وHESA شمال أصفهان، الاستهداف كان متعددة الأبعاد لصواريخ باليستية، قواعد جوية، منشآت نووية، قيادة عسكرية وسياسية، وتوظيف إستراتيجي للقصف بغطاء استخباري عبر غارات جوية بعد عملية تمهيدية من المخابرات وأنشطة الموساد  داخل إيران.

خسائر إسرائيل من الضربات الإيرانية

أعلنت السلطات الإسرائيلية مقتل 28 شخصًا وإصابة أكثر من 200 جرّاء الهجمات الإيرانية، وسجلت التقارير الإسرائيلية اليومية سقوط نحو 4 قتلى و20 جريحًا في هجوم واحد على بئر السبع، بالإضافة إلى هجوم على مستشفى سوروكا.

إجمالي القتلى في إسرائيل من الهجمات الصاروخية الإيرانية بلغ نحو 28 شخصا، لكن الإحصاءات غير الرسمية تشير إلى ارتفاع العدد لأكثر من ذلك نتيجة هجمات صاروخية مباشرة من إيران. 
وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، صباح اليوم، أن حصيلة القتلى الإسرائيليين منذ بدء المواجهة العسكرية مع إيران قبل 12 يومًا، ارتفعت إلى 28 قتيلًا، بينهم 6 قتلوا داخل غرف محصنة، وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن الصواريخ الإيرانية طالت مناطق حيوية، من بينها مدينة بئر السبع، ما أسفر غن مقتل نحو 6 أشخاص اليوم فقط. 
وكشفت وزارة الصحة الإسرائيلية عن إصابة 2517 إسرائيليا بينهم 21 حالة خطِرة و103 متوسطة، جراء الصواريخ الإيرانية، منهم مدنيين وعسكريين إسرائيليين.

خسائر إسرائيل في الصواريخ الاعتراضية والدفاع

بلغ عدد الصواريخ الإيرانية، التي تم اعتراضها أكثر من 90%، من 400 صاروخ، وتبلغ تكلفة الاعتراضات، من خلال منظومة آرو الدفاعية 3/2،  ما بين 2 إلى 3.5 مليون دولار لكل صاروخ، بحسب واشنطن بوست. 
أما تكلفة أعتراض الصاروخ من خلال قبة داوود فتبلغ مليون دولار للصاروخ، أما تكلفة اعتراض الصاروخ من القبة الحديدية فيتراوح من 50 ألف إلى 150 ألف دولار للصاروخ الواحد.

وتبلغ التكلفة التقديرية للعمل الدفاعي للاعتراض فقط، فتقدر بما يتراوح من 550 مليونا إلى 1.5 مليار دولار خلال ليلة واحدة فقط من الهجوم، والتكلفة اليومية تشير إلى رصد 285 مليون دولار في الليلة.
وتصل التكلفة الشهرية إذا استمر القتال نحو 12 مليار دولار، بمعدل 400 مليون دولار يوميًا.
وكانت أبرز الأهداف العسكرية الإسرائيلية المُستهدفة من قبل الصواريخ الإيرانية، مقر الكيريا، القيادة العامة للجيش الاسرائيلي، وتل أبيب تعرضت لمقذوف باليستي تسبب بأضرار مادية لكنه لم يُسفر عن إصابات كبيرة 
وتعرض مقر الاستخبارات العسكرية ومركز المخابرات التابع لوحدة 8200 في جليلوت بتل للقصف، وكانت تل أبيب مكان تركز النيران، وضربت صواريخ إيران مبنى لوجستي تايع للموساد وغرف عمليات تم تدميرها جزئيًا إثر هجوم بصاروخين.

قواعد عسكرية إسرائيلية في مرمي صواريخ إيران

كما ضربت الصواريخ الإيرانية قواعد جوية منها نيفتيم وهيتزريم وتل نوف، وتم توجيه عدة صواريخ أرض-أرض نحو قواعد عسكرية إسرائيلية، حيث تعرضت نيفتيم لانفجارات بمهاجمة خزانات طائرات C-130 وأضرار في منشآت الصيانة.

أما القاعدة العسكرية تل نوف وهيتزريم فشهدتا ضربات مُسجلة في مقاطع فيديو جوية، الأمر الذي أكدته تحليلات جغرافية، وتم قصف مستشفى سوروكا في بئر السبع، استهدفتها إيران ضمن هجومها على مواقع عسكرية محيطة، حسب مسؤولين إيرانيين. 
وبنظرة شاملة على الهجمات الإيرانية على إسرائيل نجد أن إيران تمكنت من تشويش الصواريخ وتداخل الدفاعات، فالحملة الإيرانية كانت مركّزة على تشتيت دفاعات إسرائيل عبر توجيه ضربات متعددة على محاور مختلفة، وتزامنت مع إطلاق آلاف الصواريخ والطائرات المسيرة لإرهاق منظومة "القبة الحديدية" و"السهم".
وتم تعطيل القدرات الاستخباراتية والرادارية، بضرب مواقع مثل مقر المخابرات ووحدة 8200، في محاولة لتعطيل قدرات الاستخبارات الإسرائيلية المُتقدّمة.
والتقديرات الأولية للأضرار، تقول إنه رغم نجاح الدفاعات الإسرائيلية في اعتراض أغلب الصواريخ، ظهرت أدلة على وقوع ضربات خلفت أضرارًا في البنى التحتية إلا أنها لم تُخلّف خسائر بشرية كبيرة داخل القواعد.
واستهدفت مقرّات قيادات واستخباراتية مركزية في تل أبيب، لضرب القدرات القيادية والإدارية، وقواعد جوية رئيسية، استهدف الصاروخ الإيراني أيضًا مناطق محيطة بمستشفى سوروكا لتعطيل شبكة دفاعية واستخباراتية مركزية في الجنوب.
 

ضربة اقتصادية لـ تل أبيب، تكلفة باهظة لإعادة إعمار إسرائيل بعد وقف الحرب مع إيران

عراقجي: إيران لا تنوي مواصلة الرد العسكري بشرط أن يتوقف العدوان الإسرائيلي بشكل كامل

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.