رئيس التحرير
عصام كامل

المتاحف المصرية تعرض كنوز الكتابة.. من الأحبار الطبيعية إلى مقلمة الألباستر.. الكاتب في مصر القديمة عقل الدولة وسفيرها إلى الآلهة والبشر

معرض الكتابة بالمتحف
معرض الكتابة بالمتحف المصري بالتحري
18 حجم الخط

أقيمت في عدد من المتاحف مجموعة معارض مثل المتحف المصرى بالتحرير، ومتحف الفن الإسلامي بباب الخلق، ومتحف الأمير محمد علي بالمنيل، والمتحف القبطي بمصر القديمة.

تقوم فكرة المعارض على عرض القطع التي تتعلق بالممارسات الكتابية وأدوات الكتابة بداية من العلامات التصويرية لعصر ما قبل الأسرات مرورًا بكل العصور انتهاءً بالعصر الحديث، ودور الكاتب والخط فى مصر عبر العصور، حيث تشترك كل المجتمعات والحضارات فى كل العصور بالتعبير عن الأفكار والثقافات والممارسات الحياتية بالكتابة باختلاف اللغات والكتابات والأدوات ولكن المفهوم واحد.

ومن أبرز القطع المعروضة:

لوحة تفسير الأحلام المكتوبة باليونانية، وتمثال الكاتب “ني ماعت سد” من الأسرة الخامسة، وتمثال كتلة يحمل كتابات سينائية نادرة (بالمتحف المصري)، ولوح خشبي لتعليم اللغة القبطية، وشاهد قبر بصليب العنخ، وصليب معدني بكتابات (بالمتحف القبطي)، لوح خطي بخط الثلث يعود لعام 1299 هـ، رقعة من خط ياقوت المستعصمي، وصفحة من مخطوط “الأدوية المفردة” (بمتحف الفن الإسلامي)، ومرقعتان بخطوط المحقق والنسخ والثلث، بخط الحاج أحمد كامل آقديك والسيد محمد شفيق (بمتحف قصر محمد علي).

الكتابة في مصر القديمة

لعب الكتبة في المجتمع المصري القديم دورًا محوريًّا بصفتهم أعضاءً في نخبة مثقفة، وكانوا مسؤولين عن توثيق شؤون الدولة وإدارتها، فلم تكن القراءة والكتابة مجرد علامة على التميز الفكري، بل كانتا شرطًا أساسيًّا لتولي المناصب البيروقراطية العليا كان للكتبة تأثير واسع في الشؤون المالية والعسكرية والإدارية والدينية للبلاد، على الرغم من أن معرفة القراءة والكتابة كانت مقتصرة على نسبة ضئيلة من السكان كان يُنظر إلى الكتبة باعتبارهم نموذجًا للعمل الفكري، يجسدون حياة قائمة على الانضباط والمعرفة وخدمة الدولة، وتولوا نسخ النصوص المقدسة وتوثيق الطقوس والشعائر داخل المعابد، وكانوا وسطاء بين البشر والآلهة واسهموا في حفظ العقيدة وتنظيم الحياة الروحية.

استخدم الكتبة مجموعة متنوعة من أدوات الكتابة لأداء مهامهم، من بينها أقلام القصب، والحبر المصنوع من الكربون الأسود أو المغرة الحمراء، والألواح الخشبية المزودة بثقوب لحفظ الحبر وكانوا يكتبون عادةً على ورق البردي، وهو مادة نباتية أتاحت حفظ السجلات بشكل متين وسهل الحمل.

المترجمون الفوريون في مصر القديمة

استخدم المصريون القدماء المترجمين لتسهيل التواصل والتفاعل مع الشعوب الأجنبية، ولا سيما مع توسّع مصر في شبكاتها التجارية، والدبلوماسية، والعسكرية، وقد سُجل لقب مترجم (إعاو) للمرة.الأولى في عهد الملك ساحو رع، من الأسرة الخامسة بالدولة القديمة.

لعب المترجمون دورًا حيويًّا في المراسلات الدبلوماسية من خلال صياغة وتفسير المعاهدات والرسائل والاتفاقات، ومن أبرز الأمثلة على ذلك معاهدة السلام المصرية الحثية في عهد الملك رمسيس الثاني.

كما أدّوا دورًا رئيسيًّا في التجارة والبعثات، حيث رافقوا الرحلات إلى مناطق مثل الذوبة، وبلاد بنط، وبلاد الشام، وجزر بحر إيجة، لضمان التواصل الفعّال مع السكان المحليين.

وفي الحملات العسكرية، ساعد المترجمون القادة المصريين في نقل الرسائل إلى المرتزقة الأجانب والحلفاء والشعوب المهزومة، وكان وجودهم ضروريًّا في العمليات العسكرية وجهود حماية الحدود.

علاوة على ذلك أسهم المترجمون في التبادل الثقافي، حيث ساعدوا في نقل الأفكار والعادات والمعارف بين مصر والحضارات المجاورة، مما أثْرى المجتمع المصري. 

وفي المجال الإداري، عمل المترجمين في البلاط الملكي والمعابد، حيث ساعدوا في إدارة العلاقات الخارجية وترجمة الرسائل التي كان يحملها المبعوثين الأجانب

تمثال للكاتب ني ماعت-سد

كان ني ماعت سيد كاهن الإلهين رع وحتحور في معبد الشمس للملك نفر -إير -كا-رع، وكذلك كاهن أهرامات الملكين نفر-إير-كارع، وني-وسر-رع. 

صُوّر التمثال بالوضعية التقليدية للكتبة، حيث تتقاطع ساقه اليمنى أمام اليسرى، مرتديًا تنورة بيضاء تمتد فوق ركبتيه، والتي تُشكّل دعامة للفة البردي، وياقة عريضة، وشعرًا مستعارًا قصيرًا. يُعد هذا التمثال من التماثيل القليلة التي تتميز بشارب.

مرسوم رفح للملك بطليموس الرابع

سجل على هذه اللوحة مرسوم رفح الذى أصدره مجمع الكهنة المصريين تكريمًا لبطليموس الرابع عام ٢١٧ قبل الميلاد لانتصاره فى معركة رفح ضد أنطيوخوس الثالث خلال الحرب السورية (٢١٧-٢١٩ ق.م)، وقد نقشت اللوحة بثلاث كتابات، اليونانية والهيروغليفية والديموطيقية.

نصوص باللغة القبطية

اختلف علماء اللغة حول كون القبطية خط من خطوط اللغة المصرية القديمة كآخر مرحلة وتطور لها أم أنها لغة منفصلة، فالأبجدية القبطية عبارة عن أبجدية يونانية مضافًا عليها سبعة أحرف من الديموطيقية، كما أن لها قواعد نحوية خاصة بها مُنقسمة إلى أربعين درسًا، والقبطية تنقسم إلى عدد من اللهجات المحلية والتي ترتبط على الأغلب جغرافيًا بإقليم ما، مثل الصعيدية والبحيرية والفيومية والأخميمية والبشمورية، وقد ظل المصريون يتحدثون القبطية خاصة في الصعيد حتى القرن السابع عشر الميلادي، ولعل أهالي قرية الزينية بمحافظة الأقصر هم أهل آخر القرى التي لا تزال تتقن التحدث بالقبطية الصعيدية دون تغيير أو تحريف إلى جانب العربية حتى عصرنا هذا، تمسكًا منهم بالتراث والهوية المصرية.

أدوات الكتابة

لطالما ارتبط تأريخ أي العصور التاريخية والحضارات القديمة باختراع الكتابة، ولم تكن الكتابة المصرية القديمة بخطوطها الأربعة مجرد أداة لتسجيل ونقل الأحداث، بل كانت أحد الفنون المتميزة التي تعكس تطورات تاريخية وثقافية وفكرية مهمة، وكانت وظيفة الكاتب المصري من أهم وأقدس الوظائف، فللكاتب مكانة مرموقة ودور محوري في إدارات أعمال الدولة المصرية ومعابدها، لذا، كان أبناء الملوك يحرصون على تصويرهم هيئة الكاتب في تماثيلهم الجنائزية في المقابر.

كان الكاتب المصري يستخدم مجموعة من الأدوات، وقد عُثر على الكثير منها كلقى أثرية في المقابر، وأهمها: لوح الكتابة، أقلام البوص، مقلمة لحفظ الأقلام، أوراق البردي أو شُقفات من الفخار أو الحجر مُعدة للكتابة، ألوان وكان غالبًا ما يكتب المتن بالحبر الأسود والعناوين بالأحمر، بالإضافة إلى ألوان أخرى كان القاسم المُشترك بينهم جميعًا هو أنهم مصنوعين من مواد طبيعية.

  1. كرات حبر أزرق
  2. كرات حبر أبيض
  3. كرات حبر أحمر
  4. طبق لسحق الحبر؛ جرانيت
  5. حزمة أقلام؛ بوص
  6. فرشاة الوان
  7. مقلمة أقلام؛ خشب
  8. مقلمة أقلام؛ ألباستر
  9. لفافة أوراق بردي مُعدة للكتابة
     

مواد الكتابة

استخدم الكتبة الحبر الأسود (كيم) المصنوع من الكربون والفحم المطحون، والمختلط بالماء، وأحيانًا من حرق عظام الحيوانات لكتابة النصوص، بينما كان الحبر الأحمر (ديشر) المصنوع من الحديد المؤكسد والمغرة لحمراء للتواريخ والعناوين ورؤوس الموضوعات لتمييزها عن باقي النص أو حتى في التصحيحات. استخدم المصريون القدماء ألوانًا أخرى في رسم التماثيل أو المشاهد على الجدران مثل الأزرق (إرتيوا وخيسبدج المصنوع من أكاسيد النحاس والحديد مع السيليكا والكالسيوم، والأصفر (خينيت وكينيت) المصنوع من المغرة والأكاسيد في الأصل ولكن من الدولة الحديثة كانت ممزوجة من ثلاثي كبريتيد الزرنيخ، والأخضر (وادج) الذي يخلط من الملكيت، والأبيض (حدج وشيسب) وهو مصنوع من الطباشير الممزوج بالجبس.

استخدم الكتبة أيضًا القصب لكتابة هذه النصوص، مما سمح لهم بتغيير سمك الخط. وقد تم وضع القصب في لوح (عادة ما يكون خشبًا) يحتوي على أجزاء غائرة ليحمل الأحبار خاصة الحمراء والسوداء.

لقد مرت الخطوط والكتابات القديمة بمراحل تطور طويلة ومعقدة، بدأت من مجرد رموز بسيطة وصولًا إلى أنظمة كتابة متكاملة. يمكن تقسيم هذه المراحل الزمنية الرئيسية كالتالي:

1. مرحلة الرموز الأولية (قبل حوالي 8000 - 3500 قبل الميلاد)

في هذه المرحلة، لم تكن هناك أنظمة كتابة بالمعنى المعروف، بل كانت هناك رموز بسيطة تستخدم لأغراض العد والتسجيل. على سبيل المثال:

* الرموز الطينية في بلاد ما بين النهرين: استخدمت رموز طينية متعددة الأشكال (مثل المخاريط والأقراص والأسطوانات) لتمثيل وحدات من السلع ولأغراض المحاسبة.

2. مرحلة الكتابة التصويرية (حوالي 3500 - 3000 قبل الميلاد)

في هذه المرحلة، بدأت الرموز في التطور لتصبح صورًا تمثل أشياء أو أفكارًا.

* الكتابة المسمارية في بلاد ما بين النهرين:

   * البداية (حوالي 3500 ق.م): ظهرت أولى أنظمة الكتابة المصورة في بلاد ما بين النهرين (سومر)، حيث كانت الصور تمثل أشياء مادية.

   * التطور (حوالي 3000 ق.م): تطورت الصور لتصبح علامات مسمارية تُنقش على ألواح طينية، وتدريجيًا أصبحت هذه العلامات تمثل أصواتًا ومقاطع لفظية بدلًا من مجرد أشياء.

* الكتابة الهيروغليفية في مصر القديمة (حوالي 3200 - 2700 قبل الميلاد):

   * ظهرت الكتابة الهيروغليفية ككتابة تصويرية، وتتكون من مجموعة من النقوش المستمدة من الحياة اليومية، بالإضافة إلى علامات صوتية.

   * تطورت لاحقًا إلى خطوط أبسط مثل الخط الهيراطيقي (كهنوتي) والخط الديموطيقي (شعبي) لتلبية احتياجات التدوين السريع.

3. مرحلة الكتابة الإيديوغرافية واللوغوغرافية (القرن الثالث قبل الميلاد وما بعده)

في هذه المرحلة، أصبحت العلامات تمثل أفكارًا ومفاهيم (إيديوغرافية) أو كلمات كاملة (لوغوغرافية).

* الكتابة الصينية: تطورت الكتابة الصينية بشكل مستقل (حوالي 1500 قبل الميلاد) من الرسوم التوضيحية لتصبح كتابة إيديوغرافية ولوغوغرافية، حيث يمثل كل رمز كلمة أو مفهومًا.

4. مرحلة الأبجديات (القرن الثاني قبل الميلاد وما بعده)

تعتبر هذه المرحلة من أهم التطورات في تاريخ الكتابة، حيث أصبح كل رمز يمثل صوتًا واحدًا (حرفًا) بدلًا من كلمة أو فكرة.

* الأبجدية الفينيقية (حوالي 1500 - 1100 قبل الميلاد):

   * تمثل الأبجدية الفينيقية نظام كتابة أبجدي حروفي، حيث كل حرف يمثل صوتًا ساكنًا.

   * انتشرت هذه الأبجدية في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط وكانت الأساس للعديد من الأبجديات اللاحقة.

* الأبجدية الأوغاريتية (حوالي 1400 قبل الميلاد): استخدم الأوغاريتيون كتابة مسمارية أبجدية تتكون من 30 حرفًا.

* الأبجدية اليونانية (حوالي 800 قبل الميلاد): تطورت الأبجدية اليونانية من الأبجدية الفينيقية بإضافة حروف العلة، مما جعلها أول أبجدية كاملة.

* الأبجدية اللاتينية: انحدرت الأبجدية اللاتينية من الأبجدية اليونانية، وأصبحت لاحقًا الأبجدية الأكثر انتشارًا في العالم.

* الخط العربي (تطور مستمر منذ العصور القديمة):

   * تطور الخط العربي على مر العصور ليصبح فنًا قائمًا بذاته، مع العديد من الأساليب مثل الخط الكوفي والنسخ والثلث.

   * ساهم في الحفاظ على المعرفة والفهم البشري.

5. العصور الوسطى والعصر الحديث

* العصور الوسطى: استُخدمت الكتابة بشكل رئيسي للأغراض الدينية والإدارية، وشهدت تطورات في أساليب الخطوط المختلفة في الحضارات المتنوعة.

* العصر الحديث: أصبحت الكتابة أداة أساسية للتواصل والتعلم مع اختراع الطباعة الميكانيكية، وتطورت لتُستخدم في جميع أنواع السياقات.

وهذه المراحل توضح التطور المستمر للكتابة من أشكالها البدائية إلى أنظمتها المعقدة التي نستخدمها اليوم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية