سر مكة والمدينة!
كانت الحافلة -ذات سفر- تقطع الطريق إلي مرسي مطروح بسرعة هائلة.. كنت وزملائي -قبل سنوات- مدعوون إلي مخيم الشباب القومي العربي المنعقد في تونس ولم تسعف إمكانيات الجهة المنظمة إلي توفير تذاكر بالطيران.. ولم يكن من مفر من السفر بريا..
عبرنا السلوم إذن والطريق مفتوح إلي بني غازي.. أول محطة كبيرة في طريقنا.. استراحة طويلة نسبيا عن باقي استراحات الطريق ثم إلي طرابلس في مسافة هي الأصعب.. وأخيرا إلي الحدود التونسية ومنها إلى تونس العاصمة!
نسترجع كل ذلك الآن في رحلة لسائق متهور استمرت ثلاثة أيام متصلة.. نغادر الباص الأنيق مكيف الهواء إلي استراحات تتراوح بين الجيدة والفخمة تتوفر فيها كل المأكولات والمشروبات، ومع ذلك كانت المعاناة مريرة تطلبت استراحة طويلة بعد الوصول إلي بلد نحبه لم يتمكن شوقنا إليه من كسر حالة الرغبة في إنهاء وجع المشوار الطويل أولا!
نسرح ثم نسرح.. ونسأل أنفسنا ونسأل: ما بال الراغبون المتشوقون ل الحج من أهل المغرب أو الأندلس قديما أو الصين؟! كيف كانوا يذهبون ل الفريضة؟!
شرعا.. يدور جدل حول كونها فريضة المشروطة ب الاستطاعة.. وهذه رحلة يغلب فيها الهلاك.. ونسأل ونبحث ونفتش.. فنعرف أن الرحلات في المتوسط كانت تستغرق ثمانية أشهر! ومثلها -طبعا- في العودة! ومع البقاء علي الأقل -علي الأقل- شهرا تقارب الرحلة من العامين.. في عصور لا فيها هواتف ولا تلغرافات ولا بريد.. وليس انترنت وهواتف محمولة وايميلات!
والتفاصيل دوامة تحملنا إلي مزيد من التفاصيل.. واستفهامات تفتح الباب لاستفهامات جديدة.. كيف كانوا يأكلون؟! ماذا أصلا يأكلون؟! أهي "نواشف" من الخبز والبقوليات؟ وما هي الكمية لو صح ذلك التي يمكن حملها لتكفي رحلة كتلك؟ وما الضمان لعدم فسادها في مناخ ازعجنا وعذبنا ونحن في مكيفات وبين استراحات أقلها جيد؟ وما هي النقود التي يمكن حملها؟ هل هي الذهب والفضة؟ وأين يستبدلونها او يقايضونها؟! وكيف النوم ومتى النوم وشكل النوم بين طرق للضباع والسباع؟! وكيف الاستعداد لقطاع الطرق؟! وما حال من ذهب ولم يعد لسبب من تلك؟!
الفريضة مشروطة وهي غير ملزمة.. شئ آخر يشد الناس إلي هناك ويجذبهم إلي هذه المغامرة الكبرى.. شيء ما ينادي عباده أن “تعالوا إلي”.. شيء ما لا يقاوم يدفع الناس إلي المستحيل ويحققونه.. تدابير كثيرة وقصص وروايات عن هؤلاء صنع الطريق أساطيرهم.. ورحلات عديدة يسر الله لأصحابها الحياة في بلاد الله الواسعة.. فكانوا رؤوس أسر وعائلات عاشت واستوطنت وحملت أسماء جذورها وبلادها..
ويبقي قبل ذلك كله النداء وتلبيته.. سر مكة والمدينة الذي لا يقاوم.. بيت الله الحرام والروضة الشريفة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.. إنه النداء وإنها التلبية حتى من أقصى الأرض.. هنيالهم.. وعقبالنا فعلا!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
