جواسيس بلا وطن.. كيف تزرع إسرائيل عملاءها حول العالم.. ولماذا تتجسس تل أبيب على الولايات المتحدة.. وما هي حكاية إيلي كوهين و«غوانى » الصهاينة؟
أعاد الحديث عن الجاسوس الإسرائيلى ذي الأصول السورية إيلى كوهين اشكالية جواسيس إسرائيل إلى الواجهة؛ إذ يمثل التجسس عند اليهود جزءًا من عقيدتهم الدينية الراسخة.
تعتمد إسرائيل فى تكوينها على فكرة التجسس على كل دول العالم، حتى الدول الصديقة لها كالولايات المتحدة الأمريكية، فالتجسس بالنسبة لإسرائيل عقيدة تناولتها التوراة، التى ورد فيها أن أول عملية تجسس يهودية، وفقًا للمنظور الإسرائيلي، تعود لزمن نبى الله موسى، عليه السلام، حيث يدعى اليهود أن الله كلم موسى عليه السلام وطلب منه أن يرسل رجالًا إلى أرض كنعان “فلسطين”، التى سيعطيها لبنى إسرائيل ليستكشفوها عن بُعد، وفقًا للمنظور اليهودي، ومن هنا بدأ مفهوم الجاسوسية لدى إسرائيل.
اتخذ اليهود من مقولة: “إن اليهود يجب أن يستخدموا سلاح المعرفة والتجسس، حتى يظلوا سادة وكل شعوب الأرض عبيدًا لهم”، قاعدة ساروا عليها، كتاب “المخلب الدموي: الشين بين الشاباك جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى” فتحى عبد القادر سلطان ومحمد رجب.
ويروى كتاب “جواسيس بلا وطن” قصة الجواسيس اليهود الشرقيين قبل نكبة 1948، حيث يكشف قصص جواسيس “القسم العربي” فيما يٌعرف لديهم بـ “البلماح”، والجواسيس من اليهود الشرقيين، الذين انتحلوا شخصيات عربية، لاختراق المجتمعات العربية والتجسس عليها.
وحكى الكتاب جذور أول جواسيس الاحتلال الإسرائيلي، وهم يهود ولدوا فى بلاد عربية، ومروا عبر الحدود دون أن يتم كشفهم، ومنهم الجاسوس إسحاق، وثلاثة آخرون هم هافاكول كوهين، وجامليل كوهين، الذى انضم إلى البلماح فى عام 1944، وساعد فى بناء قسم الجنود السريين، واستغل البشرة الداكنة للإسرائيليين، الذين هاجروا من دول الشرق الأوسط، بالإضافة إلى معرفتهم بالإسلام والثقافة العربية، وفى عام 1948، تلقى كوهين وثائق وصفته بأنه فلسطيني، وانتقل إلى بيروت مستخدمًا هذه الهوية المزيفة، وأنشىء متجرًا للنسيج كان بمثابة واجهة لأنشطته التجسسية، فجمع كوهين معلومات عن المنشآت العسكرية، وجهود الحرب اللبنانية ضد إسرائيل، ونقلها إلى قادته عن طريق كتابة رسائل مشفرة، كما عُين كاتبًا فى السفارة السورية فى باريس فى خمسينات القرن الماضي، الأمر الذى مكنه من الاطلاع على وثائق سياسية وعسكرية حساسة أرسل بها إلى إسرائيل.
أما الجاسوس الإسرائيلى ياكوبا كوهين، وهو من اليهود الشرقيين أيضًا، وُلد عام 1924 فى القدس لعائلة يهودية من أصول إيرانية، نشأ فى بيئة متعددة الثقافات، حيث قضى جزءًا كبيرًا من طفولته متفاعلًا مع السكان العرب فى الأحياء المجاورة، ما ساعده على إتقان اللغة العربية والعادات المحلية.
كان ياكوبا كوهين جزءًا من وحدة “المستعربين”، المعروفة بالعبرية بـ “ميستعارفيم”، وهى وحدة خاصة تضم يهودًا من أصول شرقية يتقنون اللغة العربية ويتنكرون كعرب لجمع المعلومات الاستخباراتية. عمل فى عدة أجهزة استخباراتية إسرائيلية، بما فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي، والموساد، والشاباك.
تميز ياكوبا كوهين بقدرته على الاندماج الكامل فى المجتمعات العربية، حيث كان يرتدى زى الفيلق العربى أثناء عمله كجاسوس فى بيروت عام 1948، وكان يحضر عمليات الإعدام العلنية للجواسيس، معتقدًا أنه قد يكون فى يوم من الأيام هو الشخص الذى يُعدم، وكان يريد أن يعرف كيف سيكون الشعور، تم توثيق قصته فى كتاب “جواسيس بلا وطن” (Spies of No Country)، للكاتب ماتى فريدمان، والذى يروى قصص أربعة جواسيس يهود من أصول شرقية عملوا فى وحدة المستعربين خلال فترة ما قبل تأسيس إسرائيل.
ويقول ماتى فريدمان فى كتبه “جواسيس بلا وطن” عن تجارب العملاء السريين اليهود “الجواسيس”، إنهم عاشوا فى مختلف المجتمعات العربية، وبعد عام 1948 عاش الجواسيس اليهود فى لبنان باعتبارهم لاجئين فلسطينيين، ومن هؤلاء جامليل كوهين، من دمشق، وكان أول عميل يُرسل إلى الخارج ويصبح صاحب متجر فى بيروت، وياكوبا، الوحيد من بين الأربعة الذين ولد فى القدس، كان ناريا ومقاوما للانضباط. أما هافاكوك، فمن اليمن.
وحكى فريدمان عن قصة الجاسوس الإسرائيلى “إسحاق شوشان”، وكان له علاقة معقدة مع فتاة من بيروت تدعى “جورجيت”، عاد إسحاق فى عام 1950 وعاد إلى إسرائيل وتعلم وضوء المسلمين، وكان إسحاق يتقن الوضوء وكان يذهب للصلاة فى المسجد فى الصباح.
ولد الجاسوس اليهودى إسحاق شوشان، عام 1924 فى حلب بسوريا لعائلة يهودية، وانتقل لاحقًا إلى فلسطين تحت الانتداب البريطاني، كان يتقن اللغة العربية بطلاقة، ومعرفته بالعادات والتقاليد العربية صارت السلاح السرى اللى فتح له باب التجسس داخل المجتمعات العربية!
انضم إسحاق لنخبة “المستعربين، فكان من أول أعضاء الوحدة، التى تتكون من يهود يتحدثون العربية كلغتهم الأم ويتخفون بهويات عربية، وكانت مهمته التسلل إلى الدول العربية، خاصة لبنان وسوريا، وجمع معلومات، والتخريب من الداخل.
ومن أبرز العمليات التخريبية للجاسوس اليهودى إسحاق شوشان، تفجيرات بيروت عام 1948، حيث تم إرسال شوشان مع الجاسوس ياكوبا كوهين إلى بيروت تحت أسماء عربية مزورة، مهمتهم كانت تأسيس شبكة تجسس وجمع معلومات عن تحركات الجيوش العربية، كانوا يعيشون كلبنانيين عاديين، يشتغلون سائقين ويزورون المقاهى الشعبية، لكن فى الحقيقة كانوا يرسلون معلومات خطيرة جدًا للموساد، وشارك فى عمليات سرية استهدفت شخصيات عربية، وفى بعض الحالات قام بزرع قنابل داخل منشآت ومراكز تمويل للفصائل الفلسطينية.
قام الموساد بتدريب إسحاق شوشان على التجسس، وقام بذلك القسم العربى “بلماح”، تعلم إسحاق مع بعض الجواسيس اليهود صلاة المسلمين واللهجة المحلية، وتدربوا فى الأسواق العربية فى المدن المختلطة “القدس وحيفا”، لكن تدريبهم قبل إنشاء الموساد غير متقن، فكان بعضهم يرتجل، ما أدى للقبض على نصف القسم العربى من الجواسيس اليهود وإعدامهم، وكان منهم “إيلى كوهين”، الجاسوس الإسرائيلى فى سوريا.
اعتزل إسحاق شوشان العمليات الميدانية، وأصبح مدربًا رئيسيًا فى الموساد، وساهم فى تشكيل أجيال من “المستعربين” الجدد، وكان يُعرف بينهم باسم: “المعلم الكبير”.
وفى كتاب دور عملاء إسرائيل والمتعاونين معها...” أحمد حامد سليمان خضر قصة الجاسوس العراقي، يعقوب يوسف جاسم، الذى كان يعمل فى إحدى محطات الكهرباء فى العاصمة بغداد، حيث استطاع جهاز الموساد الإسرائيلى تجنيده فى إيران عام 1963م، بعد أن تم اسقاطه على يد إحدى الفتيات وطلب جهاز الموساد من هذا العميل، معرفة تفاصيل الأسلحة السوفيتية التى تصل العراق، وأماكن المطارات الحربية العراقية، ومعلومات عن الطائرة (ميج-21)، والدبابات من نوع (تى 62)، ونجح جاسم بتزويد جهاز الموساد بالكثير من المعلومات العسكرية العراقية، بعد أن تمكن من إسقاط عدد من الضباط العراقيين، إلا أن تم اكتشاف أمره وإعدامه عام 1966.
كما أولت أجهزة المخابرات الإسرائيلية، أهمية خاصة لمنظمة التحرير الفلسطينية، منذ تأسيسها منتصف ستينات القرن الماضي، فسعت لاختراقها عبر الجواسيس والعملاء، بهدف اغتيال قادتها ومعرفة خططها. ويعد العميل عدنان ياسين، الذى كان أحد قادة حركة فتح، من أشهر الجواسيس الذين عملوا لحساب الموساد الإسرائيلي.
وكان ياسين، الذى شغل منصب رئيس شعبة فى السفارة الفلسطينية، مكلفًا بمتابعة تأشيرات دخول وخروج القادة الفلسطينيين من وإلى تونس. واعترف ياسين للسلطات التونسية، التى اعتقلته بعد انكشاف أمره نهاية العام 1993، إنه قام بوضع أجهزة تنصت فى مكتبى محمود عباس، الذى كان مشرفًا على ملف المفاوضات مع إسرائيل، بالإضافة لشخصيات قيادية أخرى.
وألمح كتاب “دور عملاء إسرائيل والمتعاونين معها من فلسطين...” إلى أن مصادر أمنية تونسية ذكرت أن اعتراف ياسين ألقى الضوء على عمليات عديدة للموساد، منها اغتيال خليل الوزير فى تونس عام 1988م، واغتيال عاطف بسيسو فى العاصمة الفرنسية باريس عام 1992م، مما يعنى أن له ضلعًا فيها، كما ضبطت المخابرات التونسية فى منزله محطة إرسال متطورة، وثلاث حقائب مليئة بوثائق خطيرة للغاية، ومبالغ مالية كبيرة.
وحكمت السلطات التونسية على عدنان ياسين بالسجن (25) عامًا، وبعد صدور الحكم بحقه، نقل إلى سجن يخضع للسيطرة الفلسطينية فى منطقة حمام الشط بتونس، وسمح له مــــرة واحدة فقط عام 1996 بزيارة وداع لزوجته قبل وفاتها بمرض السرطان فى مستشفى بتونس، ثم رحل بعد ذلك سرًا إلى الجزائر، وبعد فترة من الزمن وفى أعقاب تدخل إسرائيل، تقـرر البحث عن ملجأ سياسى لياسين فى أوروبا، فاستقر به المطاف فى السويد. وكان الموساد الإسرائيلى قد نجح فى تجنيد ياسين، فى العاصمة الفرنسية باريس خلال عام 1990م، عندما كان فى رحلة علاج مع زوجته المصابة بمرض السرطان.
وقامت إسرائيل خلال صراعها الطويل مع الدول العربية، فى تجنيد عشرات الشخصيات العربية بغرض التجسس على دولهم حيث استطاع الجاسوس الإسرائيلى الشهير إيلى كوهين خداع السوريين، بعد تقمصه شخصية رجل أعمال، يقيم فى الأرجنتين ويرغب فى العودة لموطنه الأصلى فى سوريا، وأن اسمه الحقيقى كامل أمين ثابت، وتمكن كوهين خلال عمله، الذى بدأ عام 1961، من الوصول إلى الكثير من المعلومات العسكرية الهامة ونقلها لإسرائيل، ونجح كوهين فى كسب ثقة القيادة السورية، لدرجة أن الرئيس السورى حافظ الأسد كان يخطط لجعله خليفة له فى المستقبل، بعد أن كان نائبًا لوزير الدفاع، لكن تم كشفه وأعدم عام 1965.
لم يقتصر تجسس إسرائيل على الدول العربية، لكنها قامت بإرسال جواسيسها للولايات المتحدة، ويعود تاريخ التجسس الإسرائيلى على الولايات المتحدة إلى تاريخ عام 1948، حيث شكل إفرايم بن أرتزي، الذى شغل منصب أول ملحق عسكرى إسرائيلى فى واشنطن، مجلسًا يضم أربعة عملاء للتجسس على أمريكيا، وقـــد عمل هذا المجلس على تجنيد عملاء، آخرين وتدريبهم على طرق المراقبة والتنصت واستخدام الحبر السرى والشيفرة فى المراسلات.
وفى سبعينات القرن الماضي، بعثت إسرائيل الكولونيل يوسف لانجوتسكى للتجسس على الولايات المتحدة، ومن أجل التمويه على مهمته الحقيقية، عينته فى أواسط العام 1976 مساعدًا للملحق العسكرى فى السفارة الإسرائيلية بواشنطن، وقد استطاع هذا الجاسوس اختراق بعض المناطق الهامة فى وزارة الدفاع الأميركية، كما حاول تجنيد موظفين فى ذات الوزارة، بغية التجسس لصالح إسرائيل، غير أن مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكى تنبه لهذا العميل، وبعد انكشاف أمره استدعته الحكومة الإسرائيلية.
وخلال عام 1983 قام عدد من الموظفين الذين يعملون فى وزارة الدفاع الأمريكية، برفع تقارير لوزارتهم، تشير إلى أن أحد زملائهم على علاقة مشبوهة بمسئولين إسرائيليين، عندها قام مكتب الأمن التابع لوكالة المخابرات بوزارة الدفاع، بتفتيش مكان عمل الكولونيل يوسف لانجوتسكى وبيتـه، وبالرغم من عدم ضبط أية وثائق تثبت تجسسه، إلا أنهم عثروا على مئات الأوراق المتلفة التى كانت قد سحبت بطرق ملتوية، وعلى إثر ذلك، قامت وزارة الدفاع بإحالة القضية إلى النيابة العامة، وجرت تسوية قانونية مع المتهم تقوم على اعترافه بأنه مذنب بتهمة الاعتداء علــى ممتلكات الدولة.
وأصدرت المحكمة حكمًا بإدانته وحكمت عليه بدفع غرامة مالية، خفضت فيمـــا بعد إلى القيام بأعمال لخدمة المجتمع، كما شملت التسوية وجوب استقالته من منصبه.
كما ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكية عام 1985م القبض على جوناثان بولارد، أخطر جاسوس إسرائيلى عمل فى الولايات المتحدة، فبرغم قصر الفترة التى نشط فيها هذا الجاسوس، والتى لم تزد عن (18) شهرًا، إلا أنه نجح فى تزويد إسرائيل بمعلومات كثيرة هامة وحساسة، مستغلًا منصبه، حيث كان يعمل محللًا للجاسوسية المضادة فى وحدة مكافحة الإرهاب، فى مخابرات سلاح البحرية الأمريكية.
وقد قام بولارد بإرسال أكثر من ألف وثيقة سرية إلى إسرائيل، شملت دراسات تحليلية، وصورًا فوتوغرافية التقطتها الأقمار الصناعية، إضافة إلى معلومات حساسة، عن تكنولوجيا أشعة الليزر، وعن أساليب عمل المخابرات الأمريكية، وغيرها من المعلومات الهامة، وقد صدر بحقه حكم بالسجن مدى الحياة، لكن إسرائيل كانت تنفى حتى لعام 1998، أن يكون بولارد جاسوسًا يعمل لحسابها، غير أنها فى عام 2008 منحته الجنسية الإسرائيلية.
وفى منتصف العام 2005م، تم الكشفت عن قضية الجاسوس الإسرائيلى فى البنتاجون، لورنس فرانکلین، الذى كانت مهمته إيصال معلومات خاطئة لوزارة الدفاع الأمريكية عن بعض الدول المعادية لإسرائيل، بغية اتخاذ قرارات حازمة ضد هذه الدول، وقد كان فرانكلين يتواصل مع إسرائيل من داخل مبنى البنتاجون من خلال ذبذبات إلكترونية وإشارات مشفرة، وتمثلت مهمة هذا الجاسوس فى تقديم معلومات للإيباك، اللوبى اليهودى فى أمريكيا، تفيد أن إيران هى الخطر الأول على الولايات المتحدة، بعد سقوط نظام صدام حسين، وأنه لا بد من توجيه ضربة عسكرية لها، وكانت مهمة الإيباك هى إقناع الكونجرس بتبنى هذا الرأي.
كما سرب فرانكلين إلى الإيباك معلومات سرية عن إيران، مصدرها البنتاجون، وتم تقديمها إلى الرئيس جورج بوش تنتقد القرارات الأمريكية، التى تم اتخاذها ضد إيران وأن هذه القرارات لم تؤد إلى ردعها، كما نقل معلومات أخرى، عن رسائل متبادلة بين قيادات فى تنظيم القاعدة وعدد من رموز النظام الإيراني.
وبسبب ضبط أجهزة المخابرات الأمريكية، طوال العقود الماضية لعدد من الجواسيس، الذين يعملون لحساب إسرائيل؛ صنفت وثيقة سرية صادرة عن وكالة الأمن الوطنى الأمريكى (NSA) عام 2008 أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، بأنها ثالث أكثر جهاز تجسسى عدائي، تجاه المخابرات الأمريكية. وأنهم كانوا يرون فى الولايات المتحدة هدفًا استخباريًا، فى محاولة منهم لمعرفة مواقفها تجاه قضايا الشرق الأوسط.
وكشف العسكرى اللبنانى المقدم جورج ميخائيل فى كتابه “الموساد الإسرائيلى وتجنيد العملاء والجواسيس”، أساليب الموساد فى تجنيد العملاء وتدريبهم والسيطرة عليهم، والتى تختلف باختلاف الهدف ومجال العمليات، وحسب القسم المسئول عن العميل فى المركز الرئيس، مؤكدًا أنه لا توجد قاعدة واضحة محددة تستلزم الحصول على موافقة المركز الرئيس قبل تجنيد عملاء، فالإسرائيليون مستعدّون لاستغلال أى نوع من الدوافع لكسب عملاء جدد، مستغلة نقاط الضعف التى يتصف بها أولئك العملاء.
ويركز الموساد على تجنيد الأشخاص ذوى الأهمية فى دولهم، كالذين يعملون فى الأجهزة الأمنية، وقد تمكن جهاز الموساد من تجنيد العديد منهم بطرقٍ كثيرةٍ وحسب دوافع هؤلاء الأشخاص، مُستغلِّين نقاط الضعف لديهم، بالإضافة إلى تقديم الإغراءات المختلفة لهم.
وقامت أجهزة الإستخبارات الإسرائيلية فى تجنيد الطيار العراقي، الذى هرب بطائرته “ميج” إلى إسرائيل فى الستينيات، وكذلك فى تجنيد أحد العلماء العراقيين يدعا”حليم” أحد خبراء الصناعة النووية،وحصل الإسرائيليون على الكثير من المعلومات منه حول المفاعل النووى العراقى وعن العالم يحيى المشد، الذى كان مشرفًا على البرنامج النووى العراقي، واغتاله الموساد فى فرنسا فى العام 1980 بسبب عدم تعاونه معهم.
ويقول يعكوف بيري، الرئيس الأسبق للشاباك فى كتابه “الآتى لقتلك”، إن عملية تجنيد العملاء تعتمد بشكل أساس على القدرات الإبداعية التى يتمتع بها القائمون على هذه المهمة، وقدرتهم على تطوير أدائهم بما يتناسب مع حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، ويصف العملية بأنها “حرب عقول” مفتوحة.
ومن خلال يعكوف بيري، الذى يُعتبر من أهم ضباط الموساد الذين قاموا بتجنيد عملاء عرب، فإن عملية تجنيد العملاء، تقوم على (المنتصر يخترق المهزوم، الأمر الذى أدى لتجنيد إسرائيل من عملاء لها َخلال احتلالها لجنوب لبنان، ويلعب الاحتلال على ضعف الشعور بالإنتماء الوطني، كما يعتمد الموساد فى تجنيد عملائه من الجواسيس الحاجات المادية والاقتصادية والعاطفية، التى تشكل نقاط ضعف تستطيع الأجهزة الاستخباراتية استغلالها لتجنيد العملاء).
نقلا عن العدد الورقي,,,
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
