الهزيمة التي أنجبت النصر.. كيف عبرت مصر من ظلام 67 إلى فجر أكتوبر؟.. التدريب وتنويع مصادر السلاح والخطط المدروسة أهم أسباب نجاح العبور.. وهذه أبرز مؤامرات الصهيونية العالمية ضد سيناء
58 عاما بالتمام والكمال مرت على حرب 5 يونيو 1967، ولا تزال الحقيقة يشوبها الغموض، والالتباس. كثيرون من المشاركين في الحرب سجلوا مذكراتهم، ودونوا ملاحظاتهم، حول المعركة، والهزيمة، وأسبابها، وتداعياتها، ولم تتكشف الحقائق كاملة، ولا يزال الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات والأبحاث، والشهادات؛ من أجل استجلاء الموقف، والإجابة عن علامة استفهام ضخمة: لماذا وقعت الهزيمة بهذه السهولة؟! هل كانت هزيمة، أم نكسة، أم مؤامرة؟!
بدأ التخطيط لإقامة الدولة اليهودية، كوطن دائم لليهود المشتتين في بقاع الأرض، وتثبيت دعائم تلك الدولة، منذ حوالي قرنين.
لنبدأ منذ بدأت ملامح التخطيط تتشكل، عندما ألف تيودور هيرتزل نبي الصهيونية، كتابا أسماه "الدولة القديمة الجديدة" عام 1902، وضع فيه خطة محددة لإنشاء الدولة العبرية، وجدولا زمنيا، شرح فيه خطوة بخطوة، تفاصيل التحرك نحو إنشاء تلك الدولة.. بما يمثل نظرية استعمارية كاملة.
تعتمد تلك النظرية على فتح الجسور مع الدول العربية، بحيث تصبح الدولة اليهودية هي القاعدة الصناعية المتقدمة في المنطقة، وتساهم رءوس الأموال العربية في هذا المشروع الصناعي وتضخيمه، وإنجاحه وتفتح الأسواق العربية لتمتص الإنتاج اليهودي، وتسيطر إسرائيل على كل مصادر الثروة في الشرق الأوسط.
مصطفى كامل وهيرتزل
في عام 1903، كان الزعيم الشاب مصطفى كامل يرفع شعار "مصر للمصريين"، عندما وصل تيودور هيرتزل للقاهرة، ليحمل إلى اللورد كرومر مشروع اقتطاع سيناء من مصر، وإقامة الدولة اليهودية عليها، تمهيدا للقفز من سيناء إلى فلسطين، لكن المناخ الذي خلقه مصطفى كامل لم يسمح بتنفيذ مطلب هيرتزل.
وعد بلفور
يعدّ وعد بلفور، الذي التزمت فيه بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى بتأييد إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، أحدَ أكثر الوثائق السياسية تأثيرًا في القرن الماضي، فإدراج هذا الوعد ضمن صك انتداب بريطانيا من عصبة الأمم على فلسطين، يعني بشكل أو بآخر أنّ القانون الدولي يضمنه، وبالتالي أصبح وعد بلفور المبدأ التوجيهي للحكم البريطاني للبلاد خلال السنوات الثلاثين التالية، ليتمّ تنفيذه النهائي مع قيام إسرائيل في سنة 1948، ما غيّر وجه الشرق الأوسط وتاريخه.
قرار تقسيم فلسطين
بصدور قرار تقسيم فلسطين من الأمم المتحدة في 29 نوفمبر 1947، يكون حلم تيودور هيرتزل قد تحقق، كما قدَّر، بعد مرور 50 سنة، بوجود دولة يهودية يضمنها القانون العام.
وبقي أن تصبح الدولة اليهودية حقيقة واقعة لتكتمل الغاية الصهيونية الأولى.
وفي 14 مايو 1948، مع نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين، أعلن قيام دولة إسرائيل.
وقبل صدور هذا الإعلان كانت القوى الصهيونية قد بدأت أولى خطواتها العملية نحو ابتلاع فلسطين بكاملها بالاستيلاء على الأراضي التي يمكن أن تصل إليها يدها.
انتهت حرب 1948 بين إسرائيل والدول العربية بانتصار إسرائيل وانسحاب جيوش الدول العربية من فلسطين، وعقدت الهدنة بين إسرائيل وكل من مصر في 24 فبراير 1949، ثم لبنان في 23 مارس، والأردن في 3 أبريل، وأخيرا سوريا في 20 يوليو 1949.
في يوليو 1952، قامت ثورة مصر باتجاهاتها الاستقلالية والتحررية، والتي بدأت تبرز في العالم العربي.
وقعت مصر اتفاقية الجلاء مع بريطانيا عام 1954، دون الإشارة إلى السماح للسفن الإسرائيلية بالعبور في قناة السويس؛ ما أثار حنق قادة إسرائيل.
وانتقد موشى ديان، رئيس الأركان، ذلك، وقال: إنه “طالما أن إسرائيل ليست مستعدة للتصرف حسب الأصول الطبيعية، فإنه من الخير لها أن تستخدم القوة العسكرية للسيطرة على مضايق تيران في خليج العقبة”.
كانت كلمات ديان هي أول إشارة معلنة من جانب إسرائيل لاستخدام القوة ضد مصر.
بعد ثورة يوليو 1952
خلال فترة تجاوزت قليلا 20 عاما من عمر الثورة المصرية، وتاريخها المعاصر بين عامي 1952 - 1973، تعرضت مصر لثلاث تجارب فريدة ومتنوعة الأبعاد والنتائج، وذلك في أعوام 1956، 1967، 1973.
في التجربة الأولى عام 1956، عانت مصر أشد المعاناة من مؤامرة دولية كبرى شاركت فيها ثلاث دول، شنت حربا عدائية ضد مصر لأنها اجترأت ومارست حقها الشرعي في تأميم قناة السويس عام 1956.
وأدت التجربة الثانية إلى نكسة سياسية، وهزيمة مريرة، عندما هاجمت إسرائيل مصر هجوما مدبرا ومبيتا؛ لأنها أرادت أن تمارس سيادتها على أرضها، ومياهها الإقليمية، فقامت بإغلاق خليج العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية في مايو 1967.
وجاءت التجربة الثالثة، وكانت مصر قد وعت الدرس تماما، ولذلك انتصرت، بعد أن حشدت طاقاتها الأصيلة، فأزالت آثار هزيمتها وتجاوزتها، وحققت أروع انتصاراتها في أكتوبر 1973.
حرب 1956 وآثارها السلبية
من أبرز الآثار السلبية التي ترتبت على عدوان يونيو 1956، وكان له صلة مباشرة بالأحداث التي تسببت في اندلاع شرارة حرب 1967، ذلك الاتفاق بين مصر وإسرائيل عن طريق الولايات المتحدة الخاص بانسحاب إسرائيل من سيناء في عام 1957.
وكان هذا الاتفاق ذا شقين؛ الأول: وهو الشق المعلن، ويختص بقبول وجود قوات الطوارئ الدولية على الحدود بين مصر وإسرائيل، وأيضا، وهو الأهم، وجود هذه القوات في منطقة شرم الشيخ.
أما الشق الثاني: فلم يعلن عنه، وكان يختص بالسماح للسفن الإسرائيلية بالمرور، وفتح الملاحة لها إلى البحر الأحمر، في مقابل انسحاب إسرائيل الكامل من أراضي شبه جزيرة سيناء.
قبلت الحكومة المصرية هذا الاتفاق في مقابل عودة سيناء كاملة إلى مصر.
ظلت الحكومة المصرية تنظر إلى هذا الوضع بقلق شديد، وتعتبره نقطة ضعف في علاقاتها مع إسرائيل، يجب التخلص منها.
وشكل هذا الأمر ضغطا نفسيا على حكومة مصر وقيادتها طوال الأعوام التي أعقبت عدوان 1956، أدى إلى ترسب رغبة قوية في وجدان القيادة المصرية بضرورة التخلص من آثار عدوان 1956، وإزالتها بإعادة إغلاق مدخل خليج العقبة مرة أخرى، وإنهاء وجود قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة.
صبرت القيادة المصرية على مضض، على هذا الوضع، 10 سنوات، تحت ضغط متزايد نتيجة للمزايدات العربية.
وفي مايو 1967، عندما أُعلن عن وجود حشد إسرائيلي أمام الحدود السورية، اعتقدت القيادة المصرية أن الفرصة مواتية، وكان الصبر قد نفد، فأقدمت، في وقت غير مناسب، وفي ظل مناخ سياسي شديد السوء، عربيا ودوليا، ووضع مصري معقد ومشتت، وقدمت لإسرائيل الفرصة الذهبية التي انتظرتها طويلا لشن هجومها.
الوجود المصري خارج الحدود
لم يكن الوجود المصري في اليمن طوال 5 سنوات، بين عامي 1962 و1967، هو الوحيد، حيث اتسمت السنوات العشر بعد عدوان 1956، بظاهرة الانتشار المصري خارج حدود مصر في بعض البلدان العربية.
ومن ذلك عندما تعرضت سوريا لمؤامرة غربية عدوانية تستخدم فيها إسرائيل وتركيا كأدوات لتهديدها، واستغاثت سوريا بمصر التي سارعت بإرسال بعض وحداتها وعدد من ضباطها المتخصصين إلى سوريا، في أواخر عام 1957 لدعمها عسكريا في مواجهة هذا العدوان، ثم تطورت الأمور إلى إعلان الوحدة في فبراير 1958.
وفي ظل الوحدة أرسل المئات من الضباط في شتى الأفرع والتخصصات للعمل بالجيش السوري، أو “الجيش الأول”، كما أطلق عليه بعد الوحدة.
وابتعد هؤلاء الضباط عن وحداتهم وجنودهم عدة سنوات.
وكان تأثير تجربة حرب اليمن أكثر عمقا وأبعد تأثيرا، فقد ذهبوا ليدافعوا عن ثورة عربية وطنية، فإذا هم يواجهون مؤامرات غربية وعربية استمرت سنوات، تحملت خلالها القوات المصرية الكثير والكثير من الخسائر والصعوبات، وسقوط مئات الشهداء فوق سفوح الجبال اليمنية الوعرة.
العدوان الإسرائيلي
ووجهت إسرائيل ضربتها الجوية، البرية، المفاجئة، صباح يوم 5 يونيو 1967، وخلال الساعات الأولى للحرب، تم تدمير معظم طائرات قواتنا الجوية، وهي رابضة على الأرض في مطاراتها.
أدت هذه الخسائر الجسيمة المفاجئة والمبكرة إلى إحداث صدمة قوية، خلقت حالة من الشلل وعدم القدرة على التفكير السريع والتصرف السليم الحاسم؛ ما أدى إلى حدوث ارتباك شديد في أسلوب معالجة الموقف بما يتطلبه ذلك من مواجهة تحفظ لمصر تماسكها.. ومما زاد من شدة الصدمة والارتباك.
من الهزيمة إلى النصر
وخلال الفترة من يونيو 1967، وحتى أكتوبر 1973، كانت هناك جهود مخلصة مضنية؛ فقد كان على مصر أن تجتاز تلك المرحلة الصعبة، وتتجاوز ليل الهزيمة إلى فجر الأمل، ومنه إلى النصر، لتتوج هذه الجهود الصادقة بعبور قناة السويس إلى أرض سيناء الحبيبة، فيتحقق الحلم، ونسترد الكرامة، ونغسل آثار الهزيمة وانتهت الملحمة الكبرى بنصر أكتوبر العظيم 1973 من خلال التدريب الجيد وتنويع مصادر السلاح ووضع الخطط المدروسة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
