ذكرى تنصيب أحمد شوقى أميرا للشعراء.. حفل كبير في الأوبرا برعاية ملكية.. جوائز سخية أبرزها نخلة ذهبية.. وموقف غريب من العقاد
فى مثل هذا اليوم 29 أبريل من عام 1927، تم تنصيب الشاعر أحمد شوقى أميرا للشعراء ليكون بذلك أول وآخر أميرا للشعر العربي، جاء ذلك بعد أن أصدر شوقى الجزء الأول من ديوانه "الشوقيات" الذي ضم شعره فى السياسة والتاريخ، وكان دافعا لتتويجه أميرا للشعراء من جانب أهل الأدب والشعر والفكر والفن فى أنحاء الوطن العربي، ورحل شوقي عام 1932.
أقيمت فى هذا اليوم احتفالية كبرى بدار الأوبرا المصرية لتنصيب أحمد شوقى، استمرت أسبوعا كاملا تحت رعاية الملك فؤاد الأول ورئيس الحكومة الزعيم سعد زغلول، وأشرفت عليها لجنة مكونة من المؤرخ أحمد شفيق باشا، وأحمد حافظ عوض صاحب مجلة كوكب الشرق، والوزير جعفر والى، وأمين واصف وأمين الرافعى، ومحمد رشيد رضا وعبد العزيز البشري والصحفى جورج طنوس.
مطران يصف اليوم بالعيد
حضر حفل منح أحمد شوقى إمارة الشعر وفود من أدباء العالم العربي وشعرائه، وتبارى شعراء العرب في إلقاء قصائدهم، ومنهم حافظ إبراهيم وخليل مطران شاعر القطرين، الذي خاطب شوقي قائلا: اليوم عيدك وهو عيد شامل.. للضاد فى متباين الأرجاء / فى مصر ينشد من بنيها منشد.. وصداه فى البحرين والزوراء / يا مصر باهى كل مصر باللآلئ.. أنجبت من أبنائك العظماء".

وكما ذكرت مجلة الهلال عام 1982 فى عدد خاص عن أمير الشعراء أن الأديب الوحيد الذي اعترض على إمارة أحمد شوقى للشعر العربى هو الأديب عباس محمود العقاد، وزاد من عدائه أن كتب عدة مقالات يصف فيها مصر بالبلد العقيم التى لم تنجب شاعرا واحدا، لا قديما ولا حديثا، فكتب يقول: لم اعثر على شاعر واحد أنبتته مصر كى يذكر بين أعاظم الشعراء، وتسمع له رسالة من رسالات الحياة فكل شعراؤها غرب أو مقلدون للغرب، وكلهم عالة على الأدب ونفاية ضئيلة أولى بها النبذ والإهمال، فإلى آلاف السنين لم تنجب شاعرا واحدا عظيما، وقد قلبت فى كلام “بنتاءور” شاعر مصر القديمة فلم أجد فيه شعرا ولا شبيها بشعر، بل كان تدوينا للمحاضر الرسمية.
وفى نهاية المقال وصف العقاد أدباء العرب المبايعين لشوقى بإمارة الشعر بأنهم جهلة بحقيقة الشعر والشعراء.
العقاد يهاجم ويصف الشعراء بالجهلة
تحامل العقاد على أحمد شوقى فى مقالاته وجلساته ولم يعترف له بفضل على الإطلاق، وقد ردت عليه مجلة البلاغ الأسبوعية فى مايو 1927 بقولها: إن الاحتفالية أقيمت بكل نجاح، ومضت فى هدوء وانسجام.
ولم يلتفت أحد لكلام العقاد بل وصف من كلامه بأنه حقود، حتى أنه كان ينفجر غيظا ويموت كمدا حين سمع شاعر النيل حافظ إبراهيم يتقدم بين يدي صديقه أحمد شوقى، وينشد قصيدته مبايعا إياه أميرا للشعر، قال فيها: بلابل وادي النيل بالشرق اسجعي.. بشعر أمير الدولتين ورجعى / أعيدي على الأسماع ما غردت به.. براعة شوقي في ابتداء ومقطع / أمير القوافي قد أتيت مبايعًا.. وهذي وفود الشرق قد بايعت معي / تغنى ربوع النيل واعطف بنظرة.. على ساكن النهرين واصدح وأبدعِ / وفى الشعر إحياء النفوس وريها.. وأنت لري النفس أعذب منبع".

وتوالت قصائد أكبر وأعظم شعراء العرب فى مدح الشاعر أحمد شوقى منهم شكيب أرسلان باشا، قيصر المعلوفى، شبلى ملاط، أنيس المقدس، وديع البستاني، والأمير صالح بن سعد بن سالم من لحج، بدر الدين النعسانى، وعبد الحميد الرافعي، طرابلسى، وغيرهم الكثير.
حضور وفود عربية كثيرة
وعلى مدى أسبوع كامل، أقيمت الاحتفالات بأحمد شوقى أمير الشعر، وحرصت كبار العائلات المصرية على استضافة أعضاء الوفود العربية والاحتفاء بهم، ومنه احتفال "حمد الباسل باشا" الذي غنت فيه أم كلثوم قصيدة لشوقى واحتفال محمد شعراوي بك الذي غنى فيه محمد عبد الوهاب.

وكتب الشاعر أحمد رامى عن إمارة أحمد شوقى للشعر، قائلا: أنا معترض أصلا على أن يكون للشعر إمارة ولها أمير، واعترف أن أحمد شوقى أعظم من قرض الشعر منذ قال العرب شعرا لكنى لا اعترف للشعر بإمارة ولا أمير.
وتلقى أحمد شوقي عددا من الهدايا الثمينة كان أكثرها قيمة وشهرة هدية من البحرين؛ شارك حكام وأمراء ووجهاء وأدباء البحرين في جمع ثمنها، وهي عبارة عن نخلة صنعت من الذهب الخالص بارتفاع 33 سم، تتدلى منها أربعة عقود مزينة باللؤلؤ البحرينى، تم تثبيتها على قاعدة مثمنة الشكل صنعت من حجر الكهرمان الأصفر، وغطيت بقبة من الزجاج، قدر ثمن الذهب فيها بمائة وخمسين جنيهًا، علق عليها شوقى قائلا: "قلدتني الملوك من لؤلؤ البحرين.. آلاءها ومن مرجانه / نخلةٌ لا تزال في الشرق معنى.. من بداواته ومن عمرانه".
تكريم الاتحاد النسائى
كما تلقى شوقي أيضا كأسا ذهبية من الاتحاد النسائي المصري، وقلما ذهبية من النادي العربي بعدن,، وعلبة فضية من النادي العربي في بومباي.

وفي نهاية هذا الاحتفال التاريخي، ألقى شوقي قصيدة شكر فيها الحضور الذين كرموه، قال في مطلعها: "مرحبا بالربيع في ريعانه.. وبأنواره وطِيب زمانه / رب جارٍ تلفتتْ مصر.. تُوليه سؤالَ الكريمِ عن جيرانه / بعثتني معزيًا بمآقي.. وطني أو مهنئًا بلسانه / كان شعري الغناءَ في فرح الشرقِ.. وكان العزاءَ في أحزانه / قد قضى الله أن يؤلِّفنا الجرح.. وأَن نلتقي على أَشجانه / كلما أَنَّ بالعراقِ جريحٌ.. لمس الشرق جنبه في عُمانه / وعلينا كما عليكم حديدٌ... تتنزى الليوثُ في قضبانه / نحن في الفكر بالديار سواء... كلنا مشفق على أوطانه".
الشوقيات أهم أعماله
من أعمال أحمد شوقى الشعرية "الشوقيات"، وهو ديوان يتكون من أربعة مجلدات، يشتمل المجلد الأول على السياسة والتاريخ والاجتماع، ويشمل الثانى متفرقات في الوصف والاجتماعيات والمناسبات.
ويشتمل المجلد الثالث على المراثي، أما الرابع فهو قصاصات من صحف ومطبوعات، ومن دواوينه أيضا: عنترة، على بك الكبير، الست هدى، البخيلة، وغيرها، أما المسرحيات فهى من أجمل ما قدم شوقى منها مسرحية "مجنون ليلى" و"عنترة " و"مصرع كليوباترا ".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
