المقاتلون الأجانب في سوريا.. تهديدات متصاعدة بتعقيد المشهد الإقليمي.. ينتمون إلى 18 جنسية عربية وأوروبية وآسيوية

عاد ملف المقاتلين الأجانب في سوريا إلى الواجهة مجددا بعد تقارير متقاطعة عن دورهم في العمليات العسكرية التي شهدتها مناطق الساحل السوري، وما تبع ذلك من اتهامات بضلوعهم في استهداف مدنيين. 

قضية المقاتلين الأجانب التي كانت دائمًا جزءًا من المشهد السوري، أثارت تساؤلات حول مصير هؤلاء المقاتلين وتأثيرهم على مستقبل البلاد، بالإضافة إلى المخاوف الإقليمية من استمرار وجود هؤلاء في المشهد السوري.

هوية المقاتلين وانتشارهم

ووفقًا لمصادر بحثية، فإن أعداد المقاتلين الأجانب في سوريا تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة آلاف، إلى جانب عائلاتهم، ينتمون إلى أكثر من 18 جنسية، من بينها دول في الشرق الأوسط، آسيا الوسطى، وأوروبا. 

ويُعتقد أن أعداد المقاتلين الأجانب بلغت ذروتها بين عامي 2015 و2017، حيث تمركزوا في المناطق الجبلية بالساحل السوري، إضافة إلى مناطق في الشمال الغربي وريف حلب.

وتنشط العديد من الفصائل التي تضم مقاتلين أجانب، أبرزها مجموعات تتمركز في إدلب وريفها، فضلا عن فصائل في مناطق أخرى مثل ريف اللاذقية. وتتميز بعض هذه الفصائل بكونها أكثر تنظيما، مثل المجموعة التي تشكلت من مقاتلين من آسيا الوسطى، والتي لعبت دورا محوريا في معارك أواخر العام الماضي.

في المقابل، هناك فصائل أخرى تتبع تنظيمات متطرفة عرفت بتنفيذ عمليات منفردة واستهداف خصومها دون الارتباط بهيكلية واضحة ضمن الصراع الدائر. 

وقد استُهدفت بعض هذه الجماعات بغارات جوية خلال السنوات الماضية، خاصة من قبل قوات التحالف الدولي، نظرًا لارتباطها بجهات تُعتبر تهديدًا أمنيًا إقليميًا.

التأثير الإقليمي والمخاوف الأمنية

ورغم التحولات السياسية والعسكرية في سوريا، لا يزال وجود المقاتلين الأجانب يثير مخاوف إقليمية، خصوصا من جانب دول الجوار التي ترى في استمرار نشاطهم تهديدًا طويل الأمد. وتعتبر إسرائيل أن هذه الفصائل تُشكل خطورة على أمنها، خاصة في ظل غياب سلطة مركزية قوية قادرة على فرض سيطرتها على كامل الأراضي السورية.

وبحسب مسؤولين عسكريين، فإن إسرائيل نفذت ضربات جوية استهدفت مواقع يُعتقد أنها تضم مقاتلين أجانب في دمشق ومناطق أخرى، وذلك بهدف منع أي تهديد محتمل. كما أشارت تقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي كثّف نشاطه الاستخباراتي لمراقبة تحركات هذه الفصائل، خصوصًا تلك القريبة من الحدود.

في المقابل، ترى مصادر سورية أن إسرائيل تستغل الفوضى الحاصلة في البلاد لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية، خصوصًا مع استمرار النزاع. وترى هذه المصادر أن استمرار الغارات الجوية يزيد من تعقيد المشهد، بدلًا من أن يسهم في تحقيق استقرار حقيقي.

المصير المجهول للمقاتلين الأجانب

مع محاولات السلطة السورية الجديدة إعادة فرض سيطرتها على البلاد، يظل ملف المقاتلين الأجانب أحد التحديات الرئيسية التي تتطلب حلولًا معقدة. فرغم تعهدات سابقة بحسم هذا الملف، إلا أن تحقيق ذلك يتطلب بنية قانونية وإدارية قوية قادرة على التعامل مع هذا الواقع.

أما على المستوى الدولي، فقد أصبحت قضية المقاتلين الأجانب مرتبطة أيضًا بمخاوف بعض الدول من عودة هؤلاء المقاتلين إلى بلدانهم الأصلية، مما قد يشكل تهديدًا أمنيًا عالميًا. وقد اتخذت بعض الدول إجراءات لمنع عودة مواطنيها الذين قاتلوا في سوريا، بينما تواصل دول أخرى مراقبة التطورات عن كثب في انتظار حلول دبلوماسية وسياسية قد تسهم في إنهاء هذه الأزمة.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن ملف المقاتلين الأجانب في سوريا سيظل حاضرًا على أجندة النقاشات الدولية، خاصة مع استمرار النزاع وغياب أي حلول شاملة تنهي وجودهم في البلاد بشكل نهائي.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.