رئيس التحرير
عصام كامل

الشيخ كامل يوسف البهتيمي.. 56 عامًا على رحيل صاحب الحنجرة الفولاذية.. معرفته بالشيخ الصيفي قادته إلى الشهرة.. وهذه حقيقة محاولة اغتياله

الشيخ كامل يوسف البهتيمي
الشيخ كامل يوسف البهتيمي
18 حجم الخط

صاحب الحنجرة الفولاذية والصوت الأبيض، أحد أعلام دولة التلاوة، جمع ما بين خصوصية الشيخ محمد رفعت وفن الشيخ مصطفى إسماعيل وخشوع الشيخ المنشاوي وقوة الشيخ محمد سلامة، وأضاف إلى ذلك خامة صوته التي قد تكون نادرة في عالم الأصوات، إنه القارئ الشيخ محمد زكي يوسف المعروف بــ "كامل يوسف البهتيمي" الذي تحل ذكرى وفاته الـ 56 اليوم.

نشأته والجمع بين أصول التلاوة والابتهالات

ولد الشيخ محمد زكي يوسف البهتيمى في 6 أبريل 1922 بعزبة إبراهيم بك التابعة لمركز بهتيم شبرا الخيمة القليوبية، وأسماه من حوله «كامل» لجمال صوته وهيئته وطباعه.

تعلم القرآن الكريم من والده ثم في كتاب البلدة، ولكنه لم يتعلمه على يد شيخ من المشايخ المشاهير، ولكنه علم نفسه تأثرا بمحبته للقرآن والمديح والأناشيد.

واشتهر بالبهتيمى نسبة إلى قريته التي نشأ فيها، جمع بين أصول الترتيل وفنون التواشيح والابتهالات الدينية، بدأ تاريخه في الساحة القرآنية ونافس كبار القراء بقدراته الصوتية، واستطاع في عام 1947 أن يعتلي مكانة مرموقة في عالم التلاوة وملأت شهرته الآفاق.

لم يكن الشيخ البهتيمي قارئًا عظيمًا وصاحب حنجرة فولاذية فحسب، ولكنه كان أيضًا مبتهلًا مُتفردًا، وقليلون جدًّا هم مَن تميزوا في التلاوة والابتهال معًا، دون أن يطغى أحدهما على الآخر.

تأثر الشيخ البهتيمى بصوت الشيخ محمد رفعت والشيخ محمد سلامة، وتتلمذ على يد شيخ عموم المقارئ المصرية فضيلة الشيخ عامر عثمان، والشيخ محمد الصيفي.

الشيخ كامل يوسف البهتيمي
الشيخ كامل يوسف البهتيمي

معرفته بالشيخ محمد الصيفي فاتحة خير له

مع بداية عام 1952م، استمع إليه الشيخ محمد الصيفي ذات مرة، وكان ذلك فاتحة خير عليه قادته لطريق الشهرة، حيث كان الشيخ الصيفي قد علم بوجود قارئ جديد ببهتيم يتمتع بحلاوة الصوت، فذهب إلى بهتيم واستمع إلى تلاوة الشيخ كامل دون علمه، فأعجب به وطلب منه أن ينزل ضيفا عليه في القاهرة، فاصطحبه ونزل ضيفًا عليه في بيته بحي العباسية فمهد له الطريق؛ ليلتقي بجمهور القاهرة وجعل بطانته له في الحفلات والسهرات وقدمه للناس على أنه اكتشافه. وبعد فترة وجيزة بدأ جمهور القاهرة يتعرف عليه فأصبح يدعى بمفرده لإحياء الحفلات والسهرات، وكان ذلك مما أسعد الشيخ محمد الصيفي.

زادت ثقته وذاع صيته في أحياء وضواحي القاهرة، وأصبح قارئا له مدرسته وأسلوبه في الأداء، واستأذن من الشيخ الصيفي أن يستقل بحياته شاكرا له حسن ضيافته وكريم صنيعه وما قدمه له من عون طوال فترة إقامته بالقاهرة، حتى استطاع أن يثبت جدارته وأهليته لقراءة القرآن وسط كوكبة من مشاهير وكبار القراء بالقاهرة.

التحاقه بالإذاعة وقارئًا بالقصر الملكي 

تأخر الشيخ البهتيمي في الالتحاق بالإذاعة كمقرئ معتمد لأنه لم يدرس بمعهد القراءات، ولكن الشيخين محمد الصيفي وعلي حزين أقنعاه بضرورة التقدم للامتحان، وأن موهبته تفوق كثيرين تعلموا بمعاهد القراءات، فقهر ذلك الكلام خوفه وفك عقدته وتقدم للامتحان ونجح بامتياز، فتعاقدت معه الإذاعة المصرية بداية نوفمبر عام 1953م، وتم تحديد مبلغ أربعة جنيهات شهريًّا مقابل التسجيلات التي يقوم بتسجيلها للإذاعة، وتم تعيينه بعد ذلك قارئًا للسورة بمسجد عمر مكرم بميدان التحرير بالقاهرة والذى ظل به حتى وفاته.

ويحكى عنه أيضا أنه كان محبوبا من قبل القصر الملكي وظل مقرئا له حتى قيام ثورة 23 يوليو، كما كان محبوبا من كل أعضاء مجلس قيادة الثورة وكان الرئيس الراحل  جمال عبد الناصر يحبه حبًّا شديدًّا ويطلبه لرئاسة الجمهورية لإحياء معظم الحفلات بمقر الرئاسة.

وكان الناس يظنون أن اقتراب الشيخ البهتيمى من الرئيس عبد الناصر بغية التقرب للسلطة أو سعيا للشهرة، لذا فبعد وفاة الشيخ كامل ومن بعده عبد الناصر  امتنعت الإذاعة المصرية عن إذاعة تسجيلات الشيخ البهتيمى وكذلك التلفزيون.

طاف العالم سفيرًا لكتاب الله وقرأ في ساحة الأقصى

زار الشيخ البهتيمى فلسطين في عام 1943 وعاش بها فترة لا تقل عن ثلاث سنوات التقى خلالها بزميله القارئ الشيخ «محمد فريد السنديوني»، وقرأ القرآن في ساحة المسجد الأقصى، وقام خلال فترة سفره بتسجيلات قرآنية نادرة في كل إذاعات الدول العربية، وفى عام 1964 سجل نصف ختمة من المصحف المرتل للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف، كما سجل القرآن الكريم مجودًا للإذاعة.

كان البهتيمى لا يتقاضى مليمًا واحدًا على تلاواته، وكان يقول إنه يذهب للمسجد ليدرب صوته على تلاوة القرآن، ويقلد الشيخين محمد سلامة ومحمد رفعت؛ ليثبت لمن يستمع إليه أنه موهبة، فنال التشجيع الكبير والاستحسان وكان ذلك مبعث الثقة في نفسه.

 

انقطاعه عن التلاوة بعد محاولة اغتياله

وعن مرضه الذى ألم به قبل رحيله، ذكر نجله د.عصام البهتيمي، في تصريحات له، أنه “في عام 1967م ذهب الشيخ كامل يوسف البهتيمي إلى مدينة بورسعيد تلبية لدعوة لإحياء ليلة من الليالي، فتلعثم لسانه أثناء القراءة وعجز عن القدرة على مواصلة القراءة، بل وعجز عن النطق، وقد شعر بأن شيئًا يقف في حلقه، فثقل لسانه فقمنا بنقله إلى الفندق الذي نزل به، وتم إسعافه سريعا ونقله إلى القاهرة، وبعد تلك الحادثة بأسبوع واحد أصيب بشلل نصفي فتم علاجه واسترد عافيته”.

وأكد د. عصام أنه قد قيل لهم فيما بعد أن ما حدث للشيخ البهتيمي ببورسعيد، كان بمثابة محاولة فاشلة لقتله، حيث وضع بعض الحاقدين له مواد سامة في فنجان قهوة كان قد تناوله قبل بدء التلاوة بالمأتم، ورغم أن الشيخ استرد عافيته إلا أن صوته لم يعد بنفس القوة التي كان عليها من ذي قبل. 

أصيب بعدها الشيخ كامل يوسف البهتيمي بنزيف في المخ رحل على إثره عن عالمنا في السادس من شهر فبراير عام 1969 عن عمر يناهز سبعة وأربعين عاما، وبعد رحيله أنشأ عشاق صوته جمعية لإحياء تراثه مقرها بحي عابدين في القاهرة، والجمعية تقتنى بعض التسجيلات النادرة بصوته وتعمل على إحياء ذكراه سنويا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية