رئيس التحرير
عصام كامل

السيدة زينب.. هل دفنت في مصر؟

هل دفنت السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما، في مصر؟! سؤال تردد كثيرا مؤخرا، بل صار ترند في أعقاب افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمقام الشريف، بعد التجديدات التي طرأت عليه.


المرجفون في المدينة، وأعوان الجماعة الإرهابية، أشاعوا أن السيدة الطاهرة المطهرة لم تأت إلى مصر على الإطلاق، وكذبوا القصة الشهيرة لمقدمها المعظم إلى الكنانة، بعد القلق الذي اعترى يزيد بن معاوية من وجودها في المدينة المنورة، ونصيحة عبد الله بن عباس لها بالخروج إلى مصر؛ لأن فيها قوما يحبون آل البيت، ويعظمونهم.. 

 

وبالفعل تم الاستقبال المهيب لموكب آل البيت، تتقدمهم السيدة العظيمة، التي أطلقوا عليها فيما بعد أم الحنان، وأم العواجز، والمشيرة، ورئيسة الديوان.


هذا الإنكار والتكذيب اشتعل فجأة حقدا وكراهية وغيظا دفينا من حب المصريين لآل البيت النبوي الشريف، وغيرة بغيضة لا تصدر إلا عن نفوس مريضة، كارهة للنبي وآل بيته وعترته الشريفة رضوان الله عليهم، وأرضاهم أجمعين.
 

هذا البغض وتلك الكراهية، ليست وليدة اليوم، بل إنها وُلدت مع كفار قريش، منذ بعثة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وجهره بالدعوة. وصدق أبو جهل حين أفصح عن سر كراهية المشركين ومحاربتهم للرسول بأنها نابعة من الحقد والغيرة، وليست التكذيب، والعياذ بالله.


ما أشبه الليلة بالبارحة.. عشية كربلاء شرذمة تلهث وراء الدنيا والمال ومتع الحياة في مواجهة الله ورسوله والسبط الكريم، سيدنا الإمام الحسين، رضي الله عنه وأرضاه، الرافض لفكرة تحويل الخلافة إلى ملك كسروي أو حُكم قيصري.. 


لماذا يتجادلون إن كانت السيدة زينب قد دفنت في قصر مسلمة بن مخلد، أم لا.. هل يغيظهم أن تحظى مصر يهذا الشرف العظيم؟! ماذا يضر المسلم إن عرف أن مقام سيدتنا زينب من مشاهد الرؤيا، أو من الأضرحة الحقيقية؟! هل ذلك الجدل الكريه في سياق إنكار الحضارة المصرية القديمة، ونسبها إلى الأفارقة، أو الآسيويين، أو ريما كائنات فضائية؟! لماذا يكنون كل تلك الكراهية لآل البيت، ولمصر والمصريين؟! 

 

محبَّةَ آل بيت النبي، صلَّى الله عليه وسلَّم، فريضة واجبةٌ على كلِّ مسلم يؤمِن بيوم الحساب؛ لِمَا لهم من مكانة عند الله، عزَّ وجلَّ، ولقُربِهم من حبيب ربِّ العالمين.. ولقد طهَّرهم الله تعالى من فوقِ سبع سموات، وأذهبَ عنهم رِجسَ الشيطان؛ فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾، فهم الطاهرون من جميع الصِّفات الشيطانيَّة، المتخلِّقون بجميع الصِّفات المحمديَّة.

 

 

وقد أمَرَنا الله، عزَّ وجلَّ، بمودَّتهم، وبمحبتهم؛ إكرامًا لنبيه سيدنا محمَّد، صلَّى الله عليه وسلَّم، فقال تعالى: ﴿قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾.. ولقد حضَّنا سيدُنا محمَّد، صلَّى الله عليه وسلَّم، على محبَّة آل بيته الطاهرين مذكِّرًا لنا بقدرهم ومقامهم في العديد من الأحاديث الشريفة؛ ليسيرَ المسلِمُ على نهجها، ويقتديَ ويتأسَّى بها ليبلغَ الدرجاتِ العُلا.

الجريدة الرسمية