رئيس التحرير
عصام كامل

لبنان جبهة جديدة للاحتلال.. قصف مستودع أغذية تابع لحزب الله.. مخاوف من توسيع إسرائيل استهدافاتها تجاه العمق اللبناني خلال هدنة غزة

الحرب الإسرائيلية
الحرب الإسرائيلية في لبنان، فيتو

 في تطور خطير لعمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي تم استهداف مستودعًا للمواد الغذائية تابعا لمؤسسة "سجاد" التي يديرها  حزب الله اللبناني، وذلك من خلال غارتين متزامنتين في محيط بعلبك اللبنانية، ليعد بذلك القصف الأول منذ اندلاع الأعمال العدائية الإقليمية في أعقاب بدء الحرب في غزة.


وجاء الهجوم على العمق اللبناني على دفعتين، الصاروخ الأول طال حاوية لتخزين المواد الغذائية بين بلدتي العلاق وحوش تل صفية على طريق بوداي في بعلبك، فيما طال الثاني منزلًا مستأجرًا.

Advertisements

 

هدنة رمضان في غزة وتأثيرها على لبنان 

وبشأن تقدم المفاوضات بين إسرائيل وحماس في شأن فرض الهدنة في غزة، قبل شهر رمضان وإقرار الفريقين بذلك بعد اجتماع باريس -2، تتجه الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية نحو الاشتعال في ضوء تطور غير مسبوق منذ أكتوبر 2023، تمثل باستهداف العمق الاستراتيجي اللبناني عبر غارة على مركز لحزب الله في منطقة حوش تل صفية قرب بعلبك،  تراوحت المعلومات بين من تحدث عن إصابة مستودعات لتخزين المواد الغذائية لمؤسسات السجاد، ومن أشار الى قصف أنظمة دفاع جوي للحزب الله ما أدى إلى سقوط قتيلين وهما عنصران في حزب الله، في حين شنت  إسرائيل 3 غارات على مشارف قرية بوداي قرب بعلبك مستهدفة قافلة شاحنات، وذلك حسبما أفادت وكالة “رويترز ” الإخبارية.


وعلى وقع التصعيد الميداني، نشر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط صورة عبر حسابه على منصة "إكس"، وأرفقها بعبارة “احذروا منتصف شهر مارس، ليثير بذلك المخاوف من أن تدفع هدنة غزة الاحتلال للانتقال باتجاه لبنان”.

 

وأوضحت مصادر سياسية أن ما تقدم عليه إسرائيل يندرج في إطار خطة لمواجهة حزب الله، وهو ما أقرت به اليوم على لسان المتحدث بإسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي قال إن “الجيش يشن غارات في عمق لبنان تستهدف أهدافًا لحزب الله”، فبعد استهداف القيادات العسكرية والأمنية والسياسية للحزب والفصائل الفلسطينية وقيادات فصائل دول محور الممانعة، انتقلت تل أبيب إلى دك البنى التحتية لتدميرها مستهدفة المنازل الموجودة في القرى الحدودية بحجة استقبالها قيادات من الحزب، إضافة إلى معامل ومخازن ومستودعات ومصانع ومزارع وبساتين الزيتون في عملية تدميرية ممنهجة تجاوزت كل  قواعد الاشتباك الى العمق اللبناني ما ينذر بإمكان خروج الجبهة عن السيطرة وتفلتها نحو حرب شاملة.

 

توسيع جبهة المواجهات بين لبنان واسرائيل 

وقالت المصادر القريبة من الوسطاء بين لبنان وإسرائيل لمنع توسيع جبهة المواجهات ونشوب حرب، أن إسرائيل رفضت مجرد التفاوض أو البحث مع أي مسؤول غربي زارها للتوسط، قبل أن يسحب الحزب مسلحيه وسلاحه مسافة 10 كيلومترات باتجاه الشمال نحو الليطاني. 

وبعدها قال مسؤول إسرائيلي للمبعوث الأمريكي اموس هوكشتاين،"نبحث في موضوع النقاط الـ13 المتنازع عليها، فإذا لم ينسحب الحزب طوعا سنضطر لإبعاده عن الحدود بالقوة على أن تتسلم قوة اليونيفيل والجيش الآمن في المنطقة الدولية"، وتتعزز المواقف الإسرائيلية والتوجهات هذه بفعل تأييد الرأي العام الإسرائيلي بنسبة كبيرة.

وتعد المواجهات المفتوحة بوتيرة متصاعدة بين الحزب والجيش الاسرائيلي لا تبشر بالخير، تضيف المصادر ربطا بالتهديدات الإسرائيلية المكثفة، وآخرها ما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي حول عدم وقف العمليات ضد الحزب في حال تم الوصول إلى هدنة في قطاع غزة، ومع استكمال حزب الله مسار استهدافاته وقد أسقط، بحسب ما أعلن  صباح اليوم، مسيرة إسرائيلية كبيرة من نوع "هارمز 450" بصاروخ أرض-جو فوق منطقة إقليم التفاح، وشوهدت تسقط بالعين المجردة، فشنت اسرائيل على إثر ذلك الغارة على العمق البقاعي.

وجاءت تلك الضربات السابقة على  بعلبك اللبنانية  في وقت يتبادل  فيه حزب الله وجيش الاحتلال  الإسرائيلي إطلاق النار على طول الحدود الجنوبية للبنان منذ بدء الصراع علي غزة في الـ7 من أكتوبر الماضي.  


أسباب استهداف بعلبك

 بشأن تلك الضربات التي استهدفت العمق اللبناني قال بعض المحللين إن عدوان جيش الاحتلال على لبنان حتى الآن، يتبع أحد أسلوبين أولهما "الاعتماد على تقصي قيادات ومقاتلي حزب الله أما بواسطة عملاء أو بمتابعة الاتصالات الهاتفية"، حيث يعتمد على معلومات الهواتف المحمولة التي سبق لأحد  وزراء الاتصالات السابقين، تسليمها للولايات المتحدة الأمريكية والتي قدمتها لأجهزة استخبارات الكيان الإسرائيلي.  


أما السبب الثاني هو تركيز القصف والاغتيالات على المناطق والبلدات الشيعية سواء في الشريط الحدودي الجنوبي مرورا بإقليم التفاح في الوسط، ووصولا إلى مدينة بعلبك شمالي سهل البقاع في عمق الأراضي اللبنانية، وذلك بهدف اللعب على الحساسيات والخلافات بين الطوائف اللبنانية، على الرغم  من أن هذه الخلافات معظم اللبنانيين يتناسون تناقضاتهم ويتحدوا لمواجهة أي اعتداء على بلدهم كما أثبتت الحروب السابقة الإسرائيلية اللبنانية.

كما يرى المحللون أن حزب الله في الرد على قصف مدينة بعلبك التزم بخطته التي بدأ فيها المعارك وهي استهداف الجنود الإسرائيليين في مناطق محتلة، حيث قصف معسكرا للصهاينة في هضبة الجولان، فيما أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري قائد قوات الطوارئ الدولية بأن قصف إسرائيل للعاصمة بيروت إذا حصل، فسوف يكون الرد عليه بقصف تل أبيب، وذلك ردا على وزير الحرب الإسرائيلي غالانت الذي قال: اليوم بعلبك وغدا بيروت ".

اقرأ أيضا: بـ40 صاروخا، لحظة استهداف حزب الله لقاعدة ميرون الجوية الإسرائيلية (فيديو)


دلالات التصعيد على جبهة لبنان

 وتأتي كل هذه التطورات الميدانية على الجبهة الإسرائيلية اللبنانية لتنبئ بوجود سباق بين الحل السياسي والمواجهة العسكرية، لكن توسيع المعارك على النحو الذي يجري منذ أسبوعين وحتى الآن يضيق من أفق الحل الدبلوماسي خاصة وأن وزراء في مجلس الحرب الإسرائيلي أعلنوا أن وقف إطلاق النار في غزة لن يعني وقف المعارك مع لبنان".


الجدير ذكره أن قيام "حزب الله" بإسقاط بصاروخ أرض جو طائرة مسيرة معادية لأول مرة منذ اندلاع المعارك، الأحد الماضي، بمثابة رسالة عسكرية إلى الحكومة الإسرائيلية، مفادها أن الحرب على لبنان ستكون مكلفة، وعلى الرغم من هذه الرسائل إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لديه دواعي عديدة تدفعه إلى التصعيد على جبهة لبنان، أبرزها "التغطية على فشله في تحقيق أي هدف في غزة ".


ويسعى لمحاولة إبعاد الحزب إلى شمال نهر الليطاني ليضمن عودة المستوطنين إلى قراهم في شمال فلسطين المحتلة، وثالثا أن يعمل على تغيير المعادلة السياسية في لبنان لجهة إنهاء أو تقليص فائض القوة للثنائي الشيعي وفتح المجال أمام دور أكبر للولايات المتحدة على الساحة اللبنانية.

جدير بالذكر أن  جماعة حزب الله اللبنانية، أعلنت اليوم الثلاثاء، أنها استهدفت قاعدة إسرائيلية للمراقبة الجوية بدفعة صاروخية كبيرة، وذلك ردا على الهجوم الإسرائيلي على منطقة بعلبك بشرق لبنان أمس الإثنين.

استهداف قاعدة ميرون الجوية

 وأوضح حزب الله أنه استهدف "قاعدة ميرون الجوية" الإسرائيلية بدفعة صاروخية كبيرة من عدة راجمات، فيما أطلق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان نحو الجليل الأعلى شمالي إسرائيل.

وأكّدت المقاومة، في بيان مقتضبٍ نشرته، أنّ هذه العملية تأتي دعمًا لقطاع غزة، وردًّا على ‏عدوان الاحتلال الإسرائيلي على محيط مدينة بعلبك في البقاع.
 

  ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية