رئيس التحرير
عصام كامل

ليلى رستم، مذيعة من زمن الكبار.. وهكذا وصفها عبد القدوس والبنداري والبيسي

المذيعة المعتزلة
المذيعة المعتزلة ليلى رستم،فيتو

ليلى رستم، مذيعة جميلة من الرعيل الأول لمذيعات التليفزيون المصرى، مذيعة ذكية رقيقة تجيد الحوار، متألقة الذهن، حاضرة البديهة، عرفت بأشهر باروكة وصاحبة ملامح تركية، تملك درجة كبيرة من الثقة والثقافة في أدائها، قدمت أنجح البرامج التليفزيونية على الهواء استضافت فيها مشاهير الأدب والصحافة والفن، رغم قصر مشوارها كانت من ألمع المذيعات وأشهرهن.

قال عنها الكاتب والاديب إحسان عبد القدوس: بإمكانك أن ترتاح لرؤية ليلى رستم أو تكرهها لكنك لا يمكن أبدا أن تمتنع عن مشاهدة برامجها، وكتب عنها جليل البندارى فى أحد مقالاته يقول: جمالها لاذع كعسل النحل، ولسانها لاذع كقرصة النحلة، وقالت عنها الكاتبة سناء البيسى: لكى أقابلها يجب أن أرتدى كل ذكائى، وأستحضر كافة بديهتى، وأتنمر للدفاع عن نفسى، وأضع على جسمى أشيك فستان عندى، وأستند على لغتى الأجنبية، ولا أحاول أن أقول نكتةه فى غير موضعها.

Advertisements

دراسة الصحافة بالجامعة الأمريكية 

ولدت المذيعة ليلى رستم  في مثل هذا اليوم 11 فبراير عام 1937 بالقاهرة لكنها عاشت ونشأت بالإسكندرية، والدها المهندس عبد الحميد رستم الشقيق الأصغر للفنان الراحل زكي رستم، درست بمدرسة الراهبات ومنها الى الدراسة بقسم الصحافة في الجامعة الأمريكية، ثم الماجستير في الصحافة من جامعة نورث وستون بالولايات المتحدة. 

ليلى رستم وسط صديقاتها بالجامعة الامريكية منهم نوال المحلاوى سكرتيرة هيكل بالاهرام 

ومنذ طفولتها اعتادت ليلى رستم، أن تكون الأولى بلا منازع، وأن تكون لها القيادة والسيطرة على مقاليد الأمور بين أقرانها، فهى الزعيمة حتى لو استدعى الأمر الدخول فى معارك، كانت بدايتها مع الإذاعة مذيعة ربط بالبرنامج الأوروبي وبعد عام انتقلت ليلى رستم عام 1960 الى التليفزيون عند افتتاحه لتصبح من الجيل الأول من المذيعات بالتليفزيون المصرى  مع سلوى حجازى وأمانى ناشد وتماضر توفيق، واستمرت سبع سنوات قارئة للنشرة الفرنسية.

صحفية روضة جامعة 


وتحكى ليلى رستم عن بداياتها وتقول:عندما التحقت بالدراسة بقسم الصحافة فى الجامعة الأمريكية، انتقدت فى اليوم الأول مجلة الجامعة التى كان بها الكثير من العيوب، فصارت معركة بينى وبين القائمين عليها، الذين أطلقوا على لقب "صحفية روضة جامعة"، فلم أهتم وواصلت التعبير عن رأيى، حتى صرت رئيس تحرير تلك المجلة، بعدها سافرت لمدة عام فى بعثة إلى جامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة، وقد حصلت على الماجستير.

المذيعة المعتزلة ليلى رستم 


استطاعت ليلى رستم تقديم مجموعة برامج تليفزيونية متنوعة تزخر بها مكتبة التليفزيون تدل على اجتهادها وتفوقها على مذيعات جيلها، فقدمت ثلاثة برامج دفعة واحدة في البداية هي: الغرفة المضيئة  ، نجمك المفضل، عشرين سؤال، وقد كان أحد أهم برامج التليفزيون المصرى، وكان يعتمد على اختيار موضوع يتم سؤال الجمهور فى معلومات حوله، مع وجود عدد من المحكمين، يمنحون الجمهور الدرجات، حول مدى صحة المعلومات التى يجيبون عنها،  وفى نفس الوقت كانت تقدم أربع نشرات أسبوعيا باللغة الفرنسية، وتقدم حلقتين أسبوعيا من برنامج نافذة على العالم.

نجمك المفضل أشهر البرامج الحوارية 

من برامج ليلى رستم " نجمك المفضل " الذى كان يعده الكاتب الصحفى مفيد فوزى وهو برنامج حوارى استضافت فيه أكثر من 150 شخصية من مشاهير الأدباء والكُتاب والصحفيين والفنانين منهم الدكتور طه حسين، عبد الحليم حافظ، فريد الأطرش، توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، فاتن حمامة،يوسف وهبى، بديعة مصابنى، فاطمة رشدى ويوسف السباعى وغيرهم..

أحمد رمزى فى حواره مع ليلى رستم خلال برنامج نجمك المفضل 

من أشهر حلقات برنامج نجمك المفضل التي اثارت جدلا وكان لها رد فعل عند الجمهور والنقاد كانت مع الفنان احمد رمزى الذى كان دونجوان السينما في ذلك الوقت عام 1965، وجهت اليه ليلى رستم في الحلقة سؤالا عن سر فتح أزرار قميصه دائما، خاصة بعد أصبحت موضة اقتدى بها الشباب في الشارع المصرى، رد رمزى لأنه يرتدى سلسلة بها خرزة زرقاء أهدتها له زوجته عطية الدرماللى لأنها تخاف عليه بشدة من الحسد، ردت ليلى رستم وقالت " ياختى عليه". 
وقيل يومها إن زوجها قام بتطليقها بسبب هذه الكلمة بسبب غيرته، إلا أن ابنتها إيمان نفت ذلك فى أحد حواراتها لأن الطلاق تم بعد هذه الواقعة بخمس سنوات.

تعشق العقاد كعبقرى ومفكر 

وتتذكر ليلى رستم بعض من حاورتهم فتقول: أبهرنى طه حسين الذى أعتقد أنه لم يقل الكثير مما كان يفكر فيه، فما قاله أقل بكثير مما كان يدور فى داخله. وأحترم الأديب عباس العقاد كعبقرى، وأعشقه كمفكر، ولكننى لا أتقبل نظرته للمرأة، أما نجيب محفوظ فأرى أنه نجح فى فهم طبيعة الشخصية المصرية وتحليلها نفسيا بأسلوب عالمى.

بعد النكسة عام 1967 هاجرت ليلى رستم الى بيروت مع زوجها رجل الاعمال حاتم الكردى بسبب عمله هناك وتركت العمل بالتليفزيون المصرى، حيث قدمت خلال فترة تواجدها ببيروت العديد من البرامج التي أكدت نجوميتها وشهرتها منها برامج: سهرة مع الماضى، محاكمات أدبية، بين الحقيقة والخيال، 

مراسلة الحوادث اللبنانية 

الى جانب البرامج اتجهت ليلى رستم الى الكتابة الصحفية، وكانت تكتب في صحيفة الهيرالد تريبيون واستمرت في كتابتها أكثر من عشرين عاما، كما كانت تعمل مراسلة لمجلة الحوادث اللبنانية في تغطية أحداث الحرب الأهلية اللبنانية  لتعود بعدها الى مصر مذيعة بالتليفزيون المصرى حيث قدمت برنامج " قمم " الشبيه ببرنامج نجمك المفضل استضافت فيه رموز المجتمع المصرى ونجومه من بينهم نجيب محفوظ والدكتور مصطفى محمود ويوسف وهبى، وبسبب تدخل رقابة التليفزيون في الحوارات بالحذف قررت ليلى رستم اعتزال العمل الاعلامى نهائيا، مبررة اعتزالها بقولها " لم يعد التليفزيون كما كان 

المذيعة ليلى رستم 

وعند إعلان ليلى رستم قرار اعتزال العمل الاعلامى أول مرة عام 1967 كتب الصحفى مفيد فوزى مقالا في مجلة صباح الخير يقول فيه: ستختفى من الصحف والمجلات أخبار السيدة النحيلة الجميلة الأنيقة صاحبة أشهر باروكة، ستختفى من أحاديث البيوت وسهراتها ليلى عبد الحميد رستم، أن لغز ليلى رستم الحقيقى هو ثقتها بنفسها، هذه السيدة الشجاعة التي أسيء فهمها من النقاد وقالوا إنها خوجاية في الجهاز الإعلامي، لها نظرة خاصة في ضيوف برنامجها،انها تساعد الضعيف، وتظهر قوتها على المدعى الذي يحاول فرد عضلاته، وتحترم بشدة من تشعر في أعماقها إنها تحترمه، إنى أعتبر كلمات ليلى المأثورة وبعض حركاتها وثلث قفشاتها من المشهيات التي يجب أن تتوافر في البرنامج التليفزيونى، أو الفلفل على حد تعبير الرسام جورج البهجورى.

شييء يستحق الفرجة 

لقد استطاعت ليلى رستم بذكاء أن تكون في البرامج التي تقدمها شيئا يستحق الفرجة، قال لها عبد الوهاب يوما أثناء دعوته إلى أحد البرامج التي كنت أعدها وتقدمها ليلى (أنا أحب القفش والتنكيت بس بشياكة ورقة وجمال ).

أنوثة وثقة بالنفس 

ومع النجاح والتميز والشهرة اتهمت ليلى رستم بالغرور والتعالى على الجمهور وعلى جمهور برنامجها وكتبت الصحف الفنية تنتقدها، وكانت دائمة الرد على الاتهام بالنفي مؤكدة أن ما لديها ثقة بالنفس، ورغبة فى منع الآخرين من التدخل فى شؤونها، إلا أن بعض المقربين منها أكدوا أنه كان لدى ليلى إحساس زائد بالتميز، كان  ذلك وراء الاتهام بالغرور، تؤكده رغبتها الملحة فى الاستقلال بذاتها ن فهى تقول عن نفسها: أهم ما يميزنى فرديتى، لا أسمح لأحد بالتفكير لى، أو التدخل فى آرائى، أو حكمى على الأمور، ولذا يزداد اعجابي بالمرأة التى تتغلب على أنوثتها وتعتمد على ذكائها وإمكانياتها المعنوية.
 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.

الجريدة الرسمية