رئيس التحرير
عصام كامل

جعلونى مجرمًا.. تسبب فى إلغاء السابقة الأولى من الفيش والتشبيه.. وسر رفض زكي رستم المشاركة فيه.. ولماذا امتنع أديب نوبل عن الحصول على أجره؟

فريد شوقى وهدى سلطان،
فريد شوقى وهدى سلطان، فيتو

جعلونى مجرما، الفن الحقيقي هو الذي يتبنى رسالة، يقود إلى هدف نبيل، يحرك المياه الراكدة، يغير وضعًا يستعصى على التغيير، وفيلم “جعلوني مجرمًا” ينتمي إلى هذا الفن، لما كان له من رد فعل رائع على المستوى الاجتماعي.

اقرأ أيضا: 

مشهد عنيف فى فيلم جعلونى مجرما كان سببا فى عمل آمال فريد بالسينما

 “جعلوني مجرمًا” فيلم درامي مصري عرض في مثل هذا اليوم 18 أكتوبر 1954 يعالج قضية اجتماعية كانت مزمنة وهى قضية السابقة الأولى في السجون التي تعرقل حياة السجين مدى الحياة حتى أنه يتحول إلى مجرم حقيقى.


كتب الأغاني التي قدمتها هدى سلطان في الفيلم فتحى قورة ومحمد على أحمد، والتلحين لرياض السنباطى وأحمد فوزى ومحمد الموجى.

 

اقرأ أيضا: 

إصدار قانون بحذف السابقة الأولى من الصحيفة الجنائية

 اختار النقاد فيلم جعلونى مجرما ضمن أفضل مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء السينمائيين، واستلهمه الفنان فريد شوقى من قصة حقيقية وواقعية ووضع خطوطها مع المنتج رمسيس نجيب، وهى عن طفل تم إيداعه إصلاحية أحداث القناطر الخيرية، لفت انتباه فريد شوقى إلى قصته، وشارك كل من الأديب نجيب محفوظ والمخرج عاطف سالم والمؤلف السيد بدير في كتابة السيناريو، ومن إخراج عاطف سالم.

اقرأ أيضا: 

نجيب محفوظ يرفض تقاضي أجر على سيناريو «جعلونى مجرمًا»

Advertisements

قصة فيلم جعلونى مجرما 
فيلم جعلونى مجرما يحكى قصة عم يتخلى عن رعاية ابن أخيه بعد وفاة والده، بل أنه يستولى على ميراثه من أبيه، ويرمى ابن أخيه في الطريق لتتلقفه عصابات النشل، ويقبض عليه ويلحق بإصلاحية الأحداث، وهو طفلا، وبعد خروجه منها يحاول إيجاد عمل شريف ويفشل في ذلك بسبب تهمته كخريج إصلاحية وصاحب سوابق، فيقرر الانتقام من كل من ظلمه، وأولهم عمه.

فريد شوقى مع يحيى شاهين حين استمع إلى الأذان فى جعلونى مجرما 

 

ويحاول شيخ الجامع هدايته لكنه يصر على الانتقام بعد أن طمع عمه في خطيبته المطربة، فيتهم في قضية قتل ويدخل السجن ويطارده المجتمع ويحاول عمه التخلص منه بتلفيق قضية ضده لكن البطل يقتل عمه في النهاية وتتوالى الأحداث.

فريد شوقى مع هدى سلطان 

 

 قام ببطولة فيلم "جعلونى مجرما" فريد شوقى وهدى سلطان ويحيى شاهين ونجمة إبراهيم ورشدى أباظة ومحمد رضا وسراج منير، ويروى الفنان فريد شوقى عن موقف تعرض له بصفته منتج الفيلم أنه حين تم ترشيح  زكى رستم وبعد اختياره للدور اشترط زكى رستم أن يكون أجره عن الفيلم 800 جنيه لا ينقصوا مليما واحدا، وكان هذا المبلغ كبيرا لكن لم يجد فريد شوقى هو ورمسيس نجيب أنسب منه للدور فرضخ لطلبه، وعند توقيع العقد قال رمسيس نجيب لزكى رستم: بكرة الصبح تكون موجود علشان حانصور، لم يعجب زكى رستم الأسلوب فقام بتمزيق العقد وقال: أنا فنان مش مركون على الرف أنا لازم استعد واتقمص الدور وأدرسه مش تقولى الصبح من بدرى تكون موجود علشان التصوير، وغضب وانسحب من الفيلم. 

 

اختيار سراج منير بدلا من زكى رستم 

 ولم يعدم فريد شوقى الاختيار لكنه فورا اتصل بالفنان سراج منير وقال له بكرة تلبس بدلة كحلى وتجيلى، فرد عليه: تحت أمرك جاهز ياحبوب.. فكان دور العم فى فيلم جعلونى مجرما من نصيب سراج منير مقابل 400 جنيه. 

 

نجيب محفوظ يتنازل عن أجره 

 بعد نجاح الفيلم جماهيريا قرر المنتج فريد شوقى منح مبلغ 100 جنيه للأديب نجيب محفوظ أجرا مقابل اشتراكه لأول مرة في كتابة السيناريو إلا أنه رفض تقاضيها قائلا: يكفى أنى تعلمت كتابة السيناريو في هذا الفيلم من السيد بدير والمفروض أن أدفع ثمن ذلك.

فريد شوقى ورشدى أباظة فى جعلونى مجرما 

 

وعند عرض هذا الفيلم لفت النظر إلى الطريقة الإنسانية التي قدم بها فريد شوقى دور المظلوم وكانت النتيجة أن أصدرت الدولة ممثلة في وزارة الداخلية قانون جديد في مصر هو الأول من نوعه ينص على الإعفاء من السابقة الأولى وحذفها من الصحيفة الجنائية حتى يمكن للسجين أن يبدأ حياة جديدة بدون سوابق في حال استقامته،  أيضا لفت الأنظار الفيلم إلى معاناة أطفال الشوارع هذه الفئة التي كانت منسية فى المجتمع.


 عن ذكريات فريد شوقى عن فيلم جعلونى مجرما قال: أفلام كثيرة مثلتها اعتز بها لكن لا يمكن نسيان فيلم "جعلونى مجرما" لأنه علامة من علامات السينما المصرية وبصمة من بصماتها، هذا الفيلم بالذات من الأفلام التى أعتز بها جدا فأنا البطل والمنتج في نفس الوقت، وأحسن لقطة في الفيلم التي أثرت فى نفسى لحظة رفع يدى على صديقى شيخ الجامع ـ يحيى شاهين ـ لينطلق الأذان فأنهار وأبكى.


 وأضاف: جاءت قصة فيلم جعلونى مجرما بالصدفة حين كنت في زيارة لأخى في مقر عمله حيث كان ضابط بوليس بنجمة واحدة وكان مشرفا على إصلاحية الأولاد المشردين  بالقناطر الخيرية، وفى الإصلاحية سمعت قصصا كثيرة للأولاد الموجودين اعجبتنى منها قصة ولد منهم فخرجت وأبلغت السيد بدير بفكرة القصة، ولأول مرة فكرت استعين بالأستاذ الكبير نجيب محفوظ، ذهبت إليه عرضت عليه الفكرة وقلت له: نفسى تضبطلى السيناريو والشخصيات، فوافق مقابل 100 جنيه أتعاب واتفقنا وقرأنا الفاتحة.  

نجمة ابراهيم وفريد شوقى فى جعلونى مجرما 

 وبعد عرض الفيلم والنجاح الذى حققه يقول فريد شوقى: وضعت الـ 100 جنيه في ظرف وذهبت مع رمسيس نجيب إلى نجيب محفوظ فرفض  يأخد الـ 100 جنيه وقال: أنا اللى لازم ادفع لأنى اتعلمت يعنى أيه سيناريو من السيد بدير، هوه ده أديبنا الكبير نجيب محفوظ.

 

نجمة إبراهيم: فريد شوقى كان بيخاف منى 

عن الفيلم تقول الفنانة نجمة إبراهيم: اختارنى فريد شوقى لكن اختار لى كاتب القصة السيد بدير اسم " دواهى" لأنى كنت أقوم بدور مجرمة زعيمة عصابة نشل تخطف الأطفال وتعلمهم النشل، وكان ينادينى انت داهية، أما فريد شوقى فكان بيخاف منى.

 

صحيفة سوابق حسن فايق 

فيلم جعلونى مجرما ليس هو الفيلم الوحيد الذي ناقش قضية السابقة الأولى في صحيفة السوابق لكنه هو الفيلم الأول الذي عالج القضية لكن تبعه الفيلم العربى "صحيفة سوابق " أوائل عام 1956، الذى كتب له السيناريو والحوار محمد مصطفى سامى وأدار الإنتاج  الفنان حسن فايق ولم يمثل فيه، وأخرجه إبراهيم عمارة وقام ببطولته محمود المليجى، كمال الشناوى، صباح، رفيعة الشال، سراج منير ، حيث كان كمال الشناوى عضوا في عصابة لتزييف الأموال ثم استقام وتزوج لكن طاردته صحيفة سوابقه أي الفيش والتشبيه.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
 

الجريدة الرسمية