رئيس التحرير
عصام كامل

خطة ابتزاز قناة السويس بهجمات البحر الأحمر.. محمد أسبتية: التلويح بتحويل خطوط السير يكبد شركات الملاحة خسائر ضخمة فى ظل ارتفاع تكاليف التشغيل

خطة ابتزاز قناة السويس،فيتو
خطة ابتزاز قناة السويس،فيتو

لا تسلم مصر من المخططات والألاعيب الخارجية، هذا قدرها التاريخى فى منطقة تعج بالمشكلات والفتن والأزمات، لهذا دخلت قناة السويس سريعا على خط الصراع المشتعل فى البحر الأحمر، الذى يفجره الحوثيون بداعى الضغط على إسرائيل لإيقاف حرب غزة.

وتعتبر قناة السويس أحد أهم الممرات المائية فى العالم، إذ تربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وتعبر منها سنويًا ملايين الأطنان من البضائع، ونظرًا لأهميتها الاقتصادية الكبيرة، فقد كانت دائمًا محل اهتمام وصراع بين الدول الكبرى، لهذا ظهرت فى الآونة الأخيرة اتهامات لخطوط الملاحة العالمية بمحاولة عرقلة حركة الملاحة بقناة السويس، من أجل إجبارها على تخفيض رسوم العبور.

Advertisements

وتستند هذه الاتهامات إلى عدة مؤشرات، إذ منذ أن قامت مصر بتأميم قناة السويس، ولم تتوقف شركات الملاحة عن وضع الخطط لتحقيق أكبر استفادة ممكنة من القناة، تارة لوضعها فى موقف الحرج، وتارة أخرى لإجبارها على تخفيض رسوم العبور، أو على تقديم بعض الخدمات مجانا.

وكانت أول مؤامرة تعرضت لها قناة السويس من قبل شركات الملاحة العالمية، عندما أُمِّمَت القناة فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث قامت شركات ملاحة بإغراء مرشدى القناة بترك أعمالهم بتوفير أعمال بمقابل مغرى، وبالفعل ترك عدد كبير من المرشدين العمل، وبعدها قامت الخطوط الملاحية بإرسال أكبر عدد من السفن فى هذه اللحظة للعبور من القناة.

وكان الهدف من هذا المخطط فرض وصاية تشغيل عالمية على القناة لتعود إلى قبضة خطوط الملاحة العالمية وتحت إمرتهم، ولكن قناة السويس نجحت فى تشغيل المجرى ومرت السفن بشكل أفضل من السابق، وهنا انتهت المؤامرة الأولى على القناة من قبل خطوط الملاحية فى عهد الرئيس عبد الناصر.

وتمر السنوات، وتأتي مؤامرة جديدة وهى لعبة قراصنة الصومال، والتى كانت تمولها بعض خطوط الملاحة لإجبار القناة على تخفيض الرسوم الخاصة بالعبور.

بدأت هذه اللعبة فى 2006، وتزامنت مع الأزمة الماليزية العالمية، والتى سميت بأزمة “الرهن العقاري”، والتى تسببت فى انهيار بعض المصارف العالمية، وتراجع تجارة العالم فى هذا التوقيت، وانتهت الأزمة بالفعل بقيام قناة السويس بتخفيض رسوم العبور، لسنوات طويلة.

مصادر فى قطاع النقل كشفت لـ “فيتو” أن الفترة الأخيرة بدأت تظهر ملامح لعبة جديدة أبطالها الظاهرون جماعات الحوثيين، ولكن المستفيد الرئيسى هو نوادى الحماية الدولية، والتى تفرض رسوم تأمين على البضائع وخطوط الملاحة التى تستفيد من إرباك الأجواء، للحصول على تخفيضات رسوم فى العبور من القناة.

وفى الفترة الأخيرة ارتفعت أسعار النفط، الأمر الذى يجعل العبور من رأس الرجاء الصالح أمر فى غاية الخطورة اقتصاديا، وقد يسبب خسائر بالجملة لخطوط الملاحة ما يدفع قناة السويس لتحقيق بعض الأرباح من زيادة الرسوم قبل بداية العام الجديد؛ ومن ثم لا بد أن تتحرك خطوط الملاحة العالمية للضغط على قناة السويس بدعوى وجود مخاطر تهدد حركة الملاحة من القناة، فى محاولة لإجبار القناة على تخفيض الرسوم.

لكن مصدرا رسميا فى هيئة قناة السويس قال لـ«فيتو» إنه حتى الآن لم تعلن قناة السويس أي تخفيض على الرسوم، إذ تملك أجهزة دراسات على أعلى مستوى تستطيع تقدير الموقف وكشف حقيقة ما يدور من قبل خطوط الملاحة العالمية.

وشدد المصدر على أنه وبالرغم من دعاوى الخطوط، إلا أن معظم السفن تمر من القناة بشكل طبيعى دون أي مشكلات، كما أن المتابع للهجمات التى تعرضت لها بعض السفن يجد أن سفينة واحدة تابعة لإسرائيل التى تعرضت للهجوم الأهلى والثانية كانت سفينة عادية، ولم يكن التعرض لها بشكل يهدد سلامتها؛ مما يشكك فى نوايا الهجوم عليها نفسه.

على صعيد آخر، قال المصدر إنه من المتوقع أن تثبت القناة بعض الرسوم والعمل على دراسة موقف الرسوم الحالية والمستقبلية بما يتناسب مع رؤية قناة السويس وخطط الملاحة.

من ناحيته، يقول الربان محمد أسبتية الخبير فى النقل البحرى، إن قناة السويس أهم ممر مائى فى العالم، ولا يمكن الاستغناء عنها فى ظل الظروف الاقتصادية العالمية وارتفاع تكاليف العبور من أي طريق آخر.

وشدد أسبتية على أهمية عدم الانصياع وراء دعاوى تخفيض الرسوم خاصة أن الخطوط الملاحية لن تتمكن من تحويل خطوط سيرها؛ لأن ذلك قد يسبب خسائر كبيرة لها فى ظل ارتفاع تكاليف التشغيل.

وأوضح أن بعض خطوط الملاحة قد تتجه إلى إيقاف الشحن مؤقتا للضغط على أصحاب البضائع؛ ومن ثم زيادة تكلفة النقل على أصحاب البضائع وزيادة تكاليف التأمين؛ وهنا تكون خطوط الملاحة حققت مكسبين، الأول زيادة تكاليف النقل على أصحاب البضائع، والثانى الحصول على تخفيض من القناة.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية