رئيس التحرير
عصام كامل

شيخوخة مصطفى الفقي!

سأله المذيع الكويتي -الذي ترك تاريخ بلاده المجيد ليتخصص في حلقات عن تاريخ مصر! وياليته يفعل ذلك علميًا أو مع متخصصين.. إنما مع بعض المشبوهين والإرهابيين كما جرى مع أحد أعضاء الجماعة الإرهابية السابقين- هل صحيح أن أمريكا هي من صنعت ثورة يوليو؟ 

 

قال ما معناه إن أمريكا استفادت من الثورة ضد بريطانيا وفرنسا لتحل محلهما.. لكنه ترك الباب مواربًا ليفسح المجال للمذيع ليوظف الإجابة كما يريد.. فتكون النتيجة هي المعادلة الخبيثة التالية: "كلامي موجود ولم أقل ما جاء في عنوان الفيديو"!

Advertisements

 
هذه الطريقة مربحة للبرنامج الذي يستضيفه.. فهذه العناوين تجذب المشاهدين وتتحول مشاهداتهم إلي أموال. ولكن عنوان كاذب مثل: "مصطفي الفقي يؤكد أمريكا صنعت ثورة يوليو" سيتوظفه جماعة الإخوان الإرهابية أسوأ توظيف!

 
سأله المذيع ببرنامجه الفاشل عن أم كلثوم فكانت الإجابة بإيحاءات مهينة لسيدة الغناء العربي نخجل من وصفها ولا وصف ضحكته الخبيثة في ختام الجزء الخاص بكوكب الشرق!

  
قال للمذيع: الرئيس جمال عبد الناصر كان يرتاح بعد نكسة يونيو في منزل الرئيس السادات.. نائبه في ذلك الوقت. وكانت السيدة حيهان السادات تقدم له الجبنة القريش البيضاء التي يفضلها.. ولا يخلو الأمر من المشروبات.. فسأله المذيع: أي مشروبات؟ فيرد: "متحبكهاش بقي"! ثم يكمل: معظم رؤساء العالم يشربون!


وهكذا يكرر الفقي طريقته.. قال ولم يقل! ومن جديد يكرر المذيع شره.. وتكون العناوين أن عبد الناصر كان يشرب في بيت السادات! لنكون أمام مشهد مريع.. رئيس  في الحكم يشرب مع نائبه وبحضور زوجته! فماذا سيتخيل العالم؟! كيف ستوظف الجماعة الإرهابية الموقف؟! ماذا سيقول شباب مصر عن حكامه وقدوته؟!

 
مذيع الفشل لم يخطر علي باله مرة واحدة -مرة واحدة فقط- أن يسأله عن أدلته ولا وثائقه ولا هل كان حاضرًا في أي من ذلك أو حكي له من حضر! وفي الحالة الحيرة سيكون من حكي له عبد الناصر نفسه أو السادات نفسه أو جيهان السادات نفسها! 

 

وفي مثال ثورة يوليو لم يخطر علي بال المذيع وضيفه.. أو الفقي ومذيعه أن الثورة عمرها تجاوز السبعين عامًا وهو ما يعادل مرة ونصف الزمن الأقصى المتاح للإفراج عن الوثائق الأمريكية شديدة السرية! وهو ما لم يحدث.. وهو ما ينفي الكذبة تلقائيا!
الآن نتساءل: هل هذا أسلوب رجل دولة ؟! هل هذا أسلوب دبلوماسي سابق؟! 

 


الأسباب وراء هذا السقوط خليط من شيخوخة حل موعدها منذ سنوات ولهث خلف مال القنوات الذي هو بالعملة الأجنبية.. والمؤسف أنه يتم عبر أكاذيب مخجلة لصاحبها.. فلا لوم علي المذيع الخائب.. إنما علي من شوه ويشوه رموز وطنه.. زعماء وفنانين.. 

اللوم على من يمنح أعداء شعبنا فرصا للتربص والإنتقام من تاريخنا كله وممن صنعوه! ومن زعيم أشتهر بالتزامه الشخصي لا يشرب ولا يعرف ولم يعرف غير زوجته؟! علي من يفكك الكتلة الوطنية الموحدة ضد العدوان علي غزة وفي الإنتخابات المصرية!
هذه الشيخوخة تحتاج إلي حل..من أسرة المذكور علي الأقل!

الجريدة الرسمية