رئيس التحرير
عصام كامل

بين أسامة الغزالي حرب وإبراهيم عيسى!

 في ليلة واحدة وفي توقيت متقارب مساء الاثنين الماضي.. حيث حل الأول ضيفًا على الإعلامية المحترمة البارزة قصواء الخلالي على قناة الـ cbc، وحل الثاني ضيفًا على نفسه في قناته القاهرة والناس، في المكلمة شبه اليومية التي ينصبها على شاشتها!


كلاهما تناول الأحداث في غزة.. الأول ناقشت معه قصواء الخلالي مقاله بالأهرام الذي فجر فيه مفاجأة كبيرة.. سارة في كل الأحوال باعتذاره عن تأييده للسلام مع العدو الإسرائيلي، وعن التطبيع معه، بينما الثاني يهاجم الجميع حماس على بعض الدول على بعض القادة عدا العدو نفسه!

Advertisements


الأول يقدر الظرف الذي يتحدث فيه فيقول إن الرئيس جمال عبد الناصر أفنى عمره في الاستعداد لإزالة أثار العدوان وخوض حرب الاستنزاف التي جاءت بعدها حرب أكتوبر التي وصفها بأنها كانت نصرًا عسكريًا كبيرًا ورائعًا للجيش المصري، والثاني ينهال -في مكلمته- علي جمال عبد الناصر بكل ما يمتلك من قوة! 

 

فهو الذي خسر في 1967 وهو الذي أضاع الأرض وهو المهزوم، ثم يكرر ما اعتبره خطأ عند الكثيرين بصناعة مقارنات بين رؤساء مصر، وراح يقارن ناصر بالسادات وأن الثاني هو المنتصر!  دون طبعا أن يقول لنا أننا اليوم -كل العرب بلا استثناء- نراجع موقفنا من السلام أم من الحرب؟!

 

وما سر حديثه عن عبد الناصر في كل حلقة من حلقاته؟! وإذا كان ناصر رمزًا للعداء للعدو فما سر الإصرار علي الهجوم عليه الآن، والآن تحديدًا ويوميًا وفي هذا التوقيت ولمصلحة من؟!


الأول يبكي أمام قصواء الخلالي وعلى الهواء مباشرة من مشاهد استشهاد الأطفال في غزة، وتنطلق دموعه على أرضية ستوديو البرنامج في سلوك تلقائي لإنسان حقيقي رقيق -عائد من غياهب أوهام السلام مع العدو الأول والحقيقي لبلدنا ولشعبنا ولأمتنا وللبشرية كلها- بينما الثاني يكاد يهدم الاستوديو فوق رأسه ورؤوس العاملين معه من انفعاله ضد جمال عبد الناصر!

 
الأول يهاجم حماس ثم يعود إلى مساره متذكرا التوقيت، وأنه لا يصح الهجوم عليها الآن بينما الثاني يكاد يخرج من الشاشة من قوة الانفعال الذي يسمى في أحيان كثيرة بتوصيفات أخرى!
 

كلاهما يحتاج إلى مقال مستقل.. لنتحدث عن القدرة على الاعتراف بالخطأ عند الأول، والتراجع عنه علنًا دون مكسب في الموقفين.. والثاني يستحق مقالًا خاصًا للحديث عن القدرة على الاستمرار في الخطأ أو في القدرة على التراجع عن المواقف العامة علنًا لكن بمكاسب في الحالتين!

 


فرق كبير بين حوار شيق وراق ومحترم وعقلية كبيرة مشغولة علي الدوام بقضايا أمتها حتى لو اختلفت معه.. وبين استعراض في كمال الأجسام مع أنيميا حادة في العقل والمنطق والإحساس بالمسئولية الوطنية والإخلاقية!

الجريدة الرسمية