رئيس التحرير
عصام كامل

أمية تلاميذ مصر.. كارثة جديدة على مكتب وزير التعليم.. «فيتو» تنشر التفاصيل الكاملة لدراسة رسمية تؤكد عدم إجادة 30% من التلاميذ أبجديات القراءة والكتابة

 أمية تلاميذ،فيتو
أمية تلاميذ،فيتو

القراءة والكتابة تحدد مصير أمة فى الوعى والتقدم والارتقاء بظروف الحياة، ومن غيرهما يصبح الأمل فى التقدم من خلال التعليم سرابًا ومهمة قاتلة. لهذا تعيش وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أزمة صعبة، وتتمثل فى اكتشاف ضعف القراءة والكتابة لدى عدد كبير من الطلاب بالمدارس خاصة طلاب المرحلة الابتدائية، مما يفجر الكثير من المشكلات لاحقا والتأثير سلبا على مستقبلهم.

تعد مشكلة ضعف القراءة الكتابة من أخطر المشكلات التى تواجه التربية والتعليم فى الوقت الحالى، إذ تعد القراءة والكتابة مهارتين أساسيتين فى التعليم، والتى تسعى المناهج التعليمية إلى تكوينها لدى الأطفال فى الصفوف الدراسية الأولى، بما يمكنهم من استكمال تعليمهم فى الصفوف الأعلى.

Advertisements

ولكن وفقًا لدراسة قومية أعدها المركز القومى للامتحانات والتقويم التربوى، والتى جاءت نتائجها أن 30% من الأطفال فى مصر دون المستوى فى القراءة والكتابة.

كما عقدت الدراسة مقارنة بين مستويات التلاميذ فى اللغة العربية والرياضيات وجاء تقييم خط الأساس لعام 2021 بالنسبة للطلاب أقل من مستوى الصف 30.2% وللمبتدئ 47.3% وللكفء 19% وللمتقدم 3.5%، بينما جاء التقييم الأساسى لعام 2023 للطلاب أقل من مستوى الصف 30.2% وللمبتدئ 45.3% وللكفء 20.3% وللمتقدم 4.2%.

أما بالنسبة لمادة الرياضيات فقد أوضحت الدراسة أن خط الأساس لعام 2021 بالنسبة للطلاب أقل من مستوى الصف 18.2% وللمبتدئ 48.9% وللكفء 29.2% وللمتقدم 3.7%، بينما جاء التقييم الأساسى لعام 2023 للطلاب أقل من مستوى الصف 17% وللمبتدئ 50.7% وللكفء 28% وللمتقدم 4.3%.

ووفقًا للإحصائية، فإن مستويات الأداء فى اللغة العربية بالنسبة للمحافظات أقل من مستوى الصف فى محافظة قنا كأكثر المحافظات التى بها طلاب أقل مستوى الصف 49.3%، يليها محافظة الإسماعيلية والتى وصلت النسبة بها 45.1%، ثم محافظة سوهاج 43.5%، ومحافظة أسوان 42.5%، والمنيا 42.2%، ثم الفيوم 39.3%، والأقصر 39.2%.

بينما جاءت المحافظات الأقل فى المقدمة الغربية بنسبة 8.5% ثم الإسكندرية بنسبة 11.2% ثم دمياط بنسبة 12.1% ثم المنوفية 13.1%، والقاهرة بنسبة 14.9%، بينما وصلت نسبة الطلاب الأقل فى المستوى بالجيزة  29.5%.

وعن نسبة الطلاب المتقدمين فى مستويات الأداء فى اللغة العربية المحافظات تصدرت الإسكندرية الترتيب بـ7.5%، يليها الغربية بنسبة 7.4%، ثم القليوبية بنسبة 5.9%، بينما جاءت تصدرت المحافظات الأقل فى مستويات أداء الطلاب فى اللغة العربية الإسماعيلية، ثم سوهاج ثم الشرقية والأقصر، بينما جاءت نسبة محافظة القاهرة 4.7% والجيزة 4.1%.

ووفقًا لدراسة أعدها البنك الدولى، فإن النتائج الرئيسية لمصر فى القراءة والرياضيات والعلوم، من خلال اختبارات PIRLS وTIMSS‏ وهما اثنتان من أكبر الدراسات فى العالم حول التحصيل التعليمى، تقدم بيانات عالية الجودة وموثوقة لقياس اتجاهات تحصيل الطلبة فى مادتى الرياضيات والعلوم، والتى تمت خلال السنوات من 2016 إلى 2021.

وحصل نصف الطلاب على قياس أقل من منخفض من الأطفال بعمر 10 سنوات الذين لا يستطيعون قراءة وفهم قصة بسيطة، “فقر التعلم (مهارات القراءة)”، بينما حصل ربع الطلاب على قياس منخفض، وحصلت فئة قليلة على المستوى المتقدم، أما بالنسبة لاختبارات Timss للطلاب حتى 14 عاما تعد مصر فى المستوى المتوسط.

وحسب التقرير، على رأس الأسباب التى أدت إلى ضعف القراءة والكتابة هى جائحة كورونا التى أثرت بالشكل السلبى لدى طلاب المدارس، وأدت إلى إغلاق المدارس أمام نحو 1.5 مليار طالب على مستوى العالم.

وأكد الدكتور رضا حجازى، وزير التربية والتعليم أن ضعف القراءة والكتابة هى أم الصعوبات، فالقرائية تؤثر على فهم الطالب لبقية المواد التى يدرسها، كما أنها تؤدى إلى التسرب من التعليم، وضعف ثقة الطالب بذاته، بالإضافة إلى ضعف علاقاته الاجتماعية.

وكشف وزير التعليم عن خطة الوزارة لمواجهة ضعف القراءة والكتابة بالمدارس، موضحا أن الوزارة لديها مناهج جديدة مطورة على أعلى مستوى وهى مناهج مصرية بمعايير دولية، مشيرا إلى ضرورة الاهتمام بمشكلة ضعف القراءة والكتابة لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية، وضرورة التحرك سريعا لعلاج هذه المشكلة.

وأضاف أنها تنطلق من أهمية القراءة والكتابة فى حياة المتعلم داخل المدرسة وخارجها، مؤكدا أن ضعف القراءة يؤثر على عملية التواصل الفعال للمتعلم مع محيطه الاجتماعى، ويؤثر كذلك على اتصاله بمصادر المعرفة قديما وحديثا، كما يؤثر فى استمراره فى عملية التعلم، فبدونها لا يمكن للمتعلم استيعاب المواد الدراسية المختلفة، حيث يفقد حماسه لمتابعة عملية التعلم، وبالتالى يجد صعوبة بعد ذلك فى مواجهة أعباء الحياة.

ومن جانبه قال الدكتور تامر شوقى، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، إن تمكن التلميذ من مهارات القراءة والكتابة يفيد فى تنمية قدرته على الفهم السليم للمعلومات فى مختلف المقررات الدراسية مثل الرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية وغيرها، واستيعابها بشكل جيد.

وأوضح أن إتقان مهارات القراءة والكتابة يمنح التلميذ القدرة اللازمة للتعبير عما لديه من أفكار فى عقله بشكل مكتوب، حيث تتصل مهارات القراءة والكتابة بمجموعة من السمات الشخصية المرغوبة لدى التلاميذ مثل الثقة بالنفس، والتعاطف مع الآخر، والتسامح والتفتح العقلى.

وتابع: لسوء الحظ وفقًا لتقارير البنك الدولى، ووزارة التربية والتعليم فى السنوات الأخيرة، فإن قطاعات واسعة من الأطفال (حوالى 30% من الأطفال) فى مراحل التعليم الأساسى يفتقدون مهارات القراءة والكتابة، وهناك العديد من المخاطر المترتبة على عدم تمكن التلميذ من مهارات القراءة والكتابة تتضمن ارتفاع نسب التسرب من التعليم فى الصفوف الدراسية الأولى، وزيادة معدلات صعوبات التعلم فى المقررات المختلفة والتى قد تستمر معهم طوال العمر، وزيادة احتمالات تكوين اتجاهات سلبية لدى الأطفال نحو عملية التعليم، مما ينعكس فى النهاية على انخفاض جودة العملية التعليمية، واحتلال مصر مراتب متأخرة فى التصنيفات الدولية فى التعليم.

وأكد شوقى، أنه لا شك أن مرحلة ما قبل المدرسة من سن سنتين إلى ست سنوات هى المرحلة الأهم فى تعليم مهارات القراءة، أو إضعافها طوال الحياة، الأمر الذى يتطلب من الوالدين تركيز الاهتمام على تعليم الطفل القراءة والكتابة فى تلك المرحلة.

وأكد أن ضعف مهارات القراءة والكتابة يعود إلى عدة أسباب منها افتقاد الوالدين الوعى بأهمية إكساب أطفالهم مهارات القراءة فى سن مبكرة، فضلا عن عدم تمكن الوالدين أنفسهم من تلك المهارات بجانب انشغال الأطفال بالموبايل معظم الوقت بما لا يسمح لهم بأى وقت للقراءة.

وأكد أن إلحاق الأطفال بالمدارس التى تفرض تعليمهم لغة أجنبية ثانية فى سن مبكرة (الثنائية اللغوية) يؤثر بشكل سلبى على إتقانهم لمهارات القراءة والكتابة.

ولفت أيضًا إلى شيوع اللغة العامية فى جميع أجهزة الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعى والتكنولوجيا المعاصرة، ما يبعد الطفل تماما عن مقومات اللغة العربية الصحيحة، بالإضافة إلى افتقاد معلمى المواد الدراسية المختلفة لمهارات القراءة والكتابة باللغة العربية، وإهمال دراسة التربية الدينية والقرآن الكريم فى المدارس.

وأوضح إلى أنه يمكن علاج مشكلة ضعف مهارات القراءة والكتابة من خلال عدة أساليب تشمل فى سن ما قبل المدرسة: (قيام الأم بقراءة قصصا لأطفالها، مما ينمى لدى الأطفال الشغف بالقراءة، ويوسع من خيالهم، وتقليل استخدام الأطفال للموبايل فى تلك المرحلة قدر الإمكان، والتركيز على مشاهدة الطفل أفلام الكارتون التى تتحدث باللغة العربية مما يفيد فى إكساب الطفل بعض الكلمات، واهتمامه باللغة العربية).

وشدد على ضرورة الاهتمام بإعداد معلمين على درجة عالية من الكفاءة اللغوية، وإقامة مسابقات للقراءة والكتابة بين الأطفال فى المدارس المختلفة، واستخدام وسائل جذابة لتعليم اللغة العربية مثل الأغانى والأناشيد، وتبسيط تعليم اللغة العربية، والبعد عن تقديم تفاصيل القواعد النحوية التى قد لا تفيد الطالب فى حياته، ومحاسبة الطالب على أخطائه اللغوية فى امتحانات المواد الدراسية المختلفة، مما يدفعه إلى الاهتمام بتعلم اللغة، وإعادة الاهتمام بحصص الخط العربى، والاملاء، وعودة الأنشطة المسرحية والثقافى.

بينما قال الدكتور عاصم حجازى، الخبير التربوى، إن مشكلة تدنى مهارات القراءة والكتابة لدى التلاميذ من أشد المشكلات خطورة وأكثرها تأثيرًا على مستقبل الطلاب وهى الأساس لكثير من المشكلات الأخرى كالتسرب من التعليم.

وأوضح الخبير التربوى أنه تنوع أسباب هذه المشكلة بشكل كبير، حيث تسبب معاناة للتلميذ تضاف إلى صعوبات التعلم حال وجود مشكلات أخرى ذات جانب عضوى يؤثر على مناطق اللغة فى الدماغ.

وتابع: يمكن أن تعود المشكلة لأسباب تتعلق بالبيئة الأسرية والخلافات الأسرية أو الإهمال أو التدليل الزائد أو لأسباب تتعلق بالبيئة المدرسية كعدم كفاءة المعلم وضعف المحتوى وطرق التدريس وغيرها من العوامل وقد تكون المشكلة متعلقة بانخفاض دافعية الطالب وعدم تحمله للمسئولية.

وأضاف: فى هذه الحالات يشخص هذا الضعف القرائى على أنه تأخر دراسى أو بطء تعلم أو انخفاض فى التحصيل وفقًا للأسباب التى يتم الكشف عنها.

واستكمل: وفقًا للأسباب التى تتضح من خلال التشخيص الدقيق يتم تقديم البرنامج العلاجى المناسب حسب طبيعة كل حالة ووفقًا لنتائج الطلاب على مقاييس معدة لهذا الغرض.. وقد يكون العلاج بإرشاد الأسر إلى طرق التنشئة الاجتماعية السليمة أو تدريب المعلمين على طرق واستراتيجيات التعليم الحديثة والمتنوعة أو إعداد برامج تدريبية للطلاب تشتمل على عناصر تفاعلية لجذب انتباه الطلاب وزيادة دافعيتهم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية