رئيس التحرير
عصام كامل

العزيمة، حكاية أول فيلم مصرى واقعى ضد الفساد، إيراداته خيالية وأجر بطلته سابقة لم تحدث من قبل

أفيش فيلم العزيمة
أفيش فيلم العزيمة بطولة فاطمة رشدى،فيتو

فيلم العزيمة، أول أفلام السينما الواقعية في مصر، من النوع الاجتماعى الدرامى  حصل على المركز الأول في قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية باستفتاء النقاد، من إنتاج شركة مصر للتمثيل والسينما في ثانى أفلامها بعد فيلم " وداد"  أفلامها، وقد حقق الفيلم إيرادات خيالية، وصادف نجاحًا جماهيريًا واستمر عرضه 38 أسبوعًا واعتبره النقاد بداية التأريخ للسينما المصرية.


في مثل هذا اليوم عام 1939 وبسينما مصر كان العرض الأول للفيلم المصرى "العزيمة " الذى يمثل البداية الحقيقية للسينما المصرية، قصة وإخراج كمال سليم، وكتب له السيناريو والحوار بديع خيرى ومن إنتاج ستديو مصر، أما البطولة فكانت لأعضاء فرقة فاطمة رشدى المسرحية والتي تضم فاطمة رشدى، حسين صدقى،حسين رياض، مارى منيب، عباس فارس، زكى رستم انور وجدى وحكمت فهمى وعبد السلام النابلسى، وساعد في الاخرادج محمد عبد الجواد وصلاح أبو سيف الذى اصبح فيما بعد من أوائل مخرجى الواقعية في السينما.

Advertisements

اسم الحارة فى البداية 

وكما نشرت مجلة الهلال عام 1939 أن فيلم العزيمة بدأ تصويره باسم "الحارة " ثم عدل إلى العزيمة بناء على شركة الإنتاج، وقال النقاد إن كمال سليم استطاع أن ينقل صورة الحارة بما فيها من علاقات اجتماعية وموالد ومقاهى وخناقات وجنازات إلى الشاشة ليصبح كمال سليم رائد السينما الواقعية.

قصة حب شعبية 

يحكى الفيلم قصة حب تجمع بين محمد لجارته فاطمة ابنة المعلم عاشور صاحب الفرن،ويتعاهدان على الزواج لكن يعانى محمد الذي يعمل حلاقا في محل والده من ظروف مالية متعثرة بالرغم من حصوله على الدبلوم، ويحاول المعلم العتر الزواج من فاطمة التي يحبها.


ويتوسط والد صديقه نزيه بك في تعيينه بشركة كبيرة، ويتزوج الحبيبان لكن تلفق للزوج تهمة بضياع أحد مستندات الشركة ويطرد من الشركة، فتطلب فاطمة الطلاق بتأثير من أمها بعدما تكتشف انه لا يعمل بالوظيفة الميرى الذى كانت تفخر بها خاصة بعد معايرة اهل الحارة لها،ويطمع فيها من جديد العتر الجزار، لكن نزيه بك يستطيع إثبات براءة محمد ويظهر الملف الضائع ويرفض محمد العودة الى الوظيفة الميرى ويقرر العمل الحر اعتمادا على المكافأة التي حصل عليها من الشركة،ليبدأ مع صديقه تأسيس شركة خاصة بهما، وتندم فاطمة وتعود إليه قبل إتمام الزواج من العتر.

فاطمة رشدى وحسين صدقى فى فيلم العزيمة 

وصف النقاد فيلم " العزيمة" بأنه أظهر الواقع اليومى والحياة الشعبية في مصر في بداية الحرب العالمية الثانية بصدق عميق ولأول مرة في السينما المصرية وتضمن الفيلم أغنية واحدة من كلمات صالح جودت وتلحين رياض السنباطى غنتها الممثلة آمال حسين التي لم تغنى سواها.

صورة الحارة المصرية فى الثلاثينات 

فاطمة رشدى وحسين صدقى 

وفى كتاب بعنوان (قصة السينما في مصر ) يناقش الناقد سعد الدين توفيق ما جاء في فيلم "العزيمة "فيعكس الفيلم الجو المحلى الذى ظهر بصورة واقعية حيث تم تصوير الفيلم فى حارة حقيقية من حيث معيشة الناس بالحارة، الكل يسعى الى رزقه في نشاط والأطفال يلعبون فى جماعات، والسيدات تشترى احتياجاتها من نافذة بيتها وتظهر صورتها وهى تنادى على البائعين،الجزار يقطع في لحمته، وصبى الفران يحمل أقفاص العيش فوق راسه يوزعها على الزبائن،والعربات الكارو تنادى على بضاعتها، وتحمل الزبائن من مكان الى مكان حيث كانت هي وسيلة التنقل بين الأحياء والحارات.

 

فاطمة رشدى وحسين صدقى فى مشهد من فيلم العزيمة 

كما يظهر فيلم العزيمة جو العمل داخل المصالح حيث تكدس الموظفين وانصرافهم إلى الرغى والتزويغ قبل مواعيد الانصراف، وكذلك ظهور أزمة المتعطلين الذين يبحثون عن وظيفة بشرط ان تكون وظيفة ميرى، بنشر خبر في الصحيفة بتقدم 600 جامعى الى وظيفة فراش المهم ان يكون فراشا حكوميا حتى تقبله العائلات للزواج من بناتها.

إضافة الى اهتمام المخرج كمال سليم بتصوير صورة الاحتفال بالمولد في الحارة بالزينات والمراجيح والعاب السيرك وصندوق الدنيا وحلاوة زمان عروسة حصان.

عقبات فى طريق العزيمة 

صادف فيلم العزيمة الكثير من العقبات  عندما شرع في تنفيذه المخرج كمال سليم، وذلك أن الخبير الألماني فريتز كرامب المدير الفني لاستديو مصر في ذلك الوقت، كان يكره كمال سليم لأفكاره المتحررة التي كان يرى فيها خطورة على بقائه مديرا فنيا لاستديو مصر، فساعد لجنة القراءة بالاستديو على رفض فيلم الحارة، لكن سعى كمال سليم إلى رجل الأعمال طلعت حرب رئيس شركة مصر للتمثيل لمساندته في الموافقة على قصة الحارة بصفته صاحب بنك مصر وشركاته ومنها ستديو مصر، ووافق مسؤولو الاستديو بعد أن وقع كمال سليم على شرط جزائي بأنه في حالة فشل الفيلم يتعهد المخرج كمال سليم بأن يخرج خمسة أفلام مجانا لحساب ستديو مصر،  كما اشترط إداريو الاستديو تغيير اسم الفيلم إلى " العزيمة" بدلا من اسم الحارة، فوافق كمال سليم وبدأ اختيار الممثلين.


فاطمة رشدى الاعلى أجرا 


اختار المخرج فاطمة رشدى للبطولة بأجر 160 جنيها كأكبر أجر، وتم اختيار محمود المليجى للبطولة أمامها لكنه اعتذر لارتباطه بالمسرح، فاستعان المخرج بحسين صدقى مقابل أجر 80 جنيها، وزكي رستم الذي تقاضى خمسين جنيها، وماري منيب خمسة وعشرين جنيهًا، وكل من أنور وجدي وعباس فارس وحكمت فهمي عشرين جنيهًا، وعبدالسلام النابلسي خمسة جنيهات فقط ككومبارس في الفيلم.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 
 

الجريدة الرسمية