رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات الحرب المفتوحة فى المنطقة، خبراء يكشفون لـ«فيتو» عواقب الانحياز الأمريكى الأعمى للكيان الصهيونى فى الاعتداءات على غزة

غزة،فيتو
غزة،فيتو

مع استمرار الحرب الجنونية على قطاع غزة ورغبة إسرائيل فى تدمير هذه الرقعة من الكرة الأرضية وأهلها والزج بهم فى أتون صراع صفرى ينتهى إلى تهجيرهم أو إبادة أكبر عدد منهم، تُطرح التساؤلات من الجميع حول عواقب الانحياز الأمريكى السافر لإسرائيل ودعمها على جميع المستويات لتنفيذ مخططاتها للنهاية.

ويرى الدكتور مهدى عفيفى العضو بالحزب الديمقراطى الأمريكى، أن الوقت الحالى لم يعد فيها ما يخيف أمريكا، كما كان الحال فى الماضى، حيث تهديدات مصر وسوريا والعراق وليبيا، موضحا أن الجميع الآن غير قادر على إشعال حرب، بينما مصر الفاعل الأقوى بين الجميع لا تريد الحرب، ولن تدخل فى أى صراع بهذا الشكل إلا إذا تبين لها وجود تهديد مباشر لها.

وأوضح أن أمريكا لن تتدخل فى أى حرب بالمنطقة حتى لو ارتفعت المناوشات، فالهدف إنهاء الأزمة لصالح الإسرائيليين حتى يكون درسًا قاسيا فى المستقبل. إن أمريكا وإسرائيل لديهما القدرة على فعل أى شيء فى الشرق الأوسط، لذا كل ما يمكن أن نراه فى الفترة القادمة هو مجرد مناوشات مرتفعة فقط، على حد قوله.

وأضاف أن أوروبا على أتم استعداد لدعم أمريكا لدعم رؤيتها، وهو تبلور فى اقتراح الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بتوسيع التحالف الذى يحارب داعش ليشمل حماس: هناك دعم غير مسبوق لهذه الرؤية.

من جانبها قالت الدكتورة نادية حلمى، الخبيرة فى الشئون السياسية الصينية والآسيوية، وأستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف، أن الولايات المتحدة تقترب من احتمالية التورط المباشر فى حرب إقليمية شاملة بالشرق الأوسط، وظهرت مؤشرات على ذلك تتمثل فى تعرض القوات الأمريكية المتمركزة فى المنطقة لهجمات متفرقة، خاصة فى ظل حالة الاستفزاز التى تعيشها بعض الدول.

وأوضحت أن الولايات المتحدة الأمريكية تصدت لمشروع قرار وقف إطلاق النار فى مجلس الأمن الدولى، واستخدمت حق النقض «الفيتو» فى مواجهة مشروعات القرارات الروسية والصينية والبرازيلية والعربية التى تنادى بالوقف الفورى لإطلاق النار، متذرعة بحق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها وفقًا لقواعد القانون الدولى، وهو ما يهدد بتصاعد وتيرة العنف والتصعيد ضد المصالح والقواعد الأمريكية فى المنطقة وحول العالم.

وأكدت أن الولايات المتحدة استمرت فى استفزاز العالم ودول وشعوب المنطقة بمشروع القرار الأمريكى بمجلس الأمن الدولى، الذى يعطى الضوء والإذن لإسرائيل بالدفاع عن نفسها فقط، دون الالتفات إلى حجم الدمار ونزيف الدماء بين المدنيين فى غزة.

وعن أهم الجبهات المرشحة للدخول فى صراع مباشر فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها الإسرائيلية حال استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد العزل فى غزة أكدت الخبيرة فى الشئون السياسية الصينية والآسيوية أن مناطق شمال شرق وجنوب شرق سوريا على رأس هذه المناطق، التى يسيطر عليها الجيش السورى النظامى التابع للرئيس «بشار الأسد»، بالإضافة إلى عدد من الميليشيات الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية داعش النشط فى سوريا، خاصة مع القصف الإسرائيلى المستمر والمنتظم لأهداف فى سوريا، كان آخرها مطارى حلب ودمشق بهدف منع إيران من نقل الأسلحة والذخائر جوًا.

واستطردت: الأهم من كل ذلك هو تلك التراكمات التى خلفتها السياسات الأمريكية المتشددة فى أكثر من منطقة على مستوى العالم ما يجعل السياسة الأمريكية غير مرغوب فيها بالنسبة للرأى العام العالمى، إذ لم يعد هناك اعتراف بالقوة العسكرية كمبدأ وحيد للتحكم فى النظام الدولى خاصة بعد النتائج التى خلفتها حروب الولايات المتحدة على العراق وأفغانستان وغيرها من الجبهات حول العالم.

من جانبه، قال الدكتور كرم سعيد الباحث المتخصص بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن حالة الزخم الشعبى فى عموم الدول العربية والإسلامية مرتبطة بالتضامن والتعاطف مع سكان قطاع غزة ورفض الهجمات البربرية وعمليات العنف وجرائم الإبادة التى تقوم بها دولة الاحتلال ضد السكان المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ.

وأوضح سعيد أن إسرائيل تسعى إلى توسيع دائرة الحرب وخلق حالة من الفوضى فى المنطقة حتى يتوفر لها بيئة خصبة ويتاح لها فرصة للقضاء على سكان قطاع غزة والتخلص من حركة حماس بشكل كامل، مشيرا إلى أن دولة الاحتلال تسعى لـ«جر شكل» بعض الدول فى المنطقة، كما تبذل قصارى جهدها من أجل استدعاء القوات العسكرية الغربية للشرق الأوسط مثل القوات الأمريكية والقوات البريطانية، بالإضافة إلى محاولة تصدير مظلومية إسرائيل فى الدوائر السياسية الغربية.

وتابع الباحث فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية: «الولايات المتحدة وبريطانيا قامتا بتحريك البوارج الحربية وحاملات الطائرات للمنطقة، وماكرون دعا إلى إنشاء تحالف دولى يدعو إلى محاربة حماس ويضعها فى خانة تنظيم داعش الإرهابى، ما يفسح المجال لاستدعاء الموروث الدينى اليهودى فى الصراع وتصدير كصورة عقائدية».

وأضاف سعيد: «كل هذه التحركات الإسرائيلية تستهدف من خلالها إسرائيل توسيع الصراع لتوفير بيئة خصبة تسمح بالقضاء على حماس وسكان قطاع غزة، ومحاولة استغلال الأوضاع من أجل تنفيذ سيناريو الترحيل أو التهجير المزعوم الذى تسعى دولة الاحتلال إلى تنفيذه منذ قديم الأزل».

وعن دخول أطراف جديدة فى مواجهة ضد إسرائيل وتحول الصراع إلى حرب إقليمية شاملة، قال كرم سعيد إن المناكفات والهجوم المتبادل بين حزب الله اللبنانى ودولة الاحتلال ممتد منذ وقت بعيد، وما يحدث بينهما منذ بدء عملية طوفان الأقصى مجرد تراشق ليس جديدا وليس الأول من نوعه.

وأوضح أن الولايات المتحدة ليست حريصة على توسيع رقعة أو أمد الحرب فى غزة خاصة خلال التوقيت الحالى، لافتا إلى أن التحركات الأمريكية لتقديم دعم مطلق لإسرائيل وإمدادها بكل ما تحتاجه من سلاح وذخائر وأنظمة دفاعية وإرسال حاملات طائرات لمساندتها، ووصف حركة حماس بأنها شر مطلق، يأتى فى سياق المزايدات الانتخابية «.

وأضاف: «الولايات المتحدة تستعد لإجراء الانتخابات الرئاسية خلال العام الجارى، وبايدن يسعى للحصول على دورة رئاسية ثانية ويستقطب من خلال هذه الحرب اللوبى اليهودى فى الداخل الأمريكى الذى يسيطر على مفاصل بلاده.

واستبعد الخبير فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية سيناريو اتساع الحرب فى غزة إلى صراع إقليمى تتورط فيه عدد من الدول بالمنطقة، معربا عن مخاوفه فى الوقت نفسه من إمكانية عدم استطاعة الأنظمة من استيعاب الضغوط الشعبية الكبيرة عليها إذا استمرت هذه الحرب.

كما أعرب الخبير فى مركز الأهرام عن قلقه من استغلال الجماعات المسلحة والمتطرفة فى كل الأماكن القريبة من نقاط التمركز للمصالح الأمريكية باستهدافها سواء من خلال ضرب بوارج حربية أو قواعد عسكرية أو استهداف سفارات أو حتى رعايا.

من ناحيته، يرى السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الأطراف التى أثير الحديث عن إمكانية دخولها فى صراع مع إسرائيل منذ بدء عملية طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر، مثل حزب الله فى لبنان أو الحوثيين فى اليمن أو الفصائل المسلحة فى العراق، تعد جماعات وفصائل لا تمثل دولا.

وأضاف بيومى: «منذ عصر السادات وهناك قناعة بأن الحرب غير مجدية، وقرار دخول الحرب صعب للغاية، لأن أكبر قوة عالمية فى العالم تدعم وتزود إسرائيل بكل ما نعرفه وما لا نعرفه من أسلحة، وبالتالى ليس فى صالح أحد التورط فى حرب غير متكافئة».

وأوضح بيومى أن أمريكا ليست دولة غبية ولديها العديد من المصالح داخل المنطقة، مشيرا إلى أن واشنطن ستكتفى بضرب الفصائل أو الجماعات التى ستستهدفها فقط، مؤكدا أن الولايات المتحدة لديها من الوسائل والتكنولوجيا المتطورة والأقمار الاصطناعية، ما يساعدها فى اكتشاف وتحديد مصادر التهديد أو الجهات المسئولة عن توجيه أى ضربات ضد تل أبيب أو ضد قواعدها ومصالحها ورعاياها فى المنطقة، مستبعدا سيناريو الحرب الشاملة فى المنطقة.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق: «الحرب فى غزة ستطول ولن تكون قصيرة، لاسيما أن إسرائيل مصممة على إنهاء وجود حركة حماس داخل قطاع غزة بالكامل، مشيرا إلى أن المقاومة الإسلامية لا تمثل أهل غزة أو أهل فلسطين بالكامل، ولكن دولة الاحتلال تغض الطرف عن هذه النقطة وتتمنى القضاء على قطاع غزة بالكامل، وتابع: دولة الاحتلال ستكبد حركة حماس خسائر فادحة للغاية خلال هذه الحرب الجارية، ولكنها لن تستطيع القضاء عليها بشكل كامل وسيظل لها ذيول.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية