رئيس التحرير
عصام كامل

صفقة نظارات (نظر)


في قريتي الصغيرة..الحصة مركز طوخ بمحافظة القليوبية كنت مدعوا لتناول الإفطار مع أسرتي وأنا بطبعي أعشق كل مكان في قريتي منذ أن أصبحت قاهري الإقامة..وجدت مالم أكن أحلم به.. شباب القرية يوجه الدعوة للجميع من أجل التجمع في ملعب القرية لتفويض الفريق السيسي في التعامل مع الإرهاب ولم أكن أتوقع تلبية النداء من الجميع.

شيوخ وسيدات وشباب وأطفال..الجميع خرج ليقول كلمة حاسمة..لا لحكم الإخوان..ونعم لتفويض السيسي..كنت في قمة سعادتي بالشباب الذي ظهر متفوقا على الأجيال السابقة التي كان كل هدفها دعم مرشح بعينه في انتخابات مجلس الشعب..هذه قرية صغيرة من قرى مصر لا يتجاوز عددها 20 ألف نسمة خرج أهلها ليعبروا عن آرائهم ولكن أين كان شباب الإخوان؟؟ وللحقيقة فإن المنتمين للإخوان في قريتي لا يتجاوزون الـ30 والمتعاطفين 20..كلهم جلسوا لينفذوا مخطط اللجان الإلكترونية للإخوان من خلال بث أخبار كاذبة والتأكيد على أن هذه الجموع مزيفة والتصوير بالفوتوشوب.

لكن ما لاحظته واسترعى انتباهي بعد 26 يوليو أنهم جماعة مغيبة وشبابها يجلس للعمل كلجان إلكترونية ويحتاجون نظارات نظر لرؤية الأشياء بأحجامها الحقيقية وبنظرة بسيطة إلى تركيبة هؤلاء تكتشف أنهم مجموعة من الشباب المعزول وظلوا فترة كبيرة من غير أصدقاء واستغلها الإخوان فرصة والتقى الجمعان.. الإخوان يعوضونهم عن العزلة ويستغلونهم في أشياء أخرى مثل الحشد وغيره..ولهذا لو دققت فيمن قتل ستجدهم من هؤلاء المعزولين.. أما قادة الإخوان فإنهم يحتلون الصفوف الخلفية لوضع الخطط والتكتيك..وهل جميعهم يضع الخطة والتكتيك؟!!..

أما عن الجزيرة فحدث ولا حرج.. الكل يتحدث عن التعتيم الإعلامي من قبل تليفزيون الدولة والقنوات الخاصة ولم يتحدث أحد عن الدعارة الإعلامية التي تمارسها قناة الجزيرة على أرض مصر.. قناة لابد أن تحاسب لأن كل هدفها هو تغذية الفتنة وبث بذور التحريض وتهييج الجماهير ولم يتكلم أحد من إخوانا عن هذا بل جعلوها متحدثا رسميا عنهم.. وبئس المتحدث..

إن هؤلاء الزعماء الذين يحرضون في رابعة ويقبعون خلف الأسوار بحثا عن كراس زائلة والتغرير بالشباب سيكون حسابهم عند ربهم عسيرا..لا أحد يريد أن يعمل عقله ولكن ليس لديهم مانع من أن يذهب شعب مصر بكامله إلى الجحيم من أجل أن يحكموا وأن يعود مرسي إلى الكرسي.. ملعون أبو الكرسي.. وحتى عندما تصلوا إلى الكرسي وهذا إن شاء الله سيحدث في المشمش.. لن تجدوا شعبا حتى تحكموه..اللهم إني صائم..أدعو أن يهديهم الله إلى الطريق المستقيم..وللحديث بقية. 
الجريدة الرسمية