رئيس التحرير
عصام كامل

جائحة انقلابات في أفريقيا.. متخصصون يتحدثون عن أحداث الجابون: الفيروس انتشر من النيجر.. ودول كبرى تفجر صراع المصالح

الرئيس الجابوني،
الرئيس الجابوني، فيتو

انقلاب الجابون، الانقلابات العسكرية ظاهرة جديدة تجتاح القارة الأفريقية وتحديدا منطقة غرب أفريقيا المسماة بمنطقة الساحل التي أصبحت تشهد حالة من عدم الاستقرار السياسي نتيجة تكرار الانقلابات العسكرية على الرئيس الشرعي للبلاد وقد بدأ الأمر بمالي وتشاد وبوركينا فاسو وبالأمس النيجر واليوم انقلاب العسكريون بالجابون على الرئيس على بونجو عقب إعلان فوزه بالانتخابات، الأمر الذي يطرح تساؤلا هاما، هل هناك علاقة بين هذه الانقلابات؟.

Advertisements

 

 

 

الرئيس الجابوني علي بونجو 

انقلاب الجابون، وقالت الدكتورة هبة البشبيشي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن انقلاب الجابون هو سيناريو مكرر لانقلاب النيجر من خلال قيام قائد الحرس الجمهورى بالانقلاب على الرئيس الشرعى على بونجو وإلغاء الانتخابات إلى جانب الإعلان عن حل المؤسسات الحكومية بهدف ضمان الولاء له.

انقلابات جديدة قادمة 

انقلاب الجابون، وأكدت في تصريح لفيتو أن تكرار مشهد الانقلابات فى غرب ووسط أفريقيا سيناريو يتكرر وسيتكرر وهناك دول أخرى سوف تشهد انقلابات فى المرحلة القادمة نتيجة عدم وجود سلطة لها القدرة على ضبط الأمور وبالتالى العديد من الدول منتظر حدوث حروب أهلية بها مثلما حدث فى السيناريو السودانى من انشقاق قوات الدعم السريع على الجيش السوداني.

أفريقيا ساحة لصراع الدول الكبرى 

انقلاب الجابون،  وتابعت أن الساحة الافريقية تحولت إلى ساحة للصراع بين الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الامريكية والصين وروسيا وبالتالي لابد من تحرك من دول الإيكواس للتصدي لظاهرة الانقلابات خاصة وأن الجابون من الدول التى كانت ترفض انقلاب النيجر وتطالب بعودة الرئيس محمد بازوم. 
وأعلنت عائلة رئيس الجابون أن مصير علي بونجو غير معلوم، وذلك بعد الانقلاب العسكري في العاصمة ليبرفيل.

أما  الدكتور رمضان قرني، المتخصص بالشأن الأفريقي فقال إن رغم اختلاف طبيعة النظام السياسي فى الجابون والنيجر واختلاف البنية الاقتصادية المحيطة بالنظام السياسي لكن يمكن القول أن منطقة غرب افريقيا اصبحت تعرف بما يمكن أن نسميه بعدوى الانقلابات فمنذ 2021 لم تشهد القارة الافريقية الا انقلابات محدودة منذ التسعينات وكانت المفارقة العجيبة أن هذه الانقلابات حدثت فى منطقة واحدة وهي منطقة الساحل.

 

قادة انقلاب الجابون 


وأكد  أنه ربما جاء انقلاب النيجر كحالة مفاجئة بالنظر لنظام مستمر سياسيا وله علاقات جيدة بالقوى الدولية وخاصة فرنسا والأهم أن الرئيس محمد بازوم جاء بتجربة سلمية ديمقراطية لكن حالة الجابون مختلفة ومن سمى هناك تحضيرات بين القوى المعارضة المدنية والجيش وهذا ما كشفه بيان الجيش عقب فوز علي بونجو بفترة ثالثة بعدد أصوات 64% واتهام الجيش صراحة للانتخابات بأنها غير نزيهة الأمر الذي يؤكد أن هناك ترتيبات بين قوى المعارضة خاصة بالرجوع إلى البيئة الانتخابية فى الجابون من وجود تكتل خلف مرشح بعينه.

الانقلاب جاء بعد تربيطات بين الجيش والمعارضة 

وتابع: مطالبة المعارضة بالجابون الرئيس على بونجو بالتنحى لحقن دماء البلاد كل هذه مؤشرات تؤكد أن هناك تربيطات سبقت هذا الأمر فضلا عن معاناة الرئيس على بونجو الصحية وبالتالى كل انقلاب لة اسبابة لكن الثابت أن هناك تيارا شعبويا مناهض لفكرة تجديد الفترات الرئاسية وبونجو كان على وشك التجديد وبازوم في النيجر وكذلك رئيس غينيا كوناكرى.

وواصل حديثه قائلا: ظاهرة الانقلابات فى منطقة الساحل والصحراء مستمرة ورغم أنها محصورة إلا أن الانظمة التي قامت بالانقلابات مستمرة خلال العامين الأخيرين ورغم العقوبات وتعليق العضوية في الاتحاد الأفريقي بل إن هذه الأنظمة أصبحت تشكل لجان لمراجعة الدستور وتحديد فترات انتقالية وبالتالى أصبحت لدينا بيئة إقليمية ودولية تتعاطى مع الانقلابات وهذا الوضع يشجع بعض الجيوش في الدول الأفريقية خاصة وأن الجيوش تلعب أدوارا مختلفة تنموية واقتصادية فضلا عن أن العقلية الافريقية تميل للشخصية العسكرية وتنظر اليها فى اجلال واحترام.

 

 

انقلاب الجابون 

انقلاب الجابون ، قال  الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والخبير الاستراتيجى إننا أمام موجة جديدة بالقارة الأفريقية وهي عمليات الانقلابات والتغيير العسكرى فى المنطقة وبدأت بمنطقة غرب القارة وستنتقل إلى مناطق أخرى كما كان متوقعا وأعتقد أن تأثير ما جرى في مالي وتشاد أثر على أفريقيا الوسطى ثم النيجر والجابون.

موجة انقلابية 

انقلاب الجابون، وأكد أن هذه الموجة الانقلابية مرتبطة بعدة أمور على رأسها أن نجاح الانقلابات العسكرية شجع هذه الدول تباعا فى أحداث التغيير بالقوة بالإضافة إلى ذلك هناك تواطؤ ومماطلة فى حسم الأمور لصالح استقرار هذه الدول أو الأنظمة وبالتالى ما جرى في تشاد ومالى شجع ما جرى فى النيجر والجابون على المضى فى هذا الإطار.

الجابون ليست منفصلة عن النيجر 

انقلاب الجابون، وتابع: من المتوقع أن يشجع هذا التواطؤ وهذه المماطلة من جانب الدول الكبرى والإقليمية مثل الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا وتضارب مصالحهم وحساباتها فى التعامل مع الأمر كل هذا شجع القوى الداخلية وأغلبها قوى عسكرية على الانقلاب لأن الجابون ليست منفصلة عن النيجر والنيجر ليست منفصلة عن مالي. 

سيناريو الانقلابات سيتكرر

وواصل حديثه قائلا: الموجات الانقلابية الحالية تختلف عن موجات الستينات والسبعينات لأن هذه الموجات تعتمد على القوى العسكرية وتوظيف التباين والاختلاف بين القوى الكبرى والنقطة الأهم والتى لها تبعات هو موقف الدول الرئيسية فى الاقليم والتى لها أهداف مختلفة وبالتالي السيناريو سيتكرر وسيكون هناك تعايشا مع ظاهرة الانقلابات. 

 

الدكتور طارق فهمي الخبير الاستراتيجي 


وواصل حديثه قائلا: الموجات الانقلابية الحالية تختلف عن موجات الستينات والسبعينات لأن هذه الموجات تعتمد على القوى العسكرية وتوظيف التباين والاختلاف بين القوى الكبرى والنقطة الأهم والتي لها تبعات هو موقف الدول الرئيسية فى الاقليم والتى لها أهداف مختلفة وبالتالي السيناريو سيتكرر وسيكون هناك تعايش مع ظاهرة الانقلابات. 

وأعلنت عائلة رئيس الجابون أن مصير علي بونجو غير معلوم، وذلك بعد الانقلاب العسكري في العاصمة ليبرفيل.
 

الاستيلاء على السلطة فى الجابون
وكانت مجموعة من كبار ضباط الجيش الجابوني ظهرت على شاشة التلفزيون في الساعات الأولى من صباح اليوم، وأعلنت الاستيلاء على السلطة بعد ما أعلن مركز الانتخابات الحكومي فوز الرئيس علي بونجو بولاية ثالثة.

وقال ضباط كبار في الجيش الجابوني، اليوم الأربعاء، في بيان الانقلاب على قناة "جابون 24"،  إنه "باسم الشعب الجابوني... قررنا الدفاع عن السلام من خلال وضع نهاية للنظام الحالي".
وأضافوا أن "الانتخابات العامة الأخيرة تفتقر للمصداقية وإن نتائجها باطلة".
 

إلغاء نتائج الانتخابات وإنهاء النظام القائم فى الجابون


وأعلنوا السيطرة على الحكم وإلغاء نتائج الانتخابات وإنهاء النظام القائم وحل مؤسسات الدولة وإغلاق الحدود حتى إشعار آخر.
واعتبروا أنهم يمثلون جميع قوات الأمن والدفاع في الدولة الواقعة في وسط أفريقيا. 
وقال مراسل لرويترز إن دوي إطلاق نار سمع في العاصمة ليبرفيل بعد ظهور الضباط على التلفزيون.
ولم يصدر حتى الآن تعليق من حكومة الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك".
وكانت الهيئة الوطنية المكلفة الانتخابات قد أعلنت إعادة انتخاب علي بونجو، الذي يحكم الغابون منذ 14 عاما، رئيسا للبلاد لولاية ثالثة بحصوله على نسبة 64.27 في المئة من الأصوات.


 فرض حظر تجول فى الجابون 

وتفوق بونجو في انتخابات جرت بدورة واحدة على منافسه الرئيسي البير أوندو أوسا الذي حصل على 30.77 في المائة فيما حصل 12 مرشحا آخر على ما تبقى من أصوات، على ما أوضح رئيس المركز الغابوني للانتخابات ستيفان بوندا عبر التلفزيون الرسمي. وبلغت نسبة المشاركة 56.65 في المئة، بحسب وكالة "فرانس برس".
وكان المتحدث باسم الحكومة في الجابون، أعلن في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، قطع الإنترنت، وفرض حظر تجول ليلي اعتبارًا من الأحد بسبب مخاوف أمنية في أعقاب الانتخابات العامة التي أجريت، السبت.

الجريدة الرسمية