رئيس التحرير
عصام كامل

توقفوا عن استفزاز مشاعر الفقراء!

ما نراه من بذخ الإنفاق في أفراح مشاهير الإعلام والفن ورجال الأعمال يفوق ما شهدناه في فرح ابن ملك الأردن وهو ما يدعونا للتساؤل: ما جدوى أن تستفزوا مشاعر الفقراء بهذا الإسراف.. وما الرسالة التي تريدون توصيلها للمجتمع.. فإذا كان الله استخلفكم في المال فهل من الدين أن تبالغوا في الإسراف لتزيدوا آلام الفقراء وحسرتهم على ما هم فيه من شظف العيش!

 

ولماذا تصرون في ظروف صعبة كتلك التي نحياها اليوم هنا وخارج هنا على إثارة مشاعر السخط والحسد وربما أحقاد الغلابة الذين يجدون بمشقة بالغة قوت يومهم أو ربما لا يجدونه أصلًا.. وهل الإسراف سلوك رشيد أم أنه سلوك شيطاني نهانا عنه الشرع الحكيم بقول الله تعالى: " إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ".. وقوله تعالى: "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ".

Advertisements

مساعدة الفقراء والمحتاجين


ما نراه من بذخ في أفراح المشاهير سلوك يخاصم كل فضيلة  ولا نراه حتى في دول الغرب الذي يعرف لرأس المال حقه ووظيفته الاجتماعية في إسعاد الفقراء والعطف حتى على الحيوانات.. ولو كل غنى تولى الإنفاق على الفقراء المحيطين به ما وجدنا محتاجًا ولا غارمًا ولا بائسًا محرومًا؛ فما جاع فقير إلا ببخل غني.. فالمعادلة محسوبة بدقة بقول الله تعالى: "وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ"..


ما يضاعف الأسى ما نراه من إهدار وفاقد في الطعام والشراب على موائد أفراح المشاهير في الفنادق  يذهب أغلبها لسلال القمامة، بينما تخاصم تلك الأطعمة بطون الفقراء والمعدمين الذين هم أشد ما يكونون احتياجًا لها.. 

 

بينما تجد بعض مشاهير الفن والكرة والإعلام يخرجون على الناس في طائراتهم الخاصة أو في الفنادق وأماكن السهر بمظاهر بذخ طاغية تنم عن سفه وعدم احترام لرسالة الفنان أو الرياضي أو الإعلامي التي هى في الأصل إصلاح للمجتمع بقدوة حسنة وعمل إنساني نبيل يمد يده للمجتمع ولا يخرج لسانه للسواد الأعظم الذي يعاني صعوبات الحياة وما أكثرها.

 


الفقراء في مجتمعاتنا أحوج ما يكونون للمواساة والدعم لتجاوز الظروف الصعبة التي نعيشها الآن وليس إلى الإسراف والتبذير اللذين ينطويان على مبالاة كبيرة وأنانية مفرطة يعيشها أهل الثراء والغنى الذين حتما في غفلة من حكمة تقول إن الأيام دول.. يقول الله تعالى: "وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ".. حقًا ما أسرع دوران الأيام وما أتعس من لا يقيمون لدورانها حسابًا.. يا ابن آدم اعمل ما شئت كما تدين تدان.

الجريدة الرسمية