رئيس التحرير
عصام كامل

..والحج بالتقسيط!

أعظم من تحدث في الربا والفوائد كان الإمام الأكبر الراحل أول من حمل اللقب فضيلة الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر بالستينيات.. وأفضل من كتب في الموضوع كان المستشار الراحل محمد سعيد العشماوي في كتابه الرائع "الربا في الإسلام"، وأشجع من أفتى في الأمر كان فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي ولم ينج منهم من الهجوم سوى الشيخ شلتوت نظرا للظرف التاريخي الذي عاش فيه بينما تربصت الجماعات المتطرفة بالعشماوي وطنطاوي حتي سعت لاغتيالهما معنويا!  

Advertisements


وبينما اختلف مدخل وتباينت طريقة عرض كل منهم إلا أن النتيجة التي انتهوا  إليها واحدة وهذا طبيعي حيث بلغوا جميعا مقصد الشرع في تحريم الربا، وهو منع استغلال الإنسان للإنسان وتحريره من العبودية للغير أو السجن وتقييد الحرية بلغة عصرنا!

كل العبادات مباحة متاحة بلا قيود.. لا أعذار فيها ومنها إلا استثناءات تكاد تكون حصرية إلا فريضة الحج التي جاءت مشروطة.. وشرطها الاستطاعة والاستطاعة تعني القدرة الصحية والمادية.. 

فالمرضى والفقراء ومن لا يملكون فائضا ماديا أو لديهم بعض فائض أموال لكن لديهم أولويات تتصل بحياتهم ومعيشتهم كترميم منزل أو إجراء عملية جراحية أو زواج ابن أو ابنة أو كان سجينا أو ممنوعا من السفر لأسباب مختلفة أو كممنوع من دخول المملكة السعودية الشقيقة لأسباب مختلفة أيضا وغيرها وغيرها من أسباب تسقط الفريضة شرعا..

 

وبالتالي نندهش مما نراه من إعلانات  لتقسيط مصاريف الحج! ورفض رخصة إلهية ( حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلً) و(لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) ورد توجيه نبوي شريف صريح لقوله "إن الله يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتي عزائمه"  صدق الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.

 


السؤال: من الذي حول شعائر الدين العظيم إلي تجارة؟ ومن الذي يحول أرقى صلة بين العبد وربه إلى معركة حياتية لم يطالب بها الشرع أصلا؟!.. من الذي يحول تعاليم صارمة لدين سمح تستهدف شرف الإنسان وصحته وسعادته وكافة مصالحه إلي بيزنس يفقد روحه وروحانيته؟! من هي تلك القوى الخفية التي تعبث -وتصر أن تعبث- في كل شئ في مصرنا؟!
من ؟! من ؟! 

الجريدة الرسمية