رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا نجحت البرازيل ونيجيريا فيما أخفقنا فيه كرويًا؟!

تصدرت البرازيل قائمة اللاعبين المحترفين المغتربين حول العالم بنحو 1289 لاعبا، يتركز معظمهم في دوريات الاتحاد الأوروبي وينتشرون في نحو 125 ناديا في مختلف الدول.. وفي قارتنا الإفريقية استحوذت نيجيريا على نصيب الأسد من اللاعبين المحترفين بالخارج بنحو 385 لاعبًا بحسب مرصد كرة القدم CIES  العالمي..

 

وهو ما يطرح سؤالا محوريا: لماذا أخفقت منظومتنا الكروية، ولا أقول الرياضية، في إنتاج مثل هذا الكم من المحترفين حول العالم.. ولماذا لا نجد لاعبين مرموقين تتسابق لخطفهم الأندية الكبري كما يحدث مع نجمنا محمد صلاح.. رغم وجود عناصر جيدة في القرى والحواري والمدن المصرية لكن عين الكشافة عنهم كليلة.. ويد المنظومة الكروية بهم ضنينة..

Advertisements

سوء إدارة المنظومة الرياضية

لماذا نجحت البرازيل ونيجيريا بينما أخفقنا نحن.. والجواب يعيدنا لغياب مفهوم الاحتراف الحقيقي عن اللاعبين والأندية واتحاد الكرة في مصر.. وسوء إدارة المنظومة وتحيزها وعدم عدالتها.. وغوغائية أغلب أصوات الإعلام الرياضى ثم تأتي طبيعة اللاعب المصري التي تستعجل النجاح ولا تصبر على الظروف ومن ثم فلم يصمد منهم إلا قلة مثل هاني رمزي لاعب الأهلي ومحمد صلاح  اللذين حققا نجاحا مشهودًا في أوروبا.


أسباب الفشل عديدة، منها عدم الاحترافية؛ حيث تعود اللاعب المصري على سياسة الطبطبة التي تتبعها أغلب الأندية المصرية إن لم يكن جميعها، دون تطبيق أو فرض أي عقوبات وقت التراخي ووقت حدوث الأخطاء، حيث تنتهي أغلب أزمات المصريين بشكل عام بكلمة معلش.. 

 

لذا يتسبب الحزم والانضباط بالأندية الأوروبية في عدم استطاعة اللاعب المصري تحمل البقاء داخل صفوفها ثم يأتي الحنين للوطن والرغبة في العودة إليه دون تحقيق نجاح يذكر كما أن الثقافة وصعوبة إجادة اللغة تدفعان اللاعب لاختلاق الأزمات والتعامل بشكل غير احترافي مع الغير في الغربة.. 

 

كما أن بعض اللاعبين ينتابهم الغرور إذا تألق في البداية ولا يحافظ على مستواه حتى يعود صفر اليدين، ولا يسعى للتأقلم مع الأوروبيين مثلا وينتظر منهم أن يعاملوه بتدليل زائد كما تعود مع ناديه هنا في مصر، ثم عندما لا يأبه به أحد يداخله الشعور بالغربة والإحباط  يداهمه الفشل والرغبة في العودة لأحضان الشلة في بلده..

 

 

خلافًا لما يبديه الأفارقة وخصوصا أبناء الشمال الأفريقي من تكيف وتجاوب وصبر حتى وجدنا منهم نجوما حصلوا على جنسيات أوروبية وصاروا مل السمع والبصر مثل زين الدين زيدان أو دروجبا أو حكيمي أو محرز وغيرهم من عشرات الموهوبين أساطير الكرة في العالم الذين تمتد جذورهم إلى القارة السمراء.. تحية لكل من شق لنفسه طريقًا للنجاح وصار خير سفير لبلاده في بلاد العم سام.

الجريدة الرسمية