رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

من ينقذ السودان؟

في ظل حالة الإحباط والألم التى نعيشها مع الأحداث التى تهدد أهلنا في السودان، طاردنى سؤال عن إمكانية مساعدة أهلنا في السودان؟ كان لى شرف السفر إلى السودان في بداية التسعينات، وعيشت أياما من أجمل أيام حياتى، حفاوة الأهل والحب بدون نفاق، شعرت بحبهم وعشقهم للمصريين ومصر، وهذا أراه طبيعيا فنحن شعب واحد مهما حاول البعض من زرع الفتنة بيننا.

 

أعود إلى مقال كتبته عن السودان التى كان لها دور مهم ربما لا تعرفه الأجيال الحالية، ومن يعرفه ربما يتجاهله، فقد كانت الخرطوم هى الحضن الذى جمع شتات الدول العربية بعد نكسة 67، فقد كانت قمة الخرطوم أولى الخطوات إلى انتصار أكتوبر. 

Advertisements

 

في شهادة للدكتور أحمد يوسف أحمد أستاذ العلوم السياسية يقول: مؤتمر القمة في الخرطوم بعد نكسة 67 هو من أنجح مؤتمرات القمة العربية، لانه أوجد منهجا ملائما لمواجهة كارثة الهزيمة في 1967، ولإنها وضعت أسس الحركة السياسية للعرب "لا صلح.. لا تفاوض.. لا إعتراف"، والأهم من هذا أنه دعم دول المواجهة من دول الكويت والسعودية والمملكة الليبية، ولاشك أن هذا لعب دورا مهما في تسهيل إعادة البناء العسكرى..

 

ومن أسباب هذا النجاح، كان هناك مفهوم موحد للأمن القومى العربى، وأن الخطر الأول على هذا الأمن العربى هو الخطر الاسرائيلى، ونود أن نذكر هنا أن قبل نكسة 67 كانت العلاقات المصرية السعودية فى أسوأ مراحلها، وأن هناك صداما عسكريا في اليمن وإن كان بشكل غير مباشر، ولكنه كان صداما حقيقيا، ولكن الهزيمة في 67 جاءت بخصوم الأمس يجتمعون ويصفون خلافاتهم ويحددون هدفهم بأن العدو والتهديد الاول يأتى من إسرائيل.

 

 

من هنا لابد من الإشارة والإشادة بدور السودان كبطل المصالحة التاريخية، بين الرئيس جمال عبدالناصر والملك فيصل، في القمة العربية بالخرطوم التى عرفت بعد ذلك بقمة اللاءات الثلاثة "لا تصالح، لا تفاوض، لا اعتراف"، وكانت الأزمات بين البلدين فى ذروتها فكانت المصالحة هى مفتاح بناء موقف عربى قوي.

 

كان هذا المؤتمر له العديد من الأهداف، منها الاتفاق على ثوابت يتفق عليها القادة العرب لمواجهة صلف وتصرفات الكيان الصهيونى ضد الدول العربية، لآن التجربة اثبتت أن التمزق العربى أدى في النهاية إلى نكسة يونية 67، بقراءة متأنية نجد أن هذا المؤتمر رسم خطط المواجهة مع العدو، نفذ منها على سبيل المثال وقف تصدير البترول إلى أمريكا وأوروبا وكل من يساند الكيان الصهيونى في خلال حرب أكتوبر المجيدة، لم يكن قرار وليد الصدفة بل هو أحد قرارات مؤتمر قمة الخرطوم 1967.

 

ربما من أكثر ما اشتهر به هذا المؤتمر هو قمة "اللاءات الثلاثة"، “ لا صلح..  ولا اعتراف.. ولا تفاوض” مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه، واعتبر المراقبين أن هذه "اللاءات الثلاثة" أقوى رد على العدو الصهيونى في تاريخ القمم العربية، وأنها ثوابت عربية لا يمكن التراجع عنها.

 

كما أكد المؤتمر على استمرار حالة العداء مع إسرائيل والتأكيد على وحدة الصف العربي ووحدة العمل المشترك، وضرورة التنسيق والقضاء على جميع الخلافات.

 

وأكد المؤتمر على ضرورة توحيد جميع الجهود للقضاء على آثار العدوان الإسرائيلي على أساس أن الأراضي المحتلة هي أراضي عربية المسئول عنها العرب جميعا، كما أن استعادة هذه الأراضي يقع على عاتق جميع الدول العربية، كما أكدت قرارات المؤتمر التاريخى على توحيد الجهود السياسية على الصعيد الدولي والدبلوماسي لإزالة آثار العدوان.

 

من القرارات المهمة التأكيد من وزراء المالية والاقتصاد في المؤتمر باستخدام وقف ضخ النفط كسلاح في المعركة. ومع ذلك، بعد دراسة شاملة للمسألة، توصل مؤتمر القمة إلى استنتاج مفاده أن ضخ النفط يمكن استخدامه كسلاح إيجابي، لأن النفط هو أهم مورد للدول العربية ومن الممكن استخدامه لتعزيز الاقتصاد في الدول العربية المتأثرة مباشرة بالعدوان بحيث تكون هذه الدول قادرة على الصمود في المعركة.. 

 

كما تقرر استئناف ضخ النفط بعد ان اوقف اثناء حرب يونية، لأن النفط هو المورد العربي الإيجابي الذي يمكن أن يستخدم في خدمة الأهداف العربية، وذلك سيساهم في الجهود المبذولة لتمكين تلك الدول العربية التي تعرضت للعدوان وفقدت الموارد الاقتصادية على الوقوف بحزم وإزالة آثار العدوان، كما وافق المؤتمرعلى الخطة المقترحة من قبل الكويت لإنشاء الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي على أساس توصية من وزراء الاقتصاد والمالية والنفط العرب في مؤتمر بغداد 1964.

 

من يقرأ نتائج المؤتمر يجد أنه كان ايجابيا لأقصى درجة ولم يكن مجرد مظاهرة سياسية، بالاضافة للصلح الذى حدث بين الدول العربية إلا هناك خطوات عملية تم اتخاذها والتى تعد من أبرز نتائج قمة الخرطوم تقديم كل من السعودية والكويت وليبيا دعما ماليا سنويا للدول المتضررة من العدوان الإسرائيلي حيث خصص مبلغ 147 مليون جنيه استرليني لكل من مصر والأردن، وهذا لم يمنع قمة الخرطوم (29 اغسطس – الأول من ستمبر) تقرر مطاردة المستعمر من خلال الإسراع في القضاء على القواعد الأجنبية في الدول العربية.

 

 

لقد كان الاستقبال الأسطورى من البسطاء من أهل السودان وكانوا بالملايين إحتلوا الخرطوم عن آخرها، هؤلاء كانوا  بمثابة الثقة للزعيم جمال عبدالناصر ان يقف فى مواجهة الهزيمة،تحية للشعب السودانى ونأمل ان يخرج من المعاناة التى يعيشها الان.. وتحيا وحدة مصر والسودان.

ياترى.. ماذا يمكن الدول العربية في إنقاذ السودان من السقوط فى وحل الحرب الأهلية؟

Advertisements
الجريدة الرسمية