رئيس التحرير
عصام كامل

قطايف رمضان.. طرائف «أشعب» أسطورة العرب في حب الطعام وحكاية «كان رجل ومات»

أشعب، فيتو
أشعب، فيتو

ترتبط حكايات وقصص أشعب بين الفكاهة والسخرية من الطمع وحب الأكل الفائض.

وارتبطت شخصية أشعب في أذهان الناس بالشره والطمع وحب الطعام، حيث يوصف كل من يأكل بطريقة غير عادية بأنه مثل أشعب.

ورغم أن أشعب يعود إلى شخص حقيقي، إلا أنه اكتسب العديد من التخيلات، وتمت الإضافة والحذف لقصصه وسيرته، بحيث أصبح أقرب للأسطورة منه للشخص الواقعي.

 

من طرائف أشعب

• عبث الوِلدان يومًا بأشعب فقال لهم: إن ههنا أناسا يفرقون الجوز - ليطردهم عنه - فتسارع الصبيان إلى ذلك، فلما رآهم مسرعين قال: لعله حق فتبعهم.

• سال رجل أشعب أن يقرضه مبلغا من المال، وأن يؤخر في السداد وقتا طويلا، فقال له أشعب، انك تطلب حاجتين، وأنا لا أستطيع إلا أن أقضي لك حاجة واحدة، منهما فقط فماذا تريد، وهل تقبل بذلك، قال الرجل في فرح كبير: بارك الله فيك اقبل اعطني طلب واحد فقط، وهنا رد أشعب وقال بخبث كبير: سوف أؤخرك ما شئت من الوقت ولن أسلفك يا رجل وتعلم أن تطلب طلبا واحدا من الآخرين وليس طلبين.

 

• كان أشعب صغيرا عندما جلس مع قوم يأكلون. وبعد قليل شرع في البكاء، فسأله أحد الحاضرين: مالك تبكي ؟

فقال: الطعام ساخن.

فقال الرجل: دعه حتى يبرد.

فقال أشعب: أنتم لا تدعونه!

• حضر أشعب مرة مائدة بعض الأمراء، وكان عليها جدي مشوي، فأخذ أشعب يسرع في أكله، فقال له الأمير: أراك تأكله بغضب كأن أمه نطحتك !!

فقال أشعب: وأراك تشفق عليه كأن أمه أرضعتك !!

 

• قال أشعب لزوجته، وكان معها دينار: أعطني هذا الدينار حتى يلد لك في كل أسبوع درهما.

فأعطته إياه، وصار يدفع لها في كل أسبوع درهما.

فلما كان الأسبوع الرابع، تلكّأ أشعب عن الدفع، فجاءت زوجته وطلبت الدينار منه، فقال لها: لقد مات بالنفاس!

فصاحت مندهشة: كيف ؟ وهل يموت الدينار بالنفاس؟!

فقال أشعب: تصدقين بالولادة، ولا تصدقين بالنفاس!

 

• كان أشعب يقص على أحد الأمراء قصة، بدأها بقوله: كان رجل…

وفجأة أُحضرت المائدة، فعلم أن القصة ستلهيه عن الطعام، فسكت. فقال له الأمير: كنت قد قلت: كان رجل…وسكتّ، فتابع وأخبرنا ما كان من أمر ذلك الرجل.

فقال أشعب وعيناه مسمرتان في المائدة: آه صحيح. كان رجل…ومات !

 

• سأل أشعب صديقا له: لماذا لا تدعوني أبدا إلى طعامك ؟

أجاب الصديق: لأنك شديد المضغ، سريع البلع. إذا أكلت لقمة، هيأت أخرى بسرعة.

فصاح أشعب: جعلت فداك، أتريد أن أصلي ركعتين بين لقمة وأخرى ؟! 

 

• مرت أيام على أشعب، وهو لا يجد سبيلا إلى لقمة، وذات يوم، بينما هو يمشي على جانب الطريق إذا بقوم غرباء يتغذون فقال لهم: سلام عليكم يا معشر اللئام !

فرفعوا أبصارهم إليه قائلين: لا والله، بل كرام، فجلس بينهم وهو يقول: اللهم اجعلهم من الصادقين، واجعلني من الكاذبين.

ثم مدّ يده في القصعة التي بين أيديهم، وهو يقول: ماذا تأكلون ؟

فأرادوا أن يوقفوا تهجّمه، فقالوا في فتور: نأكل سمّا.

فحشا فمه وهو يقول: الحياة بعدكم حرام.

وأخذ يجول في القصعة كما يجول الفارس في الميدان. فلما رأوه قد أغار على طعامهم وكاد يفنيه، قالوا له: أيها الرجل، هل عرفت أحدا منا ؟

فأشار أشعب بإصبعه إلى الطعام وقال: عرفت هذا.

 

من هو أشعب

تعود شخصية أشعب وقيل شعيب إلى رجل يدعى #أشعب_بن_جبير، تذهب بعض الروايات إلى أنه ولد سنة 9 هجرية، وكان أبوه – في الغالب - من موالي عثمان بن عفان، وقد عاش إلى أيام خلافة المهدي ثالث الخلفاء العباسيين الذي حكم في الفترة من 158 إلى 169هجرية، ولكن الروايات تتعدد بأنه كان مولى #عثمان أو سعد بن العاص والزبير بن العوام وآخرين.

 

وهذا لو صدقت رواية مولده، فيعني هذا أن أشعب عاش ليس أقل من 150 سنة، وهو أمر مبالغ فيه، ما يعني أن تاريخ ميلاده قد يكون متأخرًا بعض الشيء، وبالتحديد في خلافة عثمان تقريبًا حوالي 35 هجرية.

 

وقد تربى على يد عائشة بنت عثمان بن عفان، ويروى أنه تأدب على يدها وتعلم #علوم_الدين، ولكن فيما بعد فإن هزل وظرف أشعب صرف الناس عن الأخذ به في مسائل الدين والحديث.

 

ونقل أنه كان طيب العشرة، يحسن القراءة، وكان شديد الذكاء، وفي شأن نوادره فالواقع أنها يختلط فيها الخيال بالواقع، وتم الكثير من التحريف فيها، برغم أن الصورة العامة التي هيمنت في كتب التراث أنه رجل حريص وصاحب نكتة.

 

كذلك عرف أنه كان حسن الصوت وكان يجيد الغناء، بل يتكسب منه، وقد مزج دعابته بروح المُغني، وإن كان يميل أيضا للتطفل لشدة طمعه ما جعله مضرب مثل في ذلك، وقد ذكر في كتاب "أمثال العرب للميداني القول: "أطمع من أشعب".

الجريدة الرسمية