رئيس التحرير
عصام كامل

فتاوي رمضانية، ما حكم استعمال حبوب تأخير الحيض في رمضان؟ أحمد كريمة يجيب

الدكتور أحمد كريمة
الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر

حكم استعمال حبوب تأخير الحيض فى رمضان، ترغب الكثيرات في معرفة الحكم الشرعي في استعمال حبوب تأخير الحيض فى رمضان ومدى جواز ذلك.

حكم استعمال حبوب تأخير الحيض فى رمضان

ومن جانبه أجاب الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف عن هذا السؤال قائلا:

أجمع المسلمون على أن المسلمة التى تأتيها العادة الشهرية فى رمضان لا صيام عليها – أى لا صيام عليها فى الشهر، وإنما يجب عليها القضاء وهذا تخفيف من الله ورحمة بالمرأة الحائض حيث يكون جسمها متعبًا وأعصابها متوترة فأوجب عليها الإفطار من أجل هذا.

وعلى هذا إذا صامت وهى على هذه الحال، لم يصح منها الصيام، ولابد أن تقضى أيامًا بدل هذه الأيام، وهكذا كانت تفعل النساء المسلمات منذ عهد زوجات النبى  صلى الله عليه وسلم والصحابيات – رضى الله عنهن ومن تبعهن بإحسان -، ولا حرج على المرأة المسلمة إذا وافتها هذه العادة الشهرية أن تفطر فى رمضان، وأن تقضى بعد ذلك كما جاء عن عائشة – رضى الله عنها – أنها قالت: " كنا نؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة ".

وبناء على هذا فالأولى للمرأة المسلمة أن تسير الأمور على الطبيعة وعلى الفطرة، فما دام هذا الحيض أمرًا طبيعيًا فطريًا فليبق على الطبيعة التي جعلها الله على هذا، وإذا أرادت المرأة أن تتناول حبوبًا لتأخير العادة عن موعدها حتى لا يفوت عليها بعض أيام رمضان فهذا مما لا حرج فيه ولا إثم بشرط التأكيد يقينًا أن هذا لن يضر بها، وذلك بالرجوع إلى طبيب ثقة فى مهنته وخبير فى أمر الحيض حتى لا يقع الضرر، فإذا تأكدت من ذلك وتناولت هذه الحبوب وأخرت العادة صامت ؛ لأن عدم وجود الدم يجعل الصيام صحيحًا.

صوم المرأة

أحكام ثابتة في الشرع للمرأة المسلمة

ومن جانبها قالت دار الإفتاء، إن من الأحكام الثابتة فى الشرع أن المرأة المسلمة يجب عليها الفطر فى رمضان إذا جاءتها الدورة الشهرية؛ إذ الفطر هو الذى يناسبها فى حالات الإعياء والاضطرابات الجسدية التي تصاحب الحيض.

لذلك أوجب الشرع عليها الإفطار، وهذا تخفيف من الله تعالى ورحمة منه سبحانه، وما يفعله كثيرٌ من النساء من أكل شىءٍ قليلٍ جدًّا أو شرب بعض السوائل ثم الإمساك بقية اليوم هو أمرٌ مخالفٌ لِحكمة الشرع الشريف في التخفيف عليها والحفاظ على صحتها الجسدية والنفسية، والمطلوب منها أن تُفطر بشكل طبَيعى فى فترة حيضها، ولا حرج ولا لوم عليها؛ لأنها ستقضى هذه الأيام، حسبما جاء فى حديث السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت، "كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاةِ" متفقٌ عليه.

أما استعمال العقاقير والحبوب التى تؤخر الحيض إلى ما بعد رمضان، والتي تتيح للنساء إتمام الشهر كله بغير انقطاع، فلا مانع منه شرعًا، ويصح منها الصوم، ويجوز لها اللجوء إلى هذه الوسيلة، شرط أن يقرر الأطباء أن استعمال هذه الحبوب لا يترتب عليه ما يضر بصحة المرأة عاجلًا أو آجلًا، فإن ترتب على استعمالها ضررٌ فهى حرامٌ شرعًا؛ لأن من المقرر شرعًا أنه لا ضرر ولا ضرار، وحفظ الصحة مقصدٌ ضرورى من مقاصد الشريعة الإسلامية، ومع أن استخدام هذه الوسيلة جائزٌ شرعًا، إلا أن وقوفَ المرأة المسلمة مع مراد الله تعالى وخضوعَها لما قدَّره الله عليها من الحيضِ ووجوبِ الإفطار أثنائه أَثْوَبُ لها وأعظَمُ أجرًا.

الجريدة الرسمية