رئيس التحرير
عصام كامل

4 نكات حزينة

في السوق، سئل حكيم عن السر في أن كل مستورد غال إلا اللحوم، فالبلدي أغلى من الأجنبي. فأغلق الرجل عينا وفتح نصف الثانية وقال: لأن الناس تثق في بهايم بلدنا.

وما ينطبق على اللحوم الحمراء (جاموسي وبقري وضاني وماعز)، ينطبق أيضا  على اللحوم البيضاء (فراخ ورومي وبط).. ده حتى الكتكوت سعادتك، المصري سعره يفوق أضعاف سعر الكتكوت الأجنبي، مع إن الاتنين شعرهم أصفر!!

 

وعند الفرارجي، سألني مواطن: الفرخة التي خرجت من البيضة في البرازيل، وقضت حياتها هناك منذ كانت كتكوتا ضعيف الجناح حتى أصبحت شمورت، وأكلت علفا برازيليا وهي ترقص السامبا، ثم قطعت آلاف الأميال بحرا وبرا وجوا، ومصانع وعمال وشحن وجمارك.. كيف يكون سعرها نصف سعر الفرخة التي ولدت وتربت في مصر؟!

لم أجد ردا، لكن عجوزا تصادف مروره إلى جوارنا، سمع حديثنا، أجاب نيابة عني: علشان إحنا معرفناش نربي!!

وعلى بعد أمتار، بمناسبة الشتاء، من هذا الحوار، سمعت سيدة تقول لصديقتها إن الحرب الروسية – الأوكرانية هي السبب في ارتفاع أسعار السمك في بلدنا، ولهذا قررنا استيراد السمك الروسي لأنه أرخص سعرا من سمك بلدنا.

وحين أبدت الصديقة قلقها من جودة السمك الروسي، طمأنتها السيدة وقالت: لا تقلقي فسمك بلدنا مثل سمك روسيا.. الاتنين حلوين.

 

 

أنهيت جولتي في السوق، وعدت مسرعا إلى البيت، وقد اشتريت سمكة وحيدة على قد فلوسي، فقررت أن أشويها لكنني وجدت أنبوبة الغاز فارغة، فقلت أقليها لكنني تذكرت أنه لم يعد لدي زيت سوى بضع قطرات استخدمها لترطيب بشرتي التي يداهمها القشف، فقلت في نفسي يبدو أن لهذه السمكة عمرا، فذهبت لأقرب ترعة وألقيتها هناك، فسمعت السمكة في الماء تدعو: ربنا يعمر بيت اللي رفعوا الأسعار فلولاهم لبت في بطن هذا الحمار.

الجريدة الرسمية