بين الشوطين!
كشف كولر المدير الفنى لفريق النادى الأهلى لكرة القدم أمس السر وراء فوز فريقه على منافسه فريق نادى الزمالك.. وهذا السر هو مراجعة الأداء الذى طالب لاعبي فريقه بين الشوطين بأن يقوموا به حتى يتمكنوا من إحراز أهداف وتحقيق الفوز فى المباراة.. ولذلك اختلف أداء فريق الأهلى في الشوط الثانى عن الأداء الرتيب في الشوط الأول وأحرزوا ثلاثة أهداف وفازوا بالمباراةَ..
ولعل كل من يدير في مجالات أخرى لدينا يحاكى كولر ويهتم بمراجعة الأداء فيها. فنحن نحتاج بالفعل لهذه المراجعة حتى نرتقى بالأداء في كل المجالات وخاصة تلك المجالات التى نشكو من مشاكل وأزمات فيها مثل المجال الاقتصادى.
مراجعة الأداء حتى بدون حدوث مشاكل وأزمات مهم دوما بعد تجاوز مرحلة وبدء مرحلة جديدة حتى ولو لم تكن هناك مشاكل وأزمات، فما بالنا إذا حدثت مشاكل كما حدث اقتصاديا.. هنا تصير المراجعةَ ضرورة واجبة.. ومن تابع المؤتمر الاقتصادى الذى عقد قبل أسابيع مضت سوف يتأكد أن مراجعةَ السياسات والخطط والقرارات الاقتصادية كان المطلب الأول للأغلب الأعم من الحاضرين..
بل إن بعض المسئولين عن إدارة اقتصادنا يرون ضرورة ذلك أيضا مثل وزير المالية الذى نبه لخطأ الاعتماد على الأموال الساخنة مجددا، ومثل رئيس مجلس الوزراء الذى أعلن أن المجلس اتخذ قرارا بتجميد المشروعات القومية الجديدة التى فيها مكون أجنبي..
أما المجال السياسى فإن المراجعة فيه لا تقل أهمية عن المجال الاقتصادى، ويؤكد ذلك إطلاق حوار وطنى يتناول كل أمور وهموم الوطن وقضايا أمنه واستقراره السياسى في مواجهة محاولات لا تتوقف للنيل من تماسكه الوطنى.. وبَقى أن يكون ذلك هو نهج من يشاركون فيه حينما ينطلق بعد أن طال زمن التحضير والإعداد له.
