رئيس التحرير
عصام كامل

زلزال القاهرة 1992.. قصة أكبر هزة أرضية ضربت مصر

زلزال
زلزال

صباح اليوم، أعلن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وقوع زلزال بلغت شدته 6.4 درجة على مقياس ريختر جنوب جزيرة كريت، شعر به سكان المحافظات المصرية، لكن هذا الزلزال على الرغم من فزع البعض منه، إلا أنه يصنف بأنه غير خطير على الأرواح والممتلكات بالمقارنة بزلزال مصر الذي حدث عام 1992، فما حكاية أكبر زلزال ضرب مصر في التسعينيات.

في يوم 12 أكتوبر 1992 عند الساعة الثالثة و9 دقائق عصرًا تقريبا، وقعت أكبر هزة أرضية ضربت مصر والتي اشتهرت فيما بعد بـ "زلزال 92"، الذي استمر لمدة 30 ثانية، أصاب خلالها معظم بيوت مصر التي تهدم بعضها والبعض الآخر أصيب بتصدعات بالغة، فكان هذا هو الحدث الأكثر تدميرا من حيث الزلازل التي أثرت في مصر.

خطورة زلزال ٩٢

كان مركز الزلزال السطحي بالقرب من دهشور على بعد 35 كيلومترًا (22 ميل) إلى الجنوب الغربي من القاهرة، وبلغت قوة الزلزال 5.8 درجة على مقياس ريختر، وتسبب في وفاة 545 شخصًا وإصابة 6512 آخرين وشرد حوالي 50 ألف شخص.

وعلى الرغم من أن مصر تعرضت عام 1995 لزلزال عنيف ايضا بلغت قوته 7.2 درجة بمقياس ريختر، لكن وقوع مركزه في البحر الأحمر بعيدا عن مراكز الثقل السكاني، جعل الخسائر تتركز في مدينة نويبع في أقصى الشمال الشرقي، حيث لم تتجاوز 5 قتلى وعشرات الجرحى، إلا أن زلزال ٩٢ كان هو الأكبر من حيث عدد الضحايا والخسائر الاقتصادية.

إجراءات الحكومة

تزامن وقوع زلزال 92 مع اجتماع لمجلس الوزراء برئاسة الدكتور عاطف صدقي بهدف مناقشة عدد من القضايا الداخلية والخارجية، وما أن وقعت الهزة الأرضية العنيفة حتى هرع الوزراء إلى فناء مبنى المجلس الذي يقع في أحد الشوارع الجانبية المواجه لشارع قصر العيني في وسط القاهرة واستخدام أجهزة اللاسلكي الخاصة بوزارة الداخلية لمتابعة الموقف. 

وتشكلت على الفور غرفة عمليات داخل مجلس الوزراء برئاسة الدكتور عاطف صدقي وعضوية وزراء: الداخلية، والدفاع، والتموين، والإدارة، المحلية لتلقي البلاغات عن خسائر الزلزال أولا بأول، وفي هذه الأثناء أجرى صدقي اتصالات هاتفية مع الرئيس الراحل حسني مبارك في بكين حيث كان قد بدأ زيارته للصين في إطار جولة تشمل عددًا من الدول الآسيوية والأوروبية وأطلعه على طبيعة الموقف، وفي ضوء ذلك قرر الرئيس مبارك قطع زيارته للصين وعاد إلى القاهرة صباح اليوم التالي الثلاثاء.

قصص إنسانية

استعرضت الصحف ووسائل الإعلام في تلك الأثناء القصص الإنسانية المختلفة، والتي من بينها قصة "أكثم" الرجل الذي صمد لمدة 82 ساعة تحت الأنقاض فيما توفيت ابنته وزوجته وأمه.

وقالت إحدى الصحف في عنوان رئيسي: "معجزة إلهية.. في عمارة الموت: خرج أحد السكان حيا بعد 82 ساعة تحت الأنقاض".. "جندي شرطة سمعه يقول: الحقوني فاعتقد أنه عفريت،" كما رصدت الصحيفة حال أسرة حصلت على شقة وطردهم الابن منها ليتزوج فيها.

وفي قصة بعنوان: "أعاد الزلزال النظر إلى الأسطى أحمد"، أبرزت إحدى الصحف أيضا مفارقة أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فالاصطدام الذي تعرض له "الأسطى أحمد" كان سببا في إعادة نظره إليه، والسبب في أن تسعد الطفلة عبير بوجود "بلكونة" لأول مرة في شقتهم عقب تسلم أسرتها شقة في المساكن الجديدة التي انتقل إليها المتضررين من الزلزال، ضمن الـ 1700 أسرة من الفجالة والدرب الأحمر وباب الشعرية والظاهر وبولاق الذين تسلموا مساكنهم بمدينتي السلام والنهضة.

الجريدة الرسمية