رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الإخوان وهدم الأوطان!

ومن وسائل الإخوان لهدم الأوطان تحريف مفهوم الوطنية حيث زعموا أنهم دعاة وطنية ولكن ما هو مفهومهم أو رؤيتهم للوطنية..لقد دعا حسن البنا في رسائله إلى ما سماه وطنية المبادئ والعقائد، لا وطنية الحدود الجغرافية..وهل نسينا ما قاله عمر التلمساني المرشد الثالث ل جماعة الإخوان بأن حدود الوطنية عند الإخوان مقيدة بالعقيدة لا بالحدود الجغرافية.. وهذه تحريف للوطنية ولعبة إخوانية تهدف لتخويف الشباب من الانتماء للوطن بدعوى أن ذلك يعارض العقيدة الإسلامية ليتسنى لهم بذلك استمالتهم وتجنيدهم في صفوف هذا التنظيم واعتناق أفكاره.


وتلك مغالطة كبرى؛ فلا تعارض مطلقًا بين العقيدة والوطن بل الأمر توافق وانسجام؛ فالعقيدة الإسلامية الحقة تدعو للانتماء للوطن وتحث على وجوب الدفاع عنه؛ فمن مات دون عرضه أو ماله فهو شهيد بنص الحديث الصحيح: "من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد".. فكيف يكون للإنسان أهل أو مال وكيف يحافظ على دينه ودمه دون أن يكون له يؤويه ويحميه؟!


ويبقى أن حب الوطن اقترن في القرآن مع محبة النفس، كما اقترن حب الديار بحب الدين؛ لأن كلا منها أمر متأصل في النفوس، عزيز عليها، بل حكى الله عن نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام الدعاء بالأمن والرزق لموطنه يقول تعالى:"وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ"، الأمر الذي يؤكد ما يفيض به قلب إبراهيم عليه السلام من حبه المستقر لعبادته وموطن أهله، إذ الدعاء علامة من علامات الحب وتعبير عنه. 

 


ولا يخفى أن العقيدة الإسلامية الصحيحة تدعو إلى الانتماء للوطن والدفاع عنه والالتفاف حول قيادته والعمل على رفعته وازدهاره.. تعالوا نجعل الحب عنوانًا لكل شيء في حياتنا.. وأول مراتب هذا الحب هو حب الوطن.. حفظ الله مصر حفظ الله الوطن.

Advertisements
الجريدة الرسمية