رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مهندس بدرجة مغامر

هو مهندس مدني ألقت به ظروف الحياة في عدد من المحطات، وبحكم الدراسة بدأ حياته بالعمل في المقاولات ثم قفز إلى إنشاء المطابع والعمل في الطباعة ثم جرى به الزمن إلى محطة التصنيع. وبعد الوصول إلى السن الذي يسعى فيه المرء للخلود إلى استراحة محارب اشترى مزرعة صغيرة بمنطقة عرابى ورغم أنه باع وهو في مقتبل العمر أرضه الزراعية التي ورثها عن أسرته إلا أن حنينا دفعه إلى فكرة الاهتمام بالزراعة.


قرر المهندس محمد سالم أن يزرع أرضه نخيلا وهنا كانت محطته الجديدة بعد أن أثار شغفه فكرة الزراعة بالأنسجة وهي المنطقة الأكثر علما خلال العقدين الماضيين.. هكذا قرر محمد سالم المغامرة من جديد. توجه إلى العاصمة الفرنسية باريس وهناك تنقل بين عدد من المحطات العلمية حتى تلاقى مع اثنين من كبار العلماء في زراعة النخيل البارحى والمجدول بالأنسجة.

تجربة محمد سالم


اطلع محمد سالم على تجربة فرنسا العلمية في هذا المجال واستهواه أن ينقل تلك الخبرات إلى بلده فأنشاء تحالفا مع واحد من أهم المعامل العاملة في هذا المجال. وتلاقى مع شركة أخرى لإنشاء معامل الأنسجة وفق آخر تحديث علمى وبالفعل أنشأ معمله في أقل من ستة أشهر ولم يتوقف عند هذا الحد فاستقدم مع شركائه الفرنسيين عددا من علماء العالم.


بعد جهد كبير أصبح معمله واحدا من أهم معامل زراعة الأنسجة في محيطه الإقليمي بعد أن استقدم خبراء من فرنسا ومن المغرب ومن سلطنة عمان كما استقدم أهم خبير بطاطس في العالم واسمه "آرورة"، وبدأ محمد سالم تجربته.


زيارة المعمل الذي أقيم على حوالى ألفي متر تنقل إليك واحدة من أهم وأعقد التجارب العلمية بين معمل هو أشبه بمستشفى معقم تعقيما أكثر تعقيدا وعدد من الصوبات الملحقة بالمزرعة وكل صوبة لها مواصفات خاصة لصنع بيئة بمواصفات تختلف عن زميلاتها.

 


هذه المساحة الصغيرة كفيلة بسد حاجة البلاد من تقاوى البطاطس ومن خلالها تستطيع أن تنتج خمسة ملايين فسيلة للنخيل البارحى والمجدول كما يمكن استهداف محاصيل أخرى مثل الفراولة وغيرها.
تجربة محمد سالم تؤكد أن الحلول العلمية ممكنة وأنها لا تحتاج إلا قرار وإرادة ومثابرة وتحمل المسئولية الوطنية فمساحة أقل من فدان يمكنها حل واحدة من أهم مشكلات مصر شريطة ألا نحاصرها بدعم المستوردين على حساب الإنتاج.

Advertisements
الجريدة الرسمية