رئيس التحرير
عصام كامل

أصعب كلمة فى القمة العربية.. لبنان الذي تعرفونه انطفأ نوره ووصل إلى لحم الحي

نجيب ميقاتى رئيس
نجيب ميقاتى رئيس الحكومة اللبنانية

قال نجيب ميقاتى رئيس الحكومة اللبنانية، إن لبنان الذي تعرفونه قد تغيّر نعم قد تغيّر.المنارة المشرقة انطفأت، والمرفأ الذي كان يعتبر باب الشرق انفجر، والمطار الذي يعتبر منصة للتلاقي تنطفئ فيه الأنوار  لعدم وجود المحروقات".

وأضاف نجيب ميقاتي خلال كلمته اليوم فى القمه العربية فى الجزائر، أن البنيه التحتية فى لبنان مترهلة ونواجه تضخما كبيرا وتحولنا لجسد ضعيف يحتاج إلى مقويات. 

وأعلن "أننا في دولة تعاني اقتصاديا وحياتيا واجتماعيا وبيئيا، ونحارب الأوبئة بأقل الإمكانات.نعم، بأقل الإمكانات حتى وصلنا إلى اللحم الحي. فنحن نواجه منذ سنوات عدة، أسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية في تاريخنا، نالت من سائر المؤسسات ووضعت غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر، وتسببت بهجرة الكثير من الطاقات الشابة والواعدة، وخسارة الوطن خيرة ابنائه."

وأشار إلى أن لبنان نجح مؤخرا، في التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود الجنوبية لمنطقته الاقتصادية الخالصة، "ونأمل في أن يكون ذلك بداية مسار يقود إلى ازدهار لبنان ورخاء اللبنانيين والتوافق على انتخاب رئيس جديد يلم شمل اللبنانيين".

"وإننا إذ نستذكر اتفاق الطائف الذي أرسى معادلة الحكم في لبنان، فلتأكيد التزامنا التام به، وعدم تساهلنا مع أي محاولة للمس بجوهره." 

نص الكلمة

إخواني بداية أتوجه بالشكر والتقدير للجزائر، قيادة وشعبا، على حسن الاستقبال والضيافة والتنظيم وعلى كل الجهود التي بذلت من أجل توفير أفضل الظروف لنجاح قمة "لمّ الشمل العربي".

وإني إذ أعرب عن تقديرنا وشكرنا للجهود التي بذلتها تونس الشقيقة في خلال ترؤسها للقمة الماضية، فإننا نتمنى للجزائر الشقيقة النجاح في رئاستها للدورة الحالية للقمة.

يشرفني أن امثّل لبنان بكلمة صريحة موجهة من أخ لأخوته،  نابعة من قلب مخلص لعروبته. أمثل لبنان، منارة العروبة،الذي احتضنت جامعاته منذ اوائل القرن الماضي قادة العرب، فكان مهدا لليقظة الفكرية للقومية العربية. 

 

وفي هذه الايام المجيدة استذكر تعاطف لبنان مع  الشعب الجزائري في ثورته،حيث اكتظت الشوارع بالتظاهرات، واعتبرنا أن  ذلك الانتصار ليس فقط للشعب الجزائري، بل أيضا  نجاح للتضامن العربي وللعروبة.

مع انعقاد القمة، تنتصر الجزائر اليوم  في استقبال هذه القمة التي نعلق عليها امالا كثيرة بأن تكون إمتدادا للانتصار والتضامن العربيين. ولكنني أصارحكم القول إن لبنان الذي تعرفونه قد تغيّر... نعم قد تغيّر.

المنارة المشرقة انطفأت،والمرفأ الذي كان يعتبر باب الشرق إنفجر. والمطار الذي يعتبر منصة للتلاقي تنطفئ فيه الانوار  لعدم وجود المحروقات.

 نحن في دولة تعاني اقتصاديا وحياتيا واجتماعيا وبيئيا، ونحارب الاوبئة باقل الامكانات.نعم، باقل الامكانات حتى وصلنا الى اللحم الحي.

لبنان مساحته  صغيرة، ولكن ابوابه بقيت  مشرّعة لكل الاخوة،  والعرب خصوصا، أما اليوم فبتنا غير قادرين  على الاستمرار في استضافة ديموغرافيا عربية باتت تقارب نصف الشعب اللبناني.

بنيتنا التحتية باتت مترهلة، ومواردنا اصبحت قليلة،ونعاني تضخما كبيرا لا مثيل له. ورغم ذلك، نحن نستقبل هذه الديموغرافيا ولكننا، أيها  الاخوة، تحوّلنا  جسدا ضعيفا يحتاج الى مقويات بدل التجاهل الحاصل.

لا يخفى عليكم، وأنتم خير المتابعين والمهتمين، الظروف الإستثنائية، في صعوبتها وتعقيداتها، التي يمر بها لبنان. فنحن نواجه منذ سنوات عدة، أسوأ ازمة اقتصادية واجتماعية في تاريخنا، نالت من سائر المؤسسات ووضعت غالبية اللبنانيين تحت خط الفقر، وتسببت بهجرة الكثير من الطاقات الشابة والواعدة، وخسارة الوطن خيرة ابنائه. 

وجدت الحكومة اللبنانية نفسها امام أزمة غير مسبوقة، حتّمت علينا السير ببطء وحذر شديدين لتدارك الوضع وتأسيس الارضية المناسبة للمساهمة في الوصول بالبلاد الى بر الأمان. وبالرغم من هذه الظروف، نجحنا في تحقيق العديد من الاهداف التي وضعناها،ومن أبرزها اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها، وتوقيع اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي،وايجاد نظام طارئ للامن الاجتماعي بالتعاون مع البنك الدولي والاتحاد الاوروبي، ونواصل العمل للسير قدما بكل الاصلاحات التشريعية والادارية الضرورية للخروج من محنتنا الحاضرة. 

كما نجح لبنان، مؤخرا، في التوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود الجنوبية لمنطقته الإقتصادية الخالصة،ونامل أن يكون ذلك بداية مسار يقود إلى ازدهار لبنان ورخاء اللبنانيين والتوافق على انتخاب رئيس جديد يلم شمل اللبنانيين.

وفي سياق جهودنا هذه لا  بد لنا من شكر الاخوة العرب الذين لبوا النداء، ولا نزال،نعول  على مساعدة جميع الاخوة العرب للبنان. 

وإننا إذ نستذكر اتفاق الطائف الذي أرسى معادلة الحكم في لبنان، فلتأكيد التزامنا التام به، وعدم تساهلنا مع اي محاولة للمس بجوهره.

لا اجد في ختام كلمتي أفضل من الدعوة الصادقة إلى التكاتف والتعاون،،وتفعيل التنسيق وتعميقه في ما بيننا ومدّ جامعة الدول العربية بمزيد من الدعم للقيام بدورها في هذه الظروف التاريخية. وفي هذا السياق يتمسك لبنان بانشاء  المركز  القانوني العربي على أرضه وخصص  قطعة أرض لبنائه.

في  المنعطفات الكبرى التي تتهدد فيها الخرائط الجيوسياسة، تقتضي الحكمة أن يزداد التفاف أمّة العرب حول نفسها بحيث لا يغيب أيّ من اركانها عنها، ولا تبقى بعض نواحيها مكلومة أو مأزومة. 

كما اؤكد  التزام لبنان بقرارات الجامعة العرببة ودعم هذه المؤسسة للقيام بدورها في هذه الظروف التاريخية، وأعلن تضامننا الكامل مع القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة.

في النهاية لتتشابك الايدي العربية  لانقاذ بلدي لبنان الذي يعتز بالعروبة والمُحِبْ لاشقائه.

الجريدة الرسمية