رئيس التحرير
عصام كامل

خطبة على المسرح وزواج بعد نهاية فيلم.. حكاية شويكار الدلوعة التي أخرجت فؤاد المهندس من وقاره

شويكار وفؤاد المهندس
شويكار وفؤاد المهندس

ممثلة شاملة قدمت أدوارًا ناجحة في الإذاعة والمسرح والسينما والتليفزيون، إلا أنها بدأت بالمسرح خاصة في مسرح التليفزيون، صاحبة كاريزما خاصة لكنها متميزة، تقول دائمًا لو لم أكن ممثلة لوددت أن أكون زوجة وأم وست بيت، هي الفنانة الاستعراضية الكوميدية الدلوعة شويكار أو "فتافيت السكر" حسب المعنى الفارسي لاسمها.

وُلدت شويكار إبراهيم طوب صقال وهذا هو اسمها كاملًا، في 4 نوفمبر بحي الدقي الراقي بمحافظة الجيزة لعائلة ثرية تنتمي لأصول تركية، حيث كان والدها من كبار ملاك الأراضي ومن أعيان محافظة الشرقية، وهي أخت لستة من الأشقاء هم شريفة، شكري، شمس، شاهيناز، شاهيستا، شريف، وبدأت شويكار مراحلها الدراسية بمدارس الجيزة ثم التحقت بمدرسة نو تردام دي ديلافراند وتخرجت منها وهي إحدى المدارس الراقية بحي مصر الجديدة، وبعد تخرجها تم زواجها مبكرًا، حيث كانت في قمة أنوثتها رغم سنها الصغيرة، وتزوجت من حسن نافع ولم يستمر زواجهما سوى عامين، حيث توفي زوجها بشكل مفاجئ، وترك لها ابنتها الوحيدة منة الله، وبعد وفاة زوجها عملت في شركة بترول لفترة صغيرة للغاية، حيث تقابلت في هذا التوقيت بالفنان الممثل محمود السباع والمخرج حسن رضا وعرضَا عليها العمل بالمسرح كممثلة في فرقة أنصار التمثيل فوافقت وتركت عملها في شركة البترول، وكان ذلك عندما استشعر محمود وحسن أنها من الممكن مع جمالها وجاذبيتها أن تكون مشروع لممثلة واعدة، ووجدتها شويكار فرصة لتتعرف على عالم الفن والتمثيل الذي كانت موهبته بداخلها ولم تستشعرها بشكل كامل.

وتخرجت شويكار من كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وبدأت العمل بفرقة أنصار التمثيل، وكان من أكبر أمنيات الفنانة شويكار في بداية حياتها العمل بالصحافة، حتى إنها تركت أضواء الكاميرا وحرارة الإستوديوهات، لتمتهن مهنة البحث عن المتاعب، وكما نشرت مجلة آخر ساعة في العدد 1758 عام 1968، أنه بعد العمل بالصحافة لمدة أسبوعين كصحفية تحت التمرين بمجلة آخر ساعة، وحضور اجتماعات التحرير اليومية والجرى وراء المصادر، تركت شويكار العمل فجأة واختفت، وعندما عثرت عليها المجلة بعد أيام قالت: إن حرارة الإستوديوهات أرحم ألف مرة من العمل في الصحافة.

 

إنت اللي قتلت ببايا 

في الإذاعة عملت 14 سنة مسلسلات لشهر رمضان منها "العتبة جزاز، شنبو في المصيدة، إنت اللي قتلت بابايا، دنيا بنت دنيا، سها هانم" وغيرها وكلها مع فؤاد المهندس.

 

برج العقرب 

تقول شويكار عن بدايتها: يقولون عن مواليد برج العقرب الكثير إلا أنى أرى أن أنثى العقرب تتميز بالشباب الدائم والحيوية وذلك لأن قلبها صغير كالطفل لا كبر في أدائه وإنْ كان كبيرا في احتوائه، أما أنا فقلبي مليء بالطفولة وروحي بيضاء لم يغطيها التراب رغم كل التعاملات التي قابلتها في حياتى.. لم يستطع أي منهم أي يغير مني شيئا، أنا طول عمرى أحترم نفسي وعملي وأحب عائلتي وصديقاتي وأحافظ على كرامتى وابتعد عن أي تراب يقابلنى.

وأضافت: في بدايتى الفنية كان عامل الشكل والجمال الأرستقراطى مهيمنًا عليَّ بصورة كبيرة لكنى أردت توصيل فكرة أنى لست جميلة فقط لكن عندي عقل فحاولت ألا أعتمد على جمالي فكسرت مقولة إنى لا أجيد إلا أدوار بنت الذوات.

 

بداية مسرحية 

كانت بداية شويكار المسرحية حين رشحها الفنان عبد المنعم مدبولى كوجه جديد للمشاركة في مسرحية "السكرتير الفنى"، لكن الفنان فؤاد المهندس رفضها في بداية الأمر لاعتقاده أنها لا تصلح للعمل في الأعمال الكوميدية، وكان اعتراضه عليها يكمن في مظهرها وأسلوبها، ولكنه فيما بعد اضطر للموافقة بها، وتفاجأ فيما بعد بأدائها، وشاركته للمرة الثانية في مسرحية "أنا وهو وهى"، وفى هذا العمل ظهرت شرارة الحب بينهما، وأثناء عرض المسرحية فاجأ المهندس الجميلة شويكار بطلب الزواج منها على خشبة المسرح، حيث قال لها "تتجوزيني يا بسكويتة؟".

الفنانة شويكار 

ومن أشهر وأهم أفلام هذا الثنائي فؤاد المهندس وشويكار والتي قدمت منذ عام 1964 وحتى منتصف السبعينيات تقريبًا: هارب من الزواج 1964 من إخراج حسن الصيفي، وهو الفيلم الذي تزوجا عندما انتهيا من مشهد النهاية فيه وكانت بملابس الزفاف وكان المخرج حسن الصيفي أحد الشهود على وثيقة الزواج.

ومن الأفلام المهمة أيضًا لهذا الثنائي: اعترافات زوج 1964 لفطين عبد الوهاب، اقتلني من فضلك 1965 من إخراج حسن الصيفي، إجازة بالعافية 1966 من إخراج نجدي حافظ، غرام في أغسطس 1966 لحسن الصيفي، أخطر رجل في العالم 1967 من إخراج نيازي مصطفى، الراجل ده هيجنني 1967 للمخرج عيسي كرامة، مراتي مجنونة مجنونة 1968 من إخراج حلمي حليم، مطاردة غرامية 1968 من إخراج نجدي حافظ، أشجع رجل في العالم 1968 للمخرج حسن الصيفي، شنبو في المصيدة 1968 للمخرج حسام الدين مصطفى، أرض النفاق 1968 من إخراج فطين عبدالوهاب، وهذا الفيلم يرى النقاد أنه من أهم الأفلام الكوميدية في تاريخ السينما المصرية وهو من بين قائمة أفضل 100 فيلم مصري.

كما قدم الثنائي أفلامًا أخرى مثل: العتبة جزاز 1969 من إخراج نيازي مصطفى، عريس بنت الوزير 1970 لنيازي مصطفى الذي أخرج لهما فيلمًا آخر خلال نفس العام إنت اللي قتلت بابايا، ربع دستة أشرار 1970 من إخراج نجدي حافظ، الرجال الطيبون 1971 من إخراج إبراهيم لطفي، سفاح النساء 1971 من إخراج نيازي مصطفى، شلة المحتالين 1973 من إخراج حلمي رفلة، مدرسة المراهقين 1973 من إخراج أحمد فؤاد، فيفا زلاطا 1976 من إخراج حسن حافظ، وقد حققت هذه الأفلام نجاحًا جماهيريًا منقطع النظير يضاف إلى النجاح الذي كان هذا الثنائي يحققه في المسرح ورغم أن شويكار قدمت في هذه الأفلام شخصيات وأدوار مختلفة ومتباينة إلا أنها حافظت على أسلوبها الخاص جدًا في الأداء والتي تفردت به واعتبره النقاد جزء مهم جدًا من نجاحها ونجوميتها السينمائية والمسرحية، بل والإذاعية، حيث قدم هذا الثنائي عددًا غير قليل من المسلسلات الإذاعية الناجحة جدًا والتي كانت غالبًا ما تقدم في شهر رمضان خلال تلك الفترة وبعض هذه المسلسلات تحول إلى أفلام من بين الأفلام التي ذكرناها.

ولم يكن النشاط السينمائي لشويكار خلال هذه الفترة منذ عام 1964 حتى منتصف السبعينيات قاصرًا على أفلامها مع فؤاد المهندس بل قدمت عددًا غير قليل من الأفلام الجيدة مع نجوم آخرين، ومن أهم هذه الأفلام: المارد من إخراج السيد عيسي، أمير الدهاء مع هنري بركات، الشقيقان 1965 من إخراج حسن الصيفي، مبكي العشاق 1966 من إخراج حسن الصيفي، رضا بوند 1970 من إخراج نجدي حافظ، الشحات 1973، وقدمت شويكار خلال هذه الأفلام أدوارًا وشخصيات مختلفة غلب على معظمها طابع الرومانسي وأحيانًا أدوار الإغراء وحققت نجاحًا فائقًا من خلال هذا التنوع لتثبت أثناء هذه المرحلة أنها قادرة على أداء جميع الأدوار والشخصيات البعيدة عن الكوميديا وظلت على مدى ما يزيد على 10 سنوات محافظة على البطولة المطلقة وعلى نجوميتها وتألقها وبريقها.

وفي منتصف السبعينيات تقريبًا أدركت شويكار بذكائها الفني أنها لن تستطيع أن تستمر طويلًا في أداء دور الفيديت أو الفتاة الجميلة التي يقع في غرامها بطل الفيلم وأنها أيضًا تريد أن تقدم أدوارًا وأفلامًا من نوعيات أخرى غير الكوميديا أو الأفلام الخفيفة أفلام وأدوار يغلب عليها طابع التراجيديا أو القضايا الاجتماعية الجادة، وبالفعل غيَّرت تمامًا نوعية أدوارها، ولم تعد تسعى لأدوار البطولة المطلقة، بل إنها رحبت بالأدوار الثانية واستطاعت بموهبتها وخبرتها والنضج الفني الذي اكتسبته أن تكسب هذه الأدوار البريق والتألق وتحقق بها نجومية لا تقل بحال عن نجومية الأدوار الأولى بحيث يصعب تخيل أن تقوم ممثلة غيرها بتجسيد الأدوار التي قدمتها خلال هذه المرحلة، ومن أشهر أفلامها التي قدمتها وشاركت فيها خلال هذه المرحلة الجديدة من مشوارها السينمائي: الجبان والحب بطولة وإخراج حسن يوسف، النداهة مع المخرج حسين كمال، الكداب مع صلاح أبو سيف، الكرنك مع علي بدر خان، والأفلام الأربعة عام 1975، وفي عام 1976 كان هناك فيلم سنة أولى حب الذي شارك في إخراجه صلاح أبو سيف، عاطف سالم، كمال الشيخ، نيازي مصطفى وكانت من المرات النادرة أن يشترك هذا العدد من المخرجين في فيلم واحد، وبالطبع شهد هذا العام فيلمها الشهير دائرة الانتقام مع المخرج سمير سيف، جنس ناعم 1977 إخراج محمد عبدالعزيز، فتاة تبحث عن الحب 1977 من إخراج نادر جلال وخلال هذا الفيلم قبلت بجرأة تجسد دور الأم لفتاة شابة هي يسرا، طائر الليل الحزين 1977 من إخراج يحيى العلمي، السقا مات مع صلاح أبو سيف، دعاء المظلومين من إخراج حسن الإمام والفيلمان عام 1977 أيضًا.

تزوجت شويكار ثلاث مرات في حياتها، الأول هو والد ابنتها الوحيدة المهندس حسن نافع الذى رحل وهى ابنة 18 عاما، أما الثانى فهو الأستاذ فؤاد المهندس الذى كان يطلق عليها البسكوتة، وكان زواجهما هو أشهر الثنائيات في السينما والمسرح فقد استمرت علاقة الحب والعمل عشرين عاما حتى تم الانفصال لتتزوج شويكار المؤلف مدحت يوسف.

عملت شويكار في السينما وبدأت بفيلم حبر الوحيد عام 1960 مع عمر الشريف ونادية لطفى وتبعته بشريط طويل من الأفلام منها: غرام الأسياد، العتبة جزاز، كلمنى شكرا، الكرنك، السقا مات، هارب من الحب وغيرها، وكان آخر أعمالها الفنية مسلسل "سر علنى" عام 2012 ثم كان قرار الاعتزال.

 

ما يحبش شريك 

عن السينما قالت شويكار: أنا لم أكن ممثلة تمام إلا في سن الخامسة والثلاثين، وفى السينما لا أعمل إلا في إجازة المسرح إنما لا يمكن أشتغل الاثنين مع بعض لأن المسرح زى الفريك ما يحبش شريك.

وأضافت شويكار: تربعت في قلوب الناس في الكوميديا أكثر زي ماري منيب.

الجريدة الرسمية