رئيس التحرير
عصام كامل

نحن والضغوط الأمريكية!

بعد التطورات الأخيرة في الصراع العسكري بين روسيا والغرب الدائر على الأرض الاوكرانية علينا أن نتوقع أن تستهدف أمريكا بضغوطها العديد من الدول، ومصر منها، حتى تنخرط أكثر في العقوبات الاقتصادية التى فرضتها على روسيا.. فإن الخيار المفضل لدى أمريكا للرد على ضم روسيا لأربع مناطق من الأراضي الاوكرانية هو إطالة أمد الحرب لاستنزاف روسيا عسكريا واقتصاديا، دون التورط باشتراك مباشر في هذه الحرب سواء من قبل قواتها أو قوات تابعة لحلف الناتو، ولذلك لم ترحب أمريكا بطلب زيلينسكى بانضمام بلاده لحلف الناتو الآن.

 

وبالتالى سوف تسعى أمريكا لزيادة الضغوط العسكرية على روسيا من خلال تزويد أوكرانيا بأسلحة جديدة بشكل مستمر ومتواصل، وفى ذات الوقت ستعمل على تكثيف الحصار الاقتصادي على روسيا من خلال مشاركة أكبر عدد من الدول في العقوبات الاقتصادية التى تعرضت لها.


هنا يصير مهما أن نكون متأهبين لمواجهة ذلك.. بالطبع من المؤكد إن أمر الضغوط الامريكية قد خضع من قبل المتخصصين والخبراء لدينا للبحث والدراسة.. غير أن المستجدات الجديدة التى شهدتها وسوف تشهدها الحرب الاوكرانية  يحتاج منا تجديد هذه الدراسات لوضع الخيارات المتنوعة لمواجهة هذه الضغوط الامريكية المحتملة، في ظل إصرار أمريكا على إلحاق الهزيمة بروسيا للاحتفاظ بهيمنتها على عالمنا وإحباط أية إرهاصات لصياغة نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب وليس أحادى القطبية كما حدث بعد إنهيار الإتحاد السوفيتى السابق. 

 


فإذا كانت أمريكا اضطرت لقبول عدم مشاركة عددا من الدول في حصار روسيا اقتصاديا منذ أن بدأت الحرب حتى الآن، فإنها في الأغلب قد تلجأ إلى عدم التساهل مع هذه الدول التى تراها أفسدت هذا الحصار أو خفضت من فاعليته، ونحن يجب أن نكون جاهزين لكل الاحتمالات والتداعيات ومستعدين لمجابهتها حماية لمصالحنا وأمننا القومى. 

الجريدة الرسمية