رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل انتهى وباء كورونا؟!

ألا يكفي صناع الحروب والأزمات ما فعلته كورونا في البشر من إزهاق للأرواح ومتاعب صحية لمن نجوا من الجائحة وتوقف للنشاط الاقتصادي وتعثر في سلاسل الإمداد وانكماش وركود وغلاء لا تزال وتيرته تتصاعد يوما بعد يوم بعد أن اشتعلت الحرب الروسية الأوكرانية.. بصورة تختلف حدتها من مكان لآخر بحسب قدرة كل دولة على إحكام قبضتها ورقابتها على التجار ومنع الجشع والاحتكار.. 

 

لكنها إن استمرت لا قدر الله فهي تنذر بعواقب وخيمة وأوقات عصيبة لا يعلم إلا الله كيف ستنتهي، ولا طاقة لأحد باحتمالها.. ألم يكفهم كل ذلك حتى يزيدوا معاناة الإنسان البسيط  الذي لا ناقة له ولا جمل فيما يجري من صراعات وحروب.

تجار الأزمات


الشعوب كانت تنتظر نهاية الوباء لتحسين معيشتها وتيسير أمورها لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. فهناك للأسف تجار أزمات وأثرياء حروب في كل مكان وزمان.. وقد استغل بعض التجار هنا في مصر ما يحدث من أزمات عالمية ليرفعوا أسعار أغلب السلع المهمة، ما دفع كثيرين لمطالبة الحكومة بتشديد رقابتها على الأسواق والتعامل بحسم مع كل تاجر جشع أو محتكر ومع كل من تسول له نفسه المساس بقوت الشعب وانتهاز الأزمة للمغالاة في السعر الذي يدفع المواطن البسيط فاتورته الباهظة.


صحيح أن الدولة سارعت بتوفير احتياطي استراتيجي آمن من السلع الغذائية الرئيسية والتوسع في منافذ البيع للجمهور بأسعار مخفضة بالتعاون مع القطاع الخاص لكن هناك تجارًا يفعلون ما يحلو لهم في غيبة جهاز حماية المستهلك والأجهزة الرقابية، يرفعون الأسعار بلا ضمير ولا مراعاة لظروف الناس والدولة.

 


نهاية وباء كورونا لم تحسم بعد حتى وإن لاحت إرهاصاتها في الأفق كما صرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.. لكن الرئيس الأمريكى جو بايدن استبق الأحداث وتعجل بالقول بنهاية الوباء؛ الأمر الذي جر عليه انتقادات العلماء والأطباء الأمريكان كما ردت عليه المنظمة العالمية بأن الجائحة لم تنته بعد.. ولعل الأيام المقبلة خصوصًا بعد دخول الشتاء سوف تجيب وحدها بحسم عن السؤال: هل انتهى وباء كورونا أم لا.. وهل أصبح شيئًا من الماضي، أو صار كمرض الانفلونزا أم أنه سيتحور ويفاجيء البشرية بضحايا جدد وتداعيات لم تكن في الحسبان؟!  

Advertisements
الجريدة الرسمية