رئيس التحرير
عصام كامل

حياتنا!

حياتنا مليئة بالمشاكل والمتاعب، ومن المستحيل أن نجد شخصًا لم يتعرض لمشاكل أو تواجهه صعوبات، أو تعتريه فترات عصيبة، لكن رغم  كل قسوة وكربة نتحملها لا يجب أن نستسلم أبدًا ولا تفتر العزائم ولا تتراجع، هكذا الحياة نتألم ونبتسم، نبكي ونضحك، نسقط ونهوي يومًا وننهض ونرتقي في آخر. هكذا هي الحياة فرغم الظروف القاسية والصعبة التي يمر بها العالم بسبب وباء كورونا والحرب الاوكرانية الروسية فإن الحياة تمضي حلوة رغم مرارتها..

 

جميلة رغم المكاره، باسمة ضاحكة رغم ما فيها من بكاء وصراخ وعويل وويلات، إن جمال الحياة وحلاوتها وإشراقاتها يكمن في الأمل والثقة في القادر المطلق سبحانه وتعالى، ثم الثقة في النفس الشخص السعيد يرى الحياة بنظرة إيجابية فالأمل دائمًا وأبدًا منهجه، فتنجلي له النواحي المشرقة البيضاء ويسعى لإنجاز أعماله بكل سماحة ورضى قلب، فيتغلب على الصعاب ويذلل المشكلات والأمور وعوائقها فتحلو له الحياة وتزيد روعة وبهاء. عكس الشخص المتشائم فيرى الحياة مظلمة سوداء، فتغيب عنه الفرص التي لو قام باستغلالها لوجدها تنفع وتثمر..

السعادة والتفاؤل

 

فكلما زاد الإنسان تشائم زاد خسرانًا، وكلما ابتعد عن الأمل والرجاء ابتعدت عنه الأفراح والمسرات وغرق في الحزن والكآبة، وساءت له الحياة وأضحت أكثر مرارة وتضاعفت الصعاب والمكابد والمعطلات.. تخلصوا من الشعور بالكآبة والإحباط حتى تتمتعوا بقلب سليم قادر على ضخ الأمل في شرايين الحياة؛ فكثرة الأحزان تميت القلب وتزهق روح الحياة وتزيد الكدر.


إذا أردنا السعادة فعلينا بالتفاؤل ويكفينا أن القرآن الكريم دعا إليه.. واقرأ إن شئت قوله تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}، {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}، {سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ}، {مَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ}، {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}.

 


وحتى المذنبين يدعوهم ليتفاءلوا بمغفرة اللِه لهم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.. فهل بعد كل هذا تغفل عن التفاؤل وتستسلم للإحباط والتشاؤم.. وماذا تقول في قول نبينا عليه الصلاة والسلام "من بات آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فقد حيزت له الدنيا بحذافيرها" فماذا ينقصك من هذه الثلاثة حتى تشعر بالتفاؤل والرضا والسعادة؟!

الجريدة الرسمية