رئيس التحرير
عصام كامل

"أسهم الميم".. هواة يتلاعبون بأسواق المال

بورصة وول ستريت
بورصة وول ستريت

ربح طالب جامعي أمريكي 110 ملايين دولار بعد أن باع حصته في شركة التجزئة المتعثرة "بيد باث آند بيوند" الأمريكية، عندما ارتفع سعر سهم الشركة ما يذكر بطفرة "أسهم الميم" العام الماضي.

واستحوذ الطالب جيك فريمان، المتخصص في الرياضيات التطبيقية والاقتصاد في جامعة جنوب كاليفورنيا، على نحو خمسة ملايين سهم في الشركة في يوليو، حين أدت أرباحها الضعيفة وإقالة رئيسها التنفيذي إلى انخفاض سعر سهمها.

 

5.50 دولار للسهم

واشترى فريمان حصته بأقل من 5.50 دولار للسهم. 

ويوم الثلاثاء الماضي ارتفع السهم إلى أكثر من 27 دولارا. ومع هذا الارتفاع باع فريمان ما تزيد قيمته على 130 مليون دولار من الأسهم من حساباته في "تي دي أميريترايد" و"إنترآكتيف بروكرز".

جاء بيع فريمان لأسهمه في الوقت المناسب، فقد تراجعت أسهم الشركة أكثر من 20 في المائة يوم الخميس بعد أن كشف ريان كوهين، المستثمر المناصر لأسهم الميم، مساء الأربعاء أنه يعتزم بيع كامل حصته في الشركة التي تبلغ نحو 12 في المائة.

هذه الصفقة للطالب الجامعي التي أثرت على السوق فتحت النقاش حول مفهوم"أسهم الميم" ومدى تأثير هؤلاء الصغار على أسواق المال.

 

طفرات سعرية عالية

أسهم الميم، مصطلح يطلق على الأسهم التي تلقى إقبالا من قبل الشباب وصغار المستثمرين، وتتسم بطفرات سعرية عالية، اتجاهها الصعودي في السوق مؤشر على أن الإقبال على تلك الأسهم لم يصل إلى ذروته بعد.

وعلى مؤشر بلومبرج نحو 37 سهمًا لشركة مدرجة في قائمة أسهم الـ"ميم".

وأصبحت أسهم الميم، التي تعتمد بشكل عام على ميمات الإنترنت التي يتم مشاركتها بين المتداولين، ظاهرة مثيرة في أسواق الأسهم العالمية.

وبدأت حركة أسهم الميم بشكل غير رسمي في صيف عام 2020 عندما كان معظم الناس عالقين في منازلهم خلال الأشهر القليلة الأولى من الوباء، ويبحثون عن شيء للقيام به وطريقة لتحويل بعض وقت الفراغ الإضافي إلى أموال، ولجأ الكثير من الناس إلى سوق الأوراق المالية ووسائل التواصل الاجتماعي بحثًا عن أفكار.

 

قفزة لأسهم "جيم ستوب"

يشار هنا إلى نشطاء أسهم الميم ساهموا في قفزة لأسهم "جيم ستوب" التي جاءت في قلب المعركة بين كبار السوق وصغاره بنحو 25٪ في علامة أخرى على أن تلك المرحلة عنوانها العريض "إذا تكلم الصغار أنصت الكبار".

وبرزت أهمية الأسهم تلك للمرة الأولى في يناير الماضي، عندما ارتفع سهم شركة ألعاب الفيديو الأمريكية GameStop بنسبة 1900% في أقل من شهر مدفوعًا بتوصيات نشرت على منتدى r/wallstreetbets على Reddit.

 

ظاهرة قديمة

ولا تعد ظاهرة أسهم الميم حديثة بل هي قديمة، وستستمر في المستقبل، لكن الجديد هو أن القدرة على تحريك الأسواق كانت في السابق حكرًا لوول ستريت، ولكن حاليًا أصبحت في يد أي شخص يمتلك هاتفًا ذكيًّا.

وتؤثر المناورات الرقمية والمحادثات في منتديات Reddit والمشاركات على منصات التواصل الاجتماعي كتويتر وفيسبوك في أداء هذه الأسهم بشكل كبير.

وتعد أسهم الميم اتجاهًا ناشئًا سيستمر في التكرار حيث تصبح وسائل التواصل الاجتماعي أكثر تأثيرًا في كل جانب من جوانب حياة الإنسان.

الجريدة الرسمية