رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حدث أليم وشعب عظيم

مرت مصرنا الحبيبة منذ أيام قليلة بيوم حزين لمصابها بحريق كنيسة إمبابة والتي راح ضحيتها أكثر من أربعين قتيل وعدد من المصابين، من بينهم أطفال أبرار وصبية ورجال ونساء، كانت أزمنة شديدة وإبتلاء مبين وبالرغم من مرارة الأزمات وخاصة حوادث الموت والحريق إلا أنها جلت معدن الشعب المصري الأصيل بقطبيه المسلمين والمسيحيين، وعكست مدى التوحد والرباط بين أطياف شعبنا الأصيل، ذلك الرباط الذي أشار إليه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله عندما تحدث عن مصر بقوله: (إنهم في رباط إلى يوم القيامة).

 

وبقدر حزني على هذا الحدث الجلل الأليم بقدر سعادتي على ما رأيته من ردة الفعل من كل المسلمين المعتدلين الذين يعرفون دينهم السمح، الذي يدعوا إلى الرحمة والوسطية والإعتدال ويأمر بالعدل والإحسان وحسن المعاملة وطيب الجوار والمعاشرة معرفة صحيحة تجاه كل البشر، وخاصة إخوانهم في المواطنة وفي المصير الأخوة المسيحيين، فها هو شيخ الإسلام فضيلة الشيخ أحمد الطيب بارك الله في عمره أعلى رمز للإسلام  والمسلمين يفتح أبواب مستشفيات الأزهر الشريف للأخوة المصابين ويبادر بتقديم العزاء للبابا والكنسية معربا عن أسفه وحزنه عن الحادث وما ألم بالأخوة المسيحيين.

 

وها هو السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي حفظه الله تعالى يتابع بنفسه الحادث ويأمر بعمل كل ما يلزم تجاه  المتوفين ومصابي الحادث، ويؤكد أنه رئيس لكل المصريين دون أدنى تفريق أو تمييز. وها هي  أجهزة الدولة الأجهزة الطبية والأمنية وغيرها إنتقلت فورا إلى مكان الحادث تابعت وعملت كل ما يلزم على الوجه الأكمل.. وها هو الشعب المصري الأصيل يقف وقفة الرجل الواحد تجاه الحادث الأليم، وها هم رواد الفيسبوك وكم الحزن الذي إعتلى رواده وكم التعازي  والمواساة التي ملأت صفحاته من المسلمين لإخوانهم المسيحيين..

 

إنها مصر العظيمة. إنها مصر الحاضنة للأديان. إنها مصر المحروسة مصر المواطنة ذات النسيج الواحد. نعم شعب نسيج واحد ولقد عايشت ذلك في حرب أكتوبر المجيدة حيث كنت والزميل القس جرجس رحمه الله تعالى نقاتل جنبا إلى جنب في خندق واحد دفاعا عن بلدنا الحبيب وكان لا يقل عني وطنية ولا بطولة وفداء.. 

 

 

هذا وأعتقد أن ردود الأفعال التي ترتبت على هذا الحادث المأساوي الأليم حملت بين طياته رسالة إلى أهل الفتن والشر الذين يعملون جاهدين ليل نهار على بث بذور الفتنة والفرقة بين قطبي شعبنا الأصيل. فحواها لا ولن تنالوا من لحمة وتوحد وتماسك هذا الشعب العظيم أبدا.. حفظ الله تعالى مصرنا الحبيبة بقطبيها وخالص التعازي لقداسة البابا والأخوة المسيحيين ولأسر الضحايا ونسأل الله تعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يعجل بشفاء المصابين.. حفظ الله تعالى مصرنا الحبيبة من كل شر وسوء. وتحيا مصر..

Advertisements
الجريدة الرسمية