رئيس التحرير
عصام كامل

السبب الحقيقي للعدوان علي غزة!

في سبتمبر ٢٠١٧ كتبنا مقالا بعنوان "غزة والضربة المصرية المزدوجة" عن الدور الذي لعبته مصر لإعادة حماس إلي حركة تحرر وطني وليست جناحا عسكريا للتنظيم الدولي للإخوان.. لكن في المقال تحدثنا عن قيادي فلسطيني كبير اسمه أحمد الجعبري استشهد قبل ٥ سنوات من المقال في عملية شديدة التعقيد بلغ حد اتهام حاكم عربي فيها طلب بنفسه التخلص منه!  وفي فبراير ٢٠١٨ كتبنا قصة الجعبري كاملة.. وقد كانوا يسمونه وزير دفاع  غزة وكان المطلوب رقم واحد في حماس والشعب الفلسطيني كله، وكان المقال بعنوان " ثم صار عميلا بالفعل " عن العميل الذي ظن أنه أذكى وحاول دون علم حماس الإيقاع بضابط من الموساد فوقع هو في فخ التجنيد بالصوت والصورة وكان الثمن البحث عن أحمد الجعبري ومكان اختفائه السري!

   
لماذا كل هذه المقدمة؟ ليس فقط لأن الجعبري ينتمي لنفسه العائلة التي استشهد منها قائد الجهاد الإسلامي في غزة أول أمس تيسير الجعبري.. وإنما أيضا لأن سبب اغتياله أنه من الجناح الذي كان يري ضرورة قطع العلاقات -وقتها- مع قطر وأن إيران أقرب للمقاومة منها وكان ذلك في ٢٠١١!

 
الاستنتاج الأول من ذلك أن قصة الصراع علي غزة قديمة.. لم تكن بين إيران وقطر فقط. ولا تركيا وقطر فقط.. بل بين كل هؤلاء وأولهم طبعا إسرائيل! كل المؤشرات تقول إن إسرائيل ليست فقط بدأت بالعدوان علي غزة أول أمس.. بل أصرت عليه وجهزت له.. ولا نري سببا مقنعا لذلك بعد زيارة بايدن وعودة المفاوضات في فيينا علي النووي الايراني إلا رغبة إسرائيل بالتعامل المنفرد مع إيران.. ولن يكون ذلك إلا عسكريا.. ولن يكون ذلك إلا بعد استعداد جيد يبدأ بمعرفة قدرات وإمكانيات ما تعتبره إسرائيل أذرع إيران في المنطقة.. إمكانياتها وقدراتها ومدي فاعلية القبة الحديدية!

 


ومن أجل ذلك كانت زلات اللسان فاضحة.. إذ قال رئيس وزراء العدو أن العملية قد تستغرق أسبوعا! إذن ليست المسألة في التخلص من قائد ميداني! حتي أنه استدعي الاحتياطي! في الوقت نفسه الذي يقول إن معركته ليست مع غزة! لمن الاحتياطي إذن؟! الاحتمال الأكبر هو التدريب علي الاستدعاء والإعداد لحالة الحرب وربما تكون  قوات الاحتياط من أجل جنوب لبنان وحزب الله وربما إلي حتي الجولان لأهداف إيرانية.. وليس غزة وليست طبعا من أجل إيران التي لا تربطها أي حدود معها!
ما هى سيناريوهات ما بعد ذلك؟ يحتاج ذلك إلي مقال مستقل!

الجريدة الرسمية