رئيس التحرير
عصام كامل

هل خذلنا العرب في مشكلة السد الإثيوبي؟

رغم أن الدول العربية دعمت الموقف المصري السوداني في أزمة السد الإثيوبي في بيانات كان آخرها بيان قمة جدة، إلا أن ثمة انطباع لدى عموم المصريين أن بعض الدول العربية التى ترتبط بعلاقات جيدة مع إثيوبيا خذلتنا في هذه الأزمة.. ويرجع ذلك إلى أن عموم المصريين يتوقعون ما هو أكثر من البيانات السياسية والتصريحات الصحفية من قبل هذه الدول العربية.. وتحديدا استخدام  ما لدى هذه الدول من نفوذ سياسى واقتصادى لدى إثيوبيا لدفعها بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومكتوب ينظم ملء وتشغيل السد الإثيوبي بدلا من التصرفات أحادية الجانب من قبل إثيوبيا بخصوص ذلك الأمر، كما تطالب كل من مصر والسودان.

 

خاصة وأن إثيوبيا تتمادى في سياسة فرض الأمر الواقع وتتصرف وكأن النيل الازرق هو بحيرة خاصة بها وملك لها تتحكم في تدفق مياهه إلينا كما تشاء وترغب.  لقد جربت مصر والسودان طريق التفاوض مع إثيوبيا للتوصل إلى هذا الاتفاق المنشود ل ملء وتشغيل السد دون جدوى.. وجربت الدولتان أيضا وساطة أمريكا واللجوء إلى مجلس الأمن بعد الاستعانة بالإتحاد الأفريقي، ولم يسفر ذلك إلا عن مزيد من تمادى إثيوبيا في سياسة فرض الأمر الواقع..

 

وبات الأمر يحتاج لممارسة ضغوط عليها، ولدى عدد من الدول العربية الخليجية بعض أوراق الضغط التى أحجمت عن استخدامها حتى الآن لمناصرة أشقاءها في مصر والسودان، بل حتى التلويح -مجرد التلويح- باستخدام هذه الأوراق، لم تقم به هذه الدول الشقيقة.

 


والأكثر من ذلك أن تتعامل مؤخرا إحدى الدول العربية التى تربطها بعلاقة خاصة مع مصر وكأن إثيوبيا لا ترتكب أخطاء فادحة في حق أشقاءها في كل من مصر والسودان ولا تضر بأمنهم المائى وتؤذيهم في أهم حق للإنسان وهو حق الحياة.. وهذا ما يجعل عموم المصريين يشعرون أن أشقاءهم خذلوهم في أزمة وجود. ولن يغير هذا الإحساس إلا إذا سارع العرب باتخاذ موقف صارم تجاه إثيوبيا التى تلحق الأذى باشقاءهم في مصر والسودان.. فهل يفعلون؟!  

الجريدة الرسمية