رئيس التحرير
عصام كامل

زيارة تايوان ليست السبب.. 3 عقود من الأزمات بين بيلوسي والصين

بيلوسي
بيلوسي

زاد منسوب التوتر بين أمريكا والصين مؤخرًا على خلفية زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، وسط خوف من تأثيرها عالميا خاصة حال اندلاع تصعيد عسكري بين بكين وواشنطن.

 

واختتمت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، الزيارة التاريخية لتايوان، في وقت سابق الأربعاء، بينما تستعد الصين لإجراء مناورات عسكرية في المياه المحيطة بتايوان، بسبب غضب بكين من زيارة المسؤولة الأمريكية.

 

أزمة زيارة مسؤول أميركي رفيع المستوى لجزيرة تايوان التي تعتبرها الصين جزء من أراضيها بإمكانها إحداث أزمات كبيرة في العلاقات بين أمريكا والصين، إلا أن نانسي بيلوسي على وجه الخصوص لها تاريخ من الأزمات مع الصين على مدار 30 عامًا مضت وهو الأمر الذي زاد من حدة توتر الزيارة في هذا التوقيت.

 

30 عامًا من الأزمات

ولفتت شبكة "سي ان بي سي" الأمريكية،  إلي ان  بيلوسي معروفة جيدا في الصين، إذ لديها تاريخ طويل من انتقاد الحزب الشيوعي الصيني الحاكم تعود إلى عام 1989، مع اندلاع الاحتجاجات في ساحة تيانانمن بالعاصمة بكين.

 

وفي عام 1991، زارت بيلوسي عندما كانت نائبة في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا تايوان مع اثنين من زملائها، ورفعوا لافتة تحيي ذكرى مقتل المتظاهرين هناك.

 

وكانت بيلوسي من النواب الأمريكيين الذين دفعوا باتجاه قرار يدين سلوك تعامل القوات الصينية في هذه الحادثة.

 

إدانة بيلوسي

وسريعا تدخلت الشرطة الصينية التي كانت موجودة في المكان وأغلقت الساحة، وبعد عدة ساعات أصدرت وزارة الخارجية الصينية بيانا يدين سلوك بيلوسي، الذي وصفته بـ"المهزلة".

 

وتسبب بالأمر بالمتاعب للصحفيين، وكان من بين هؤلاء، مدير مكتب شبكة "سي إن إن" الأمريكية في بكين حينها، مايك تشينوي، الذي تعرض للاعتقال إثر تصوير حادثة بيلوسي.

 

وقال تشينوي في مقال نشره في مجلة "فورين بوليسي" إنه لم يكن على علم بما كانت بيلوسي تخطط له، وهو ما أدى إلى اعتقاله عدة ساعات.


وفي العام 2019 نشرت بيلوسي على حسابها الرسمي بموقع "تويتر"  مقطع فيديو قديم يوثق تلك الرحلة، خصوصا رفع اللافتة السوداء اللون التي كتب عليها "إلى أولئك الذين ماتوا في سبيل الديمقراطية في الصين".

إقليم التبت

كما وجهت بيلوسي إلى نائب الرئيس الصيني حينها، هو جينتاو، أربع رسائل تعبر عن القلق من اعتقال واحتجاز النشطاء في الصين والتبت، وتدعو إلى إطلاق سراحهم في تصرف بدا محرجا، لكن المسؤول الصيني رفض حينها قبول الرسائل.

 

وبعد 7 سنوات، كررت بيلوسي المحاولة، وحينها أصبح جيناتو رئيسا للصين، ودعت آنذاك لإطلاق سراح النشاط السياسيين.


مهاجمة الصين

وعارضت بيلوسي مساعي الصين لاستضافة الألعاب الأوليمبية منذ عام 1993 على أساس انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة، وفي نهاية المطاف تمكنت الصين من استضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2008.

 

وفشلت النائبة الأمريكية بحسب تقرير نشرته " سكاي نيوز "  بإقناع الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن، من مقاطعة حفل افتتاح هذه الدورة.

 

وبالإضافة إلى البيانات الرسمية النارية في الصين، كتبت صحيفة "جلوبال تايمز"، الصينية الناطقة بالإنجليزية قبل زيارة بيلوسي إلى تايوان إن السياسية الأمريكية "الغريبة الأطوار" و"المتعصبة" لا تأبه بالآخرين.

 

وأضافت أن لدى بيلوسي إرادة قوية للغاية في إجراء تغيير في سياسة البيت الأبيض الراسخة تجاه الصين، خاصة فيما يتعلق بقضية تايوان.


زيارة تايوان

وأثناء زيارتها لتايوان مساء أمس الثلاثاء قالت بيلوسي، إن الصين "لا تستطيع منع قادة العالم من زيارة تايوان".

 

فيما قال وزراء خارجية مجموعة السبع في بيان "لا يوجد مبرر لاستخدام الزيارة ذريعة لنشاط عسكري عدواني في مضيق تايوان. من الطبيعي أن يسافر المشرعون من بلداننا حول العالم".


وأضاف البيان أن رد فعل الصين المتصاعد يهدد بزيادة حدة التوتر وزعزعة الاستقرار في المنطقة.

 

وتابع البيان "نعرب عن قلقنا من الإجراءات الصينية في مضيق تايوان"، مضيفا "ندعو الصين إلى حل نزاع تايوان سلميًّا".

وفيما قالت وزارة الدفاع التايوانية، إن 27 طائرة حربية صينية دخلت منطقة دفاعنا الجوي اليوم، أكدت أن الوحدات الحكومية تلقت هجمات إلكترونية 23 مرة أكثر من المعتاد، متوقعة ارتفاعًا مستمرًا للحرب الإدراكية في الأيام المقبلة.

 

وقالت وزارة الدفاع التايوانية، إن تايبيه سارعت بإطلاق مقاتلات اليوم الأربعاء لإبعاد 27 طائرة صينية في منطقة الدفاع الجوي بالجزيرة، مضيفة أن 22 منها عبرت خط المنتصف الفاصل بين الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي والصين وسط تصاعد حدة التوتر.

الجريدة الرسمية