رئيس التحرير
عصام كامل

هذا التصرف المعيب.. كونوا قدوة لأبنائنا!

بعد أن غابت المتعة عن ملاعبنا بسبب غياب الروح الرياضية والنتيجة الحتمية بالطبع هو الفشل في تثقيف الجمهور وجهله بأصول الرياضة ومعانيها السامية التي تجمع الشعوب وتبني جسور التعارف والمودة وتجمع ما فرقته السياسة وترسم البهجة والسعادة على الوجوه وتخفف عن الإنسان معاناته اليومية مع الحياة الصعبة..


انظروا إلى الدوريات الأوروبية وكيف يذهب الفائز ليواسي الخاسر على الهواء مباشرة وكيف يتبادل لاعبو الفريقين ومدرباهما التحية والمصافحة التي تخلق المودة وتحقق الانسجام والتلاحم بين الطرفين.. وكيف يتقبل المهزوم خسارته دون أن يدفعه غضبه للهجوم على الخصم وصب اللعنات عليه وتحميل الحكام سوء النتائج والإخفاق.. فماذا يمنع أن نرى ذلك عندنا.. وهل يليق بمصر ما حدث في نهائي الكأس بين الأهلي والزمالك حين تجاهل مدير الكرة بالقلعة الحمراء ممر الشرف وبعض المسئولين أمام جماهير غفيرة في الملعب وأمام الشاشات.. 

تنافس شريف

 

ثم نرى من يدافع عنه من الإعلاميين المتعصبين فكيف بالله عليكم نصف هذه المهزلة وهذا التصرف المهين والمعيب.. وأين هؤلاء المسئولون من الروح الرياضية.. وماذا تركوا للجماهير النافرة أو الغافلة أو المغيبة أو الواقعة تحت تأثير إعلام رياضي متعصب لا يكف عن إشعال الفتن والشقاق ويغذي فيهم روح الفرقة والتنابذ.. وكيف نسمح لهؤلاء بأن يجعلوا ملاعبنا ساحة للشغب والتعصب وغياب الوعي؟!


لقد آن الأوان أن يدرك الجمهور والإداريون واللاعبون والمدربون معنى التنافس الرياضي الشريف واللعب والتشجيع النظيف ليس في كرة القدم وحدها بل في مختلف اللعبات والمجالات.. يجب أن يكون هؤلاء قدوة لأبنائنا في تقبل الخسارة بنفس الروح التي يقبلون بها الفوز.. حتى تصبح هذه هي ثقافتنا وطباعنا.

 


قد يقول قائل إن أوروبا نفسها فيها تعصب للأندية.. وهذا صحيح لكنها لا تعدو أن تكون حالات فردية.. كما أنها لا تفسد للود قضية ولا للملاعب فرحة.. وفي المقابل لا تتجاوز الحدود ولا توقع الضرر بأحد بل تجد عقابًا شديدًا وفوريًا تفرضه قوانين توقّع على النادي الذي يشجعه هؤلاء المتعصبون غرامات باهظة حتى يبقى للرياضة وجهها المتسامح والمضيء وتأثيرها الهائل على الجمهور الرياضي.

الجريدة الرسمية