رئيس التحرير
عصام كامل

بطبخة الإنجليز وفتوى المراغي وانتهازية الإخوان.. كيف تمت لعبة تتويج فاروق ملكا على مصر

الملك السابق فاروق
الملك السابق فاروق الاول

سعى الملك فؤاد ملك مصر لدى بريطانيا لتعديل نظام وراثة الحكم في مصر لينحصر في ذريته بدلا من أكبر أبناء الأسرة العلوية فكان له ما أراد فًاصدر أمرا ملكيا في أبريل 1922 بنظام ولاية العرش وأصبح الاسم حضرة صاحب السمو الملكي الأمير فاروق الأول.

وتوفي الملك فؤاد في أبريل 1936 وكان ولى العهد الأمير فاروق يتلقى تعليمه في إنجلترا لكنه عاد الى مصر بعد إطلاق نبأ وفاة الملك وهو لم يكمل الثامنة عشر في مايو 1936، واستقبله الشعب استقبالا حافلا على طول الطريق واعتبروا هذا اليوم هو عيد جلوس الملك على العرش.

ولأن  فاروق كان قاصرا ولم يكمل الثامنة عشر تم تشكيل مجلس وصاية برئاسة الأمير محمد علي توفيق شقيق الملك فاروق وأكبر أعضاء الأسرة العلوية سنا.

استمرت الوصاية 15 شهرا ولم لم يتبق إلا أقل من سبعة أشهر، ولأن الملكة الأم خافت على العرش من ابن عم فاروق فاستصدرت فتوى من الشيخ مصطفى المراغى شيخ الأزهر باحتساب عمر فاروق بالتقويم الهجري بدلا من الميلادى ليتوج الملك رسميا في مثل هذا اليوم 29 يوليو 1937 ليعين الأمير محمد على توفيق وليا للعهد وظل هكذا حتى ولد الأمير أحمد فؤاد عام 1952.

لم تشهد مصر احتفالات صاخبة عند تولى أي من ملوكا سلطته الدستورية قد الاحتفال بتنصيب الملك فاروق أو رؤساء، ذلك أن الاحتفالات بدأت منذ بدأت قبل مجئ الملك من رحلته الدراسية حيث أعلنت كل مؤسسات مصر وهيئاتها ومدنها برنامج خاص لاستقبال الضيوف  .

وفي هذا السياق نشرت صحيفة المصري الوفدية في عددها الصادر 25 يوليو 1937 صفحة كاملة عن هذه الاستعدادات قالت: جاءنا من نقابة عمال شركة الغزل الأهلية المصرية ومن الاتحاد الفني للتمثيل والسينما أنهما قررتا الاشتراك في الاحتفالات بإقامة الزينات واحياء حفلة ساهرة كبرى، وجاءنا من نقابة التعليم الأولى الأميري ومن أصحاب محلات الطرابيش في القطر المصري أنهم قرروا إقامة الزينات واستقبال المليك المحبوب وتوزيع الصدقات.

احتفال الإخوان المسلمين 

وأضافت الصحيفة أن مجلس إدارة جمعية الأخوان المسلمين بالإسماعيلية قررت الاحتفال بتتويج جلالة الملك بتعليق الأنوار على مقر الجمعية واحياء الليلة بآية الذكر الحكيم وكذلك قامت جماعة الاخوان بالسويس ونحرت الذبائح.

كما تبارت الصحف  في نشر أدق تفاصيل الملك  بداية من نوعية الثياب التي سيرتديها الحضور رجالا ونساء حتى مقاعد الجلوس والباب المفتوح لكل زائر وكسوة التشريفة والنياشين لذوى الرتب 

جلسة البرلمان 

وكان المساء في البرلمان موعدا لتسليم الملك حيث قال مصطفى النحاس باشا رئيس مجلس الوزراء كلمة قال فيها ( اليوم قد أتم جلالة الملك عامه الثامن عشر هجريا من عمره المديد وتحتفل مصر بتسلمه السلطة الدستورية وتفتح عهدا جديدا طابعه السعادة والخير ).


وفي التاسعة مساء وقف الملك وأقسم اليمين الدستورية وكان نصها: "احلف بالله العظيم أن احترم الدستور وقوانين الأمة المصرية وأحافظ على استقلال الوطن وسلامة أراضيه "وهتف رئيس المجلس الشيوخ وردد الأعضاء وراءه ليدوي الصوت في البرلمان يعيش الملك ثلاث مرات، وانتهت الجلسة وعاد الملك الى قصر عابدين وسط مظاهرات حاشدة.

الجريدة الرسمية