رئيس التحرير
عصام كامل

المدير التنفيذي لمشروع علاج فيروس B لـ«فيتو»: 64 مركزا في المحافظات والكشف والمتابعة والعلاج مجانا

 الفيروسات الكبدية
الفيروسات الكبدية

فيروس «B» من الفيروسات الكبدية التي تمثل خطورة شديدة، ومع ذلك لا يأخذ حقه فى التوعية وتسليط الضوء عليه رغم خطورته، إذ يتسبب فى الإصابة بأورام الكبد حال عدم اكتشاف المرض والعلاج منه، لهذا تسعى وزارة الصحة للقضاء على هذه الفيروسات في مصر من خلال المبادرات الصحية التى أطلقتها، سواء لعلاج فيروس سي، أو مرضى سرطان الكبد، وهذه الجهود الضخمة في علاج مرضى C وB قد تقود منظمة الصحة العالمية لإعلان مصر خالية من الفيروسات الكبدية قريبا.

يقول الدكتور ياسر عمر، المدير التنفيذى لمشروع علاج فيروس B بوزارة الصحة لـ«فيتو»، إن هناك عدة إجراءات اتخذتها وزارة الصحة من خلال مشروع علاج فيروس B لمحاصرة المرضى ومنع انتشار أو تزايد الإصابات والوصول إلى المجموعات الأكثر خطورة والأكثر تعرضا للإصابة بفيروس B.

وأضاف: لا يوجد حتى الآن علاج يشفى نهائيا من فيروس B ولكن توجد أبحاث علمية للوصول لأدوية تقضي على الفيروس فى طور التجارب الإكلينيكية، مشيرا إلى أن الأدوية المتاحة حاليا لعلاج فيروس B تحبط من تكاثر الفيروس فى الدم، وتمنع الوصول إلى مضاعفات.

تدشين المشروع
أوضح «عمر» أن فكرة تدشين مشروع علاج فيروس B جاءت من مبادرة ١٠٠ مليون صحة، التي ركزت في بدايتها على التصدي لفيروس سى، ونجحت فى علاج المرضى، ومن هنا طرحت أهمية علاج فيروس B والقضاء على الفيروسات الكبدية المسببة لمراحل التليف الكبدي والسرطان، وتم تدشين برنامج يقدم كافة الخدمات لمريض فيروس B من تحاليل وأشعة ومتابعة وعلاج.


وتابع المدير التنفيذي لمشروع علاج فيروس B بوزارة الصحة: وحدات اللجنة القومية للفيروسات الكبدية على مستوى الجمهورية تستقبل مرضى فيروس B ويتم توفير أحدث الخطوط الطبية العالمية للعلاج مجانا، سواء من خلال منظومة التأمين الصحى أو العلاج على نفقة الدولة.


وأشار إلى أن فيروس B تتمثل خطورته فى أنه أكثر شراسة من فيروس C، كما أن أعراضه لا تظهر مباشرة ويمكن أن يظل المريض لسنوات مصاب دون أن يدرى ولايكتشف الأمر إلا مع حدوث تليف كبدى وقد لايكتشفه أيضًا.
ونصح الدكتور ياسر عمر أي مواطن تظهر عليه أعراض الإجهاد العام ونقص الطاقة وعدم القيام بوظائفه على الوجه أكمل بإجراء تحليل وظائف الكبد، مشيرا إلى أن تجاهل هذه التحاليل والعلاج المبكر يمكن أن يسبب اصفرار العين وتورم القدم واستسقاء البطن أو فشل كبدى فى المراحل المتأخرة من المرض.

الكشف المبكر  
بحسب المدير التنفيذى لمشروع علاج فيروس B بوزارة الصحة، يستهدف مشروع علاج الفيروس الاكتشاف المبكر للحالات ومنع حدوث تليف كبدى، إذ يتم استهداف مجموعات من المرضى الذين يعتمدون على نقل الدم أو إجراء العمليات الجراحية أو أثناء زيارة طبيب الأسنان أو مرضى الفشل الكلوى وكذلك السيدات الحوامل.

وأضاف أن تحليل فيروس B متاح فى كل وحدات الصحة ضمن مشروع صحة الأم الحامل والجنين، مضيفا: تشخيص المرض في مرحلة مبكرة للسيدة الحامل يمنع أي إصابات جديدة للمواليد الجدد.

وأشار إلى إجراء تحليل منتظم لفيروس B لمرضى الفشل الكلوى لاسيما الذين يجرون جلسات غسيل كلوى وأيضا مرضى تكسير الدم ومرضى الإيدز الذين يتم البحث فيهم عن إصابة بفيروس B وكذلك حصر المرضى المحتمل إصابتهم من أجل حماية المجتمع ومنع وجود أي إصابات جديدة، مؤكدا أن تلقى العلاج يقلل من احتمالية قدرة الشخص على نقل العدوى لغيره.

أضاف: يتوفر للحوامل إمكانية تلقى العلاج أثناء الحمل بشكل آمن، إذ لا توجد خطورة منه، كما أوضح أن من ضمن المجموعات المستهدف الكشف عن إصابات فيروس B لديهم الشباب المقبل على الزواج، حيث يعتبر الفحص الطبى إجباريا ضمن فحوصات ما قبل الزواج للحصول على الشهادة الطبية، وتابع حديثه: نعتمد على توعية المواطنين بأهمية إجراء تحليل الكشف عن المرض.

وأضاف: يتم استخدام كل الأدوية الموجودة فى خطوط العلاج العالمية، وهى أدوية عالية الكفاءة ولا يوجد لها أي أعراض جانبية، مؤكدا أن نفس الأدوية التى يحصل عليها المريض في أوروبا تتوفر في مصر، وهى عبارة عن أقراص تؤخذ بالفم.

وأشار إلى أن المكتشف إصابتهم بفيروس B، منهم مجموعات لديهم الفيروس نشط، ويحتاجون إلى صرف العلاج، وهناك أيضًا مجموعات لديها الفيروس خامل وتحاليل إنزيمات الكبد سليمة ونسبة الفيروس قليلة فى الدم، وهؤلاء يحتاجون إلى متابعة مستمرة وفي حالة وجود نشاط لفيروس B يحصل على العلاج.

وأضاف أن مريض فيروس B يحصل على العلاج طوال العمر، موضحا أن اختفاء الفيروس من الدم أمر نادر الحدوث، لهذا يتم صرف الدواء شهريا، وكل ٣ شهور تجرى للمريض تحاليل دورية، منها موجات صوتية، ووظائف كبد لمدة سنة، ثم بعد ذلك تجرى تحاليل التقييم كل ٦ شهور.

وأضاف المدير التنفيذى لمشروع علاج فيروس B: يوجد ٦٤ وحدة لعلاج فيروس B موزعة فى كل المحافظات، مؤكدا أن المريض توفر له الخدمة مجانا، حتى لا يتكاسل عن تلقى العلاج، مشيرا إلى وجود عدد من المرضى لا يكملون العلاج بسبب طول المدة عكس فيروس سى الذى يكون علاجه مدة قصيرة.

وأوضح أهمية الاستمرارية والمواظبة على تلقى العلاج بعد مرور شهرين أو ٣ شهور من بدء العلاج، لافتا إلى أن المريض عندما يجد أن نسبة الفيروس فى الدم انخفضت يعتقد أنه شفي من خلال التحسن الظاهرى الذى يحدث مع بداية العلاج فيتوقف عن العلاج.

التواصل مع المرضى
وأكد أن جميع وحدات الكبد تكون على تواصل مستمر مع المرضى، وتتصل بهم تليفونيا لمن يتغيب عن تلقى العلاج، أو يتغيب عن إجراء المتابعة والفحص الدورى، وتابع: مريض فيروس B يتم التأكيد عليه بأنه يحتاج إلى متابعة مستمرة مدى الحياة خاصة أن فيروس B خطورته تتمثل فى أنه يسبب أورام كبد دون شرط أن يصل إلى مرحلة التليف الكبدى.

وأشار إلى أن فيروس B له تطعيم إجبارى في وزارة الصحة منذ عام ١٩٩2، موضحا أن التطعيم له قدرة على الحماية، ونادرًا ما تحدث عدوى له، ولكن مواليد ما قبل ١٩٩٢ معرضون للإصابة لمن لم يحصل منهم على التطعيم.
وأضاف: مشروع العلاج يستهدف تلك الفئة العمرية، كما يتم فحص جميع المخالطين للمصابين وإجراء تحليل الكشف عن فيروس B لديهم وعند الاطمئنان بعدم وجود الفيروس يحصل غير المصاب على التطعيم، وكل ذلك من أجل تقليل احتمالات انتشار الفيروس، مشيرا إلى أن الوزارة قامت بتوفير الجرعة الصفرية ضد فيروس B للمواليد فور الولادة لتلقى التطعيم المناسب للحماية من الإصابة بالفيروس.

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية